كيف تكتشفين العريس البخيل
قد تتغاضي بعض الفتيات عن بعض تصرفات العريس في فترة الخطوبة والتي قد تكون مؤشر لجحيم المستقبل ، فالرجل البخيل من أسوأ الرجال التي يمكن للتخيل أن يتصورها ، ولكن يفهم معناها ويقدر حجمها من مر بها من الفتيات .
تقول مني 26 سنة ، أنا لا أحب الرجل البخيل فهو رجل مادي لأقصي درجة فالمال سيده والآمر الناهي ، الذهب عشقه الأول لا يملأ عينيه إلا التراب ، وغالبا مايتظاهر بالفقر والحاجة ، ودائماً يفشل في تمثيل دور الكريم في فترة الخطوبه ، لأنها أصعب الصفات تمثيلاً بالنسبة له .
وتضيف مني أنا مررت بهذه التجربة ولا أتمنى الارتباط برجل بخيل مرة أخري ، وعند ارتباطي مرة ثانية سأخضعه لكثير من الاختبارات التى تكشف بخله وشحه ، وأحب أوجه النصيحة لكل الفتيات بأن العريس البخيل ثري في أغلب الأحوال ولكن لايبدو عليه ذلك " غير أنيق و مدهول" ، يهرب هروب الفأر من القط عند دعوته في الحفلات والمناسبات إلا إذا كان مدعواً، يقدم علي الزواج في سن متأخرة.
وتقول مي ضاحكة : قد تنجذبين له فى البداية لذكاؤه وحرصه الشديد علي عمله وعلي مستقبله وطموحه الكبير،ولكن الشيئ الذي يشعركِ بالرعب أن أمواله تسير في اتجاه واحد إلي البنك وطريق العودة مغلق دائماً للإصلاحات التي لن تأتي في يوم من الأيام!
أما سماح 23 سنة فقد عانت الكثير من خطيبها السابق ، وتقول أن خطيبي كان يظهر عليه بعض الأعراض المفاجئة فترتفع حرارته ويمرض فجأة يوم ميلادي حتي لا يضطر لشراء هدية ، وتقول سماح ضاحكة : ربما لو أخطأ ودعاني إلي أي مطعم يختفي من 10 دقائق : 30 دقيقة في الحمام " ويتحجج بأن حالته مستعصية " وتكون النتيجة أني اضطر إلي تضطرين لدفع الحساب لتتجنبي الإحراج .
وتضيف لقد كان التخلص من خطيبي سهل جداً وفي منتهي البساطة فقط أخبرته أن أسرتي وأصدقائي دائما يشكون من شدة إسرافي وأني أكثر البنات إسرافاً علي وجه الأرض، بعدها لم أري وجهه مرة أخري !!
ولكن ماذا لو سبق السيف العزل ووقعتي فى المحظور وتزوجتي رجل بخيل يدعي الفقر باستمرار وكأن لا يملك قوت يومه ، وتستمعين يومياً لبعض الأقوال المأثورة منه " منين يا دلال " ، " اللي جاي على أد اللى رايح " ، " يعني أسرق " ، " ناقصكوا ايه بس " ، " أنا صرفت النهاردة كذا وكذا وكذا .. الخ "،وليس بالبعيد محاسبتك بالورقة والقلم عن كل قرش صرف يومياً في كل صغيرة وكبيرة !!
ومن المؤكد أن هذه الصفة البغيضة كالحمي التي ليس لها أمل فى الشفاء،ولكن ماذا تفعل حواء إذا كتب عليها أن تشارك رجل يدعي الفقر باستمرار ؟
تزداد وطأة هذه الأزمة لدي ربة المنزل التي لا تعمل والذي يكون الاعتماد الأساسي علي دخل زوجها الشحيح ، الذي يحسب للمليم ألف حساب قبل إخراجه من جيبه ، أما المرأة العاملة ، هي أيضاً تعاني لكن علي الأقل فى حالة رفضه لإعطائه المال ، تتصرف من مالها الخاص لتعوض أبنائها ما يحرمون منه ، وقد تزيد حالة البخل لدي الزوج عند شعوره بأن زوجته لديها مالها الخاص ، فليس غريبً عند طلب أبنائه لأي طلب تكون الإجابة "روح خد من أمك..أنا معييش ومحيلتييش " ، فالنقود بالنسبة إلي هذا النوع من الرجال تمثل الحاسة السادسة التي بدونها لا يمكن للحواس الخمس الأخرى أن تعمل بإتقان.
تقول الدكتورة أمينة كاظم أستاذة علم النفس والاجتماع بكلية البنات جامعة عين شمس إن البخل ليس في الأمور المادية فقط بل يكون بخيلاً أيضاً في العواطف والمشاعر الإنسانية مع الآخرين؛ فالبخل عنده عامل عام.
فهذه الشخصية كما تصفها د. كاظم فهي بوجه عام ليست معطاء ، ولكنْ هناك فرق بين البخل والحرص؛ فالحرص ممكن أن يُقبل ، فأحياناً تكون المرأة مسرفة، ويرى الزوج أن زوجته ليست لديها المقدرة على إدارة البيت فيتعامل معها بنوع من التوازن والحرص، ويحاول أن يوفق أوضاعه وإمكانياته حتى يتمشى مع أحواله ، أو يكون الزوج من متوسطي الحال فترى الزوجة نتيجة لتبذيرها وإسرافها أن ذلك بخل مع أنه في الحقيقة حرص مقبول.
وتضيف د. كاظم أما البخل فهو الزوج الذي يملك ويستطيع الإنفاق ، ولكن لا يصرف على بيته إلا القليل ، ولا يريد مساعدة الآخرين سواء مساعدة مادية أو معنوية،وعلى الزوجة في هذه الحالة أن تتعايش مع واقعها وتسعى لإصلاح زوجها وتعويده على العطاء.
وأشارت إحدى الدراسات المصرية إلي أن البخل مرض نفسي وتربوي ويعتبر نوعا من أنواع افتقاد الإحساس بالأمن والأمان ، ولهذا المرض بواعث عدة أهمها الحرمان في الصغر أو أن البخيل بالفطرة إنسان أناني ويكره العطاء والإنفاق على أهل بيته.
وأوضحت الدراسة أن هناك نوع من البخل ظهر عند الرجال بعد أن خرجت المرأة للعمل، وأصبح لها دخل ثابت، وفي هذه الحالة يمتنع الرجل عن الإنفاق حتى تضطر زوجته للصرف بدلا منه.
وأشارت الدراسة إلى أن البخل صورة مرضية وتخالف أسس وتعاليم الدين الإسلامي، فقد اختص الدين الرجل وميزه عن المرأة بالإنفاق، فالرجال قوامون على النساء بما أنفقوا، والقوامة هنا مقرونة بالإنفاق والعطاء والحماية وتأمين المستقبل، وعلى الزوج أن يدرك أنه في حالة البخل وعدم الإنفاق على أهل بيته فهو يخالف شرع الله ويرتكب معصية .
ويقول الدكتور احمد شوقي العقباوي أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر إن البخل مرض ليس له علاج أو مسكن وعلى الزوجة التي تقع في فخ البخيل أن تتعامل مع زوجها وكأنه طفل، لأن الإنسان البخيل يشبه الطفل في شعوره بالخوف وعدم الأمان، ويجد سعادته وأمانه في جمع المال ، والطفل عادة يأخذ موقفا دفاعيا في حالة اتهامه بالتقصير ، ولذلك لا يجب اتهامه أو مهاجمته أو توبيخه لأنه في هذه الحالة سوف يزداد سوءا ، مشيراً إلي أن المرأة قد تفضل أن تلقب بعانس عن الزواج بمثل هذا الرجل الذي يحول حياتها إلي جحيم.
ويضيف د. العقباوي ولأن الرجل البخيل إنسان واقعي وليس خياليا لذا يجب التعامل معه بواقعية وبمنطق، وعلى سبيل المثال إذا رفض زيادة المصروف اصطحبيه إلى السوق معك ربما يشعر بارتفاع الأسعار وضرورة التضحية ببعض من أمواله لصالح الأسرة و وبالصبر يمكن على المدى الطويل تعديل بعض من سلوكه وليس تحويله ، وربما تستطيع الزوجة المحنكة تعديل زوجها من رجل شحيح" إلي رجل "حريص" !!.
ويقول الدكتور عبد المنعم البري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن البخيل الشحيح بعيد عن الله ، بعيد عن الجنة ، قريب من النار والمؤمن الكريم قريب من الله قريب من الناس قريب من الجنة بعيد عن النار، فالله كريم يحب كل كريم".
ويجب أن تعلم زوجة البخيل أن الله تعالى جعل لها مخرجاً من بخل زوجها بالمعروف ، وهي أن تأخذ من ماله ما يكفيها بالحق دون زيادة أو إسراف ؛ فقد جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن هنداً قالت: "يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل شحيح، لا يعطيني من النفقة ما يكفيني ويكفي بني إلا ما أخذت من ماله بغير علمه، فهل علي في ذلك من جناح ؟ فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم: خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك ويكفي بنيك" .
وتشعر كثير من الأمهات بالقلق ، لخوفهن الشديد من اكتساب الأبناء لهذه الصفة البشعة ، ولكن هل صحيح أن البخل صفة متوارثة أم هي مكتسبة؟
الدكتورة أمينة كاظم أستاذة علم النفس والاجتماع أن صفة البخل صفة مكتسبة، وقد تبدو أنها موروثة، ولكن الأرجح اكتسابها من الأهل والبيئة ؛ فهناك أسر تملك المال، ولكن عندما تتصرف فيه تشعر أنها اقتطعت جزءاً من حياتها؛ فأسلوب النشأة عامل أساسي في إكساب هذه الصفة.
ولكي تجنبي أطفالك اكتساب صفة البخل أو انتكاسة الإسراف التي قد تصيبه كرد فعل طبيعي لشح الأب ، يجب أن تلفتي انتباههم إلي قيمة النقود و تعليمهم كيف ينفقونها ، وعليك إتباع النصائح الآتية مع طفلك
اشرحي لطفلك من أين تأتى النقود : من المهم أن يعرف الطفل أن والديه يعملان ويبذلان الجهد للحصول على النقود وأن ماكينة البنك ليست "حنفية" يفتحانها وقتما يشاءان ، واشرحي لطفلك أنه حينما تسحبي النقود من البنك ، لا يمكنك سحب غيرها قبل أن تتقاضي راتبك .
كوني قدوة حسنة : أنفقي النقود أمام أطفالك بطريقة مسئولة واشرحي لهم دائماً لماذا اخترت شراء سلعة معينة دون الأخرى،كما يجب أن يتعلم الأطفال أيضاً أن النقود يجب أن تنفق بحرص حتى لا ينفقوا كل ما لديهم على أشياء غير لازمة،ويساعد ذلك على أن تزرعي في طفلك قيمك الخاصة بمسألة النقود ، أيضاً لا تتكلمي أمام أطفالك عن حلمك بامتلاك شئ معين لأن ذلك سيؤكد لديهم فكرة أن الأشياء المادية هي ما تجعلنا سعداء.
اشرحي لهم هدف الإعلانات : بما أن الإعلانات أصبحت مصدر لشد انتباه الأطفال ، فعندما يصبح سن طفلك مناسباً (6 سنوات تقريباً)، يمكنك أن توضحي له هدف الإعلانات وسياسة التسويق. على سبيل المثال، اشرحي لطفلك أن الإعلانات التي توضع دائماً مع الجرائد اليومية عن المطاعم التي تقدم الهدايا واللعب عند شراء وجبات معينة هي مجرد طريقة لإغرائنا على شراء وجبات غير صحية.
اشرحي له أيضاً أن كثيراً ما تكون نوعية هذه اللعب غير جيدة ، حتى لو لم يقتنع أطفالك بكلامك أول مرة ، سيختزنون هذه المعلومات في عقولهم وهذا النوع من التوجيه سيساعدهم على أن يكونوا مدبرين عندما يكبرون.
خصصي لطفلك مصروفاً خاصاً : وهذه الطريقة من أفضل الطرق لتعليم الطفل السلوكيات المتعلقة بالنقود وهى أن تجعليه يخوض تجربة الإنفاق بنفسه.
أعطى له مصروفاً كل يوم، وعندما تذهبين للتسوق، اطلبي منه أن يأخذ معه نقوده، وعندما لا تكفى نقوده لشراء شئ معين يريده ، انصحيه بأن يدخر أكثر ليشترى ما يريد فى المرة التالية، تحت كل الظروف، لا تستسلمى لتوسلات طفلك بأن تشترى له الشئ الذى يريده لأن ذلك سيضيع المجهود الذي تقومين به لغرز السلوكيات التي تريدينها فيه.
وتوقعي فى البداية أن يشترى طفلك بعض الأشياء الغير لازمة، فتعليم الطفل قيمة النقود وكيفية إنفاقها بشكل سليم لا يحدث في يوم وليلة ، فالأمر يحتاج لخبرة لكي يعرف الطفل أنه كان من الأفضل أن يشترى سلعة أخرى بدلاً من السلعة التى اشتراها، وتذكري أن تناقشي طفلك في اختياراته الخاطئة لكن دون انتقاده.
أظهري لطفلك أهمية القيم الغير مادية : لا تنسي تعليم أطفالك أن أجمل ما فى الحياة ليس له مقابل مادي يذكر!
علي سبيل المثال ، إذا صنع لك طفلك كارت عيد الأم ، أظهري له سعادتك به كأنه هدية ثمينة. وتكلمي مع أطفالك عن الأوقات السعيدة التي يقضونها مع جدهم وجدتهم وليس فقط عن الهدايا التى قدماها لهم.
وأظهري لهم أنهم يمكنهم أن ينفقوا نقودهم في أوجه الخير، وكيف أن ذلك يبعث على الرضا والإشباع،وسيتعلمون أن مساعدة الآخرين قد تبعث على السعادة حتى أكثر من إنفاق النقود على أنفسهم.
أسماء أبوشال
المصدر: محيط
إضافة تعليق جديد