كابول: هدنة جزئية مع مسلحين ونواة دستور طالباني
توصلت كابول الى هدنة مع مقاتلي حركة طالبان في إقليم ناء في شمال غرب افغانستان، في أول خطوة من نوعها، وسط تصاعد في أعمال العنف قبل الانتخابات الرئاســية المقررة في شهر آب المقبل، وذلك في وقــت وضعت طالبان الافغانية شرعة شــبيهة بدستور، تمنح زعيمها الملا محمد عمر كل السلطات.
ورغم نفي متحدث باسم طالبان توقيع اتفاق مع السلطات، قال المتحدث الرئاسي سياماك هراوي إنه جرى التوصل لهدنة يوم السبت الماضي في إقليم بادغيس في شمال غرب البلاد، بالقرب من الحدود مع تركمانستان. واضاف أن الحكومة تريد التوصل لاتفاقات مماثــلة في أجزاء أخرى من البلاد في محاولة لتحــسين الأوضاع الأمنية استعدادا لانتــخابات الرئاسة في 20 آب. واوضح «ما دامت الهدنة صامدة فلن تكــون لدى الحــكومة أي نية لمهاجمة طالبـان (في بادغــيس). كما يمكن لطالبان المشاركة في الانتخابات».
وقبل اتفاق بادغيس، رفضت طالبان مرارا أي اقتراحات من هذا النوع، وأكدت انها ستواصل عملها العسكري حتى تغادر كافة قوات الاحتلال الأجنبية افغانستان. وقد ذكر هراوي أنه تم ترتيب الهدنة بعد وساطة بين قادة طالبان في بادغيس، وشيوخ القبائل وغيرهم من الشخصيات المؤثرة في الإقليم. وبموجب الاتفاق، وافقت طالبان على الامتناع عن شن هجمات على المرشحين وعلى السماح لهم بإقامة مراكز لحملاتهم الانتخابية. كما انها لن تهاجم مشاريع الإعمار في الإقليم.
في موازاة ذلك، ذكرت قناة «الجزيرة» القطرية ان عناصر طالبان الأفغان، وضعوا شرعة شبيهة بدستور أطلقوا عليها اسم «لائحة المجاهدين في الإمارة الاسلامية في افغانستان»، تمنح زعيمهم الملا محمد عمر كل السلطات، بما فيها تقرير مصير رهائن محتجزين لديهم. والوثيقة المؤلفة من 13 فصلا وتتضمن 67 بندا، وضعت «ليتمكن المسلم او المجاهد من تحديد هدفه ومواجهة الأعداء»، داعية موظفي الدولة الى مغادرة ادارة الرئيس حميد قرضاي.
وتقول الوثيقة «اذا اعتقل كافر محارب فان قتله او مبادلته او اخذ الفدية من باب مصلحة المسلمين وصلاحيات ذلك للإمام او نائبه»، في إشارة الى الملا عمر او مساعده. وتضيف الوثيقة «اذا استسلم جنود للمجاهدين، فانهم لا يقتلون اذا سلموا أسلحتهم». ويأتي نشر هذه «اللائحة» التي وقعها الملا عمر بتاريخ التاسع من ايار الماضي بحسب «الجزيرة»، بعد أسبوع من بث طالبان شريط فيديو عن جندي اميركي أسره في جنوب شرق افغانستان.
في هذا الوقت، اعلنت وزارة الدفاع البريطانية انتهاء المرحلة الاولى «الأقوى عسكريا» من العملية البريطانية الواسعة «مخلب النمر» التي اطلقت نهاية حزيران ضد طالبان في إقليم هلمند، وقتل فيها اكثر من 20 من الجنود البريطانيين. وتنطوي المرحلة التالية على «تثبيت الوضع على الارض» في حين تتعلق المرحلة الثالثة بـ«الإعمار». وقال رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون لصحيفة «ايفنينغ ستاندارد»، ان «جهود جنودنا في هلمند بطولية... الخسائر البشرية كبيرة، لكن ذلك لم يذهب سدى».
ويأتي هذا الإعلان في وقت قدم فيه وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند الى حلف شمال الاطلسي في بروكسل، ما تعتبره لندن ابرز أولويات الأشهر الستة المقبلة في افغانستان، وهي «المصالحة» بين الحكومة في كابول و«المعتدلين» في طالبان، وتشكيل حكومة خالية من العناصر «الفاسدة وغير المؤهلة»، وهو ما ردده الرئيس حميد قرضاي. وقال ميليباند في خطاب دام ساعة «أظن اننا امام محطة اساسية في تاريخ افغانستان، وعمل الحلف الاطلسي اختبار مهم. لذا على الانتخابات ان تكون شاملة وموثوق بها».
وبعد اعلان انتهاء المرحلة الأولى من العملية بوقت قصير، ذكرت وزارة الدفاع البريطانية ان جنديين بريطانيين قتلا في انفجار عبوتين مزروعتين على جانب الطريق في هلمند.
من جهة اخرى، اعلن الاحتلال الأميركي انه سيتوقف عن نشر عدد مقاتلي حركة طالبان الذين يقتلهم في أفغانستان، وذلك بطلب من المتحدث الرسمي باسم القوات الدولية في أفغانستان الأميرال غريغوري سميث. وذكرت شبكة «سي أن أن» ان سميث أمر بهذا التغيير، كجزء من الإستراتيجية العسكرية الجديدة في الحرب التي «تركز على حماية المدنيين الأفغان بدلاً من قتل المتمردين». وقال في ان «كشف عدد المتمردين الذين يقتلون من شأنه أن يمدد الوقت الذي يستغرقه إنهاء التمرّد».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد