كيف ستغلق إيران مضيق هرمز وما هي قدراتها في تنفيذ هذه المهمة

04-03-2012

كيف ستغلق إيران مضيق هرمز وما هي قدراتها في تنفيذ هذه المهمة

الجمل- قسم الترجمة: شريان الطاقة العالمي تحت رحمة الصواريخ الايرانية:كيف ستغلق إيران مضيق هرمز؟

تشكل صواريخ كروز والصواريخ البالستية وصواريخ أرض-جو جزء من المنظومات الهجومية الموجودة لدى القوات المسلحة الايرانية، ولهذه المنظومات القدرة على إبقاء مضيق هرمز مغلقاً  طوال المدة الزمنية التي يرغب بها الايرانيين. حيث ستشارك الزوارق الإيرانية السريعة في هذه المهمة، ولن ينعم أهم مّمر حيوي للطاقة في العالم بالأمن والاستقرار دون إرادة إيران.
"الأشخاص الذين يعرفون جيداً دور البحار في السيطرة على العالم، يعرفون جيداً أهمية المضائق الاستراتيجية أيضاً".
قال بحّار انكليزي مخضرم قبل سنوات من اكتشاف النفط، في يوم كانت الشمس لا تغيب فيه عن أراضي بريطانيا العظمى، قال إن الدولة التي تسيطر على بحار العالم و على المضائق الحيوية الاستراتيجية ستحكم العالم وتسيطر على كل ممراته الاستراتيجية.
مع تحول النفط اليوم إلى أحد أهم المنتجات الحيوية التي يحتاجها البشر المتحضرين والاقتصاد العالمي، أصبحت المناطق النفطية في العالم محط اهتمام القوى العظمى.
فهو أهم مصدر لتأمين الطاقة العالمية موجود في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، والممّر الوحيد للدخول وللخروج هو مضيق " هرمز" الإستراتيجي.
في خضم طرح إمكانية مقاطعة النفط الإيراني من قبل الدول المقاطعة لإيران، نبّه المسؤولون الإيرانيون مجدداً إلى قدرتهم على إغلاق مضيق هرمز.


سنبحث في هذا التقرير قدرات ايران في تنفيذ هذه المهمة:
وفق الاحصائيات المتوفرة يتم تصدير ما يقارب 40%  من النفط العالمي الذي تنتجه ثماني دول خليجية عن طريق هذا المّمر الحيوي، في مقابل ذلك  هناك أكثر من 88% من نفط السعودية، 98% من نفط العراق، 99% من نفط الإمارات و100% من نفط الكويت وقطر، ما يبلغ مجموعه بشكل تقريبي 97% من إنتاج النفط في هذه الدول يعبر من خلال مضيق هرمز، كذلك يعبر 50% من المبادلات التجارية والبضائع لهذه الدول أيضاً من  هذا المضيق.
يعتقد خبراء الاقتصاد أنه في حال تم إغلاق هذا الممر الإستراتيجي سيؤدي هذا الأمر إلى انخفاض في سوق النفط العالمي بحدود 16.5 إلى20 ميلون برميل، في هذه الحال سيزداد سعر برميل النفط الواحد بحدود 2.5% عن ما هو  عليه الأن مما يعني بأن سعر البرميل الواحد سيغدو  250 دولار.
أما طرق النقل البرية البديلة فتشمل خط أنبوب يمتد من شرق إلى غرب السعودية وفي حال جاهزيته للاستخدام و عمله بكامل طاقته سيغطي نصف الكمية في أقصى طاقة استيعابية له.
لكن بفرض أنه يتم تأمين النفط عن طريق  النقل البري، فإن تكلفة إنشاء خطوط الأنابيب ومضخات النفط وتأمين أمن هذه الطرق، بغض النظر عن الزمان الطويل المستغرق (وتأمين حاجة السوق من احتياطات الدول مثل أمريكا) مع اتخاذ كل هذه الاجراءات سيؤدي إغلاق مضيق هرمز مرة أخرى إلى زيادة واضحة في قيمة النفط  وخاصة في هذه المرحلة من الأزمة الاقتصادية التي تمر بها الدول الغربية.
 
كما يتم تأمين أهم المعدات والتجهيزات العسكرية لهذ الدول عن طريق مياه الخليج العربي، مع أن السواحل في غرب السعودية وسواحل اليمن وشرق عمان تستطيع أن تكون بديلاً عن هذا الموانئ الموجودة على سواحل الخليج، لكن يجب حساب التكلفة والقدرة اللوجستية البرّية و الزمان اللازم لتأمين هذه المعدات.
وفق المعطيات السابقة أهم الأثار المترتبة على إغلاق مضيق هرمز، في حال الاحساس بوجود خطر محتمل فأن إيران بإمكانها أن لا تسمح للسفن بالعبور من المضيق الذي يعد جزءاً من مياه الأراضي الإيرانية.
يبلغ طول مضيق هرمز حوالي 110 كم وعرضه في عدة جهات مختلفة حدود 35 كم في جنوب جزيرة لارك ويتغبر حجم العرض إلى أقل من 60كم في جهات مختلفة.
يبلغ عرض المياه قبل وبعد المضيق أقل من 100كم عند الحد الفاصل جنوب غربي جزيرة قشم وحتى السواحل الغربية لكنغان.
يتفاوت عمق هذا المعبر في نقاط مختلفة من 35 إلى أقل من 100متر كما يوجد جزء منه بعرض قليل في عدة كيلومترات فقط، لذلك تواجه السفن العابرة وخاصة ناقلات النفط العملاقة وحاملات الطائرات والغواصات الكبيرة خلال عبورها من هذا المّمر معوقات وموانع كثيرة.

الزوارق السريعة:
يعود استخدام إيران للزوارق السريعة لممارسة الضغط على العدو إلى سنوات الحرب الايرانية العراقية.
(ذكرت التقارير التي تتحدث عن الزوارق السريعة  والمسير التاريخي لهذه الاستراتيجية القتالية وتأثيراتها  توضيحاً عن النماذج الأصلية لهذه الزوارق )
يجب القول أن الزوارق الايرانية اليوم أسرع كثيراً جداً  من قبل ومجهزة بمعدات حديثة متطورة أكثر من النماذج السابقة التي كانت تستخدم في سنوات الحرب، حيث أن قدرتها على مواجهة زوارق العدو الحربية المتطورة مؤثرة جداً فكيف ستكون في مواجهتها لسفن النقل .الزوراق السريعة
 
هذه الزوارق مجهزة برادارات بحرية ومنظومات الكترونية متطورة وصواريخ كروز قصيرة المدى يبلغ مداها 25كم وصواريخ مضادة للسفن متوسطة المدى وطوربيدات عيار متوسط وكبير وألغام بحرية إلى جانب الأسلحة التقليدية أي رشاشات نصف ثقيلة وأر بي جي وصواريخ محمولة على الكتف من طراز أرض-جو ستساعد هذه الأسلحة في إغلاق قصير أو طويل الأمد لهذا المضيق. ومن جهة أخرى ستتصدى للسفن المعادية التي ستحاول فتح هذا المّمر.
تتمتع هذه الزوارق بسرعة كبيرة وتملك معدات متطورة كما تتمتع بقدرة على المناورة والصمود وإمكانية إجراء عمليات ليلية بمساعدة المعدات والتجهيزات المرافقة لها .
تم إظهار قدرتها عدة مرات في مناخات مختلفة وفي أحوال جوية سيئة خلال المناورات الصغيرة والكبيرة التي أجريت خلال السنوات الأخيرة.
تملك هذه الزوارق القدرة حتى في مياه المحيط الهندي على حماية السفن التي يتم تهديدها من قبل البوارج المعادية، ويمكنها وفقاً لخطة مهمتها التي نجحت في السنوات الأخيرة القيام بإجراءات توقيف الغواصات التابعة للدول الأجنبية التي تريد العبور من مضيق هرمز، بالإضافة إلى تجهيز القوات المسلحة بأسرع الزوارق الحربية في العالم، كما تم تحديث الزوارق السريعة المسيرة بدون ربان للقيام بالمهمات المطلوبة.
لدى ايران أنواع مختلفة من الألغام البحرية تشمل نماذج الإغراق ونماذج التحكم عن بعد، ويمكن استخدام هذا السلاح في حال اللزوم من قبل الزوارق والغواصات الايرانية في مختلق نقاط مضيق هرمز والمياه المحيطة.
 

الغواصات:
تحولت القوات البحرية الإيرانية بعد تزويدها تستطيع غواصة غدير أن تقوم بدور في إجراء هذه العمليات.بغواصات إلى قوة عظمى بين القوى البحرية في دول المنطقة.
لدى الغواصات الإيرانية القدرة على استخدام الطوربيدات والألغام والصواريخ وتستطيع أن تبقي لأيام ولأسابيع تحت سطح الماء وقادرة في نفس الوقت القيام بالمهام المؤكلة إليها.
ماعدا الغواصة الروسية "كيلو" فإن باقي هذه الغواصات التي تشمل الحوت وغدير وفاتح تم تصميمها وفقاً لشروط البحار المحيطة بإيران وخصوصاً منطقة الخليج العربي، لديها قدرة خاصة مثل إمكانية الرسو على الشاطئ والإختفاء عن منظومات الرادار المختلفة وأجهزة استرشاد العدو.
يقدر أن يصل تعداد هذه الغواصات إلى أكثر من(20)غواصة بالإضافة إلى قدرتها في إغلاق مضيق هرمز لديها القدرة أيضاً على مواجهة سفن السطح والغواصات المعادية.
لدى غواصات(كيلو) القدرة على حمل 24 لغم أو 18 طوربيد كبير الحجم، ولدى غواصات فاتح القدرة على حمل 12 طوربيد أو 8 ألغام.
انتشر خبر في وسائل الاعلام أنه تم تجهيز غواصات كيلو الايرانية بطوربيدات صاروخية من طراز حوت (التي تبلغ سرعتها أربعة أضعاف الطوربيدات العادية)، وحتى الآن لم يؤكد أو ينفي المسؤولون الإيرانيون هذا الخبر .
 تستطيع غواصة غدير أن تقوم بدور في إجراء هذه العمليات.
كلتا الثنائيتين الكمية والكيفية (التكنولوجيا والسلاح) في هذه الغواصة تكفي للقيام بهذه العمليات على أكمل وجه.
الغواصات الصغيرة أو غواصات الشخص الواحد أو عدة أشخاص والتي تعّرف بالغواصات الرطبة تستخدم في العمليات السريعة مثل زراعة الألغام  وإطلاق الطوربيدات، كما تلعب دوراً مهماً مع معدات القوات البحرية الايرانية في إجراء عمليات إغلاق مضيق هرمز وخصوصاً في المناطق القليلة العمق والعرض.

السفن الحربية: السفن المصورخة في قوات الحرس الثوري
تشمل السفن الحربية الايرانية طرازات مختلفة من السفن (السفينة السريعة المصورخة) يرافقهاسفينة حربية و مدمرة لحمايتها ، لدى هذه السفينة القدرة على إطلاق أربعة صواريخ بعيدة المدى مضّادة للسفن من طراز نور بمدى يبلغ من 120 إلى 170 كم وبمدى يزيد عن 200 كم. تتمتع قذائف 114و76 ملم في هذه السفينة بمدى وقدرة كافية لتهديد السفن المختلفة.
وجود القدرة لدى الغواصات والسفن أيضاً يشكل أمراً فعالاً وناجعاً في حال استخدمها لإيجاد ذراع ضغط للتعاون مع باقي القوات في إغلاق نضيق هرمز.


صواريخ كروز المضّادة للسفن:
أطلقت القوات الصاروخية الايرانية في الآونة الاخيرة دفعتين من صواريخ كروز سطح-سطح المضّادةمنصة إطلاق ذاتية الاستناد لصواريخ كروز للسفن من الساحل.
سنفصل الصواريخ البالستية :
نشاهد في مجال صواريخ كروز ، تنوع كبير في المدى والقدرة التخريبية ،تم الكشف حتى الأن عن المنصات الساحلية لإطلاق الصواريخ متوسطة المدى مثل كوثر وبعيد المدى مثل نور وقادر.
من الممكن أن تكون المنصات الثلاثيةلإطلاق صواريخ من نوع القارعة مرتبطة بالصواريخ متوسطة المدى نصر1،هذه المنصات ذاتية الاستناد يعني تستطيع أن تقوم في حالة نصبها بالقرب من السواحل ودون الحاجة إلى منظومات جانبية مساعدة أو الاتصال بالوحدات الجوية والبحرية بمهمة الاستطلاع والكشف و الهجوم على الاهداف البحرية.
 
تستطيع هذه المنظومات بالتمركز والاختفاء على عمق 70 إلى 150 كم ،وتسطيع أن تقوم بتغطية كل الأراضي الإيرانية  من محافظة كرمان القسم الأصلي لمضيق هرمز (طبعاً في هذه الحالة لإصابة أي هدف خاص يجب تزويدها بالإحداثيات الأولية للهدف وأوامر التصحيح للصاروخ المنطلق باتجاه الهدف).
تم ادخال عدد كبير من هذه المنظومات للخدمة في القوات المسلحة الايرانية وجاهزة للقيام بالعمليات والمهام المؤكلة إليها.


الصواريخ البالستية:
لم يمض وقت طويل على ظهور هذا الاختراع في العالم ،في البداية تم طرحها في الصين بعدها أظهرت ايران قدرتها على تدمير السفن بواسطة الصواريخ البالستية ، وفي الآونة الأخيرة يدّعي الروس أنهم قادرون على استخدام الصواريخ البالستية ضد الأهداف البحرية.
تم الكشف عن ثلاثة أنواع من الصواريخ البالستية المضّادة للسفن في ايران ،وهي بالترتيب :صاروخ الخليج وصاروخ رعد وصاروخ سجيل .
يبلغ مدى صاروخ الخليج 300كم ويحمل رأساً متفجراً يزن 650 كغ هذا يعني تدمير السفن المعادية بشكل كامل.
يستعمل الوقود الصلب كما يستفيد من منظومات التهديفمنصة ثلاثية لإطلاق صواريخ من طراز الخليج والتوجيه المتطورة بمدة زمنية قصيرة  لا تتعدى بضع دقائق يكون الصاروخ فيها جاهز للإطلاق.
يصيب الهدف بسرعة 3 ماخ ( عدد الماخ هو متغير مهم في دراسة الطيران والسرعات العالية بمفهوم بسيط هو مقدار سرعة الطائرة أو سرعة الهواء بالنسبة إلى سرعة الصوت، يعني الطائرة التي تبلغ سرعتها 2ماخ  يعني أن سرعتها تساوي ضعف سرعة الصوت مرتين)  في مدة زمنية قصيرة وبزاوية كبيرة(أكثر من 40درجة بالنسبة إلى الأفق) ويصيب السفينة من الأعلى.
تؤمن منصة إطلاق الصواريخ الثلاثية كثافة نيران مناسبة خلال إطلاق الرشقة الاولى قبل اكتشاف العدو لمكانها ولها تأثير كبير في العمليات الصاروخية ، كما تقوم بالتقليل من تأثير إجراءات العدو المضّادة، الصور المتوفرة عن هذا الصاروخ تظهر أن طريقة توجيهه هي أحد الطرق الالكتروبصرية ،وكفاءتها مضمونة من تأثير الحروب الالكترونية للعدو وسرعته عالية أثناء إصابة الهدف ، الزاوية الكبيرة والهجوم من الأعلى هي من المزايا الايجابية لهذا الصاروخ و خلال انفصال الرأس المتفجر عن جسم الصاروخ يبلغ احتمال إصابة الصاروخ من قبل العدو حد الصفر.
 
حسب التقرير يبلغ مدى صاروخ رعد حسب تقدير الخبراء من 150 إلى 250 كم ويعمل بصورة مركبةمع صاروخ الخليج تحت عنوان صاروخ متوسط المدى (من الطراز البالستي) ، يجب أن تكون منظومة التهديف والتوجيه الخاصة به أحد أنواع الرادارات ،الأداء المركب بين هذين الصاروخين يمكن أن يرفع احتمال إصابة الهدف إلى حد كبير.
أما بالنسبة لتأثيرات منظومة الحرب الالكترونية ،حتى الأن تم تصنيع صواريخ في العالم ، في حال شن هجوم الكتروني من قبل الهدف للتشويش عليها ، بعد اكتشاف الصاروخ للهدف يتوجه إلى مصدر التشويش ،وبالنتيجة ترتفع نسبة إصابة الهدف بشكل كبير. 
نظراً للمدى الجيدلهذا الصاروخ في تغطية مضيق هرمز من عمق الأراضي الايرانية ،يمكن لصاروخ الخليج نظراً لمداه الجيد أيضاً أن يغطي الأراضي من النواحي الغربية لمحافظة سيستان وبلوجستان ومركز محافظة كرمان والنواحي الشرقية لمحافظة فارس وكل مساحة مضيق هرمز.
 صاروخ رعد المضّاد للسفن
ربما يشكل الصاروخ سجيل المضاد للسفن رعباً أكثر من أي سلاخ أخر، يعتقد حتى الأن أنه يمكن استخدام صاروخ سجيل فقط كصاروخ  أرض-أرض ،لكن الإعلان الأخير للقوات المسلحة في وسائل الاعلام الوطنية أظهر أنه يمكن استخدامه في تدمير الأهداف البحرية.
مع أن نوع منظومة التهديف والتوجيه لصاروخ سجيل ليس معروفاً إلا أنها أظهرت دقة عالية جداً في إصابة الهدف الذي تم تحديده من قبل، يمكن أن يصل مدى هذا الصاروخ إلى 2000كم.
نظراً لوصول السرعات من 8 إلى 12 ماخ (أكثر من 2700 في أقل من4100 متر في الثانية) فإن قوة اندفاع الرأس المتفجر تكفي لتدمير الهدف ، كما يساعدالرأس الحربي البالغ وزنه 500 كغ في تدمير الهدف أيضاً.
بالاعتماد على هذا الصاروخ يمكن تغطية السواحل الشمالية لإيران حتى أبعد نقطة في شمالي غريي ايران إلى ما بعد مضيق هرمز، هذا الصاروخ ينطلق على مرحلتين باستخدام الوقود الصلب وبعد أن يقطع المرحلة الأولى يصل إلى تسارع كبير وبالاستفادة من بعض الطرق لتقليل انعكاس رادار كشف و تعقب العدو  يصّعب ذلك عليه في المرحلة الابتدائية من الانطلاق وفي المرحلة النهائية أيضاً ، استناداً إلى الصور فإن انفصال رأس هذا الصاروخ مؤكد، وسرعته العالية تجعل احتمال إصابته من قبل المضادات الجوية المعادية أقل من صاروخ الخليج
إطلاق هذه الصواريخ من عمق الأراضي أمر بديهي لأنه عندما تنتشر منصات الإطلاق على مساحات واسعة ،يصّعب هذا الأمر عمل العدو في كشف مكانها وتصبح أدواته لتوجيه ضربة لهذه الصواريخ محدودة، وتزداد فرصة هذه المنظومات لتغير مكانها والاختفاء مجدداً، مع أن فرص العدو تزداد في كشف الصواريخ القليلة السرعة، الاستفادة من خصوصيات المناطق الجغرافية وتركيب هذه الأسلحة في مناطق بعيدة وقريبة من الساحل ، نظراً لبنية وتعدد الأهداف وأوضاع وسائل الاستطلاع والكشف التابعة للعدو  ، تساهم في المحافظة على فعالية وكفاءة هذه الأسلحة.
يجب الانتباه نظراً للنجاح الأخير للقوات المسلحة الايرانية في السيطرة والتحكم وإنزال أكثر طائرات التجسس المعادية المسيرة بدون طيار تطوراً ودقة ، تقلصت أدوات العدو التي يستخدمها للتجسس في عمق الأراضي الايرانية مثل الأقمار الصناعية وبعض وسائل التجسس الإلكترونية.
إلا أن محدودية هذه الأقمار أدى إلى انتشار وسائل استطلاع أخرى و أبطل مفعول التجهيزات البرّية والجوية للتجسس الالكتروني، وأدى هذا إلى أن يركب هذه المنظومات على مسافة أمنة من الحدود الايرانية وهذا يقلل من كفاءتها وفعاليتها في الانذار المبكر .


المقاتلات قاذفات القنابل:
لدى الطائرات الحربية المقاتلة في الجيش الايراني قدرة على التزود بعدة أنواع صواريخ جو-سطح وإمكانية مهاجمة الأهداف البحرية، تشمل هذه الصواريخ صواريخ جو-سطح  التي يتم توجيهها بشكل بصري وليزري وراداري.
لدى صواريخ (نور وقادر) إمكانية الاطلاق من الجو ، وتعد إلى جانب صواريخ سي-801 كي وسي802 أساس الأسلحة المضادة للسفن التي تطلق من الجو.
من الناحية الفنية من الممكن أن تستخدم  صواريخ كوثر ونصر أيضاً ،المقاتلات قاذفات القنابل في سلاح الجو الايراني(نهاجا) تستطيع أن تحمل بشكل طبيعي 5 صواريخ من هذه الأنواع.
الصواريخ ماوريل الموجهة تلفزيونياً بمداها المحدود فعّالة أيضاً في توجيه ضربة لبعض الأهداف المناسبة.
القنابل البصرية قاصد1و2 بمدى يبلغ من 30إلى50 كم  ،وفي المستقبل القريب سيكون هناك قاصد3 بمدى أكثر من 100كم هذه الأسلحة فعّالة وتعمل تحت عنوان الأسلحة البعيدة المدى والفعّالة في تدمير الأهداف البحرية.
 
 هناك إمكانية لاستخدام الصواريخ كي اتش 25و29 الموجهة بصيراً وبالليزر الروسية الصنع في طائرات سوخوي 24 وسوخوي25وميغ29(في حال تحديثها)، تستخدم هذه الأسلحة تحت عنوان الأسلحة ذات المدى من 10 إلى 30كم ولها قدرة تدميرية متوسطة.
كذلك  يمكن استخدام الصواريخ البعيدة المدى كي اتش58 السريعة جداً التي لا يكشفها الرادار في طائرات سوخوي24تستطيع أن تقوم بدور جيد في الهجوم على السفن المعادية أثناء عمليات إغلاق مضيق هرمز .
 
 نظراً إلى تعدّد المدى وقوة تدمير هذه القنابل والصواريخ ونظراً إلى الوضع في منطقة الاشتباك يمكن الاستفادة من هذه الأسلحة، مثلاً في حال الاشتباك مع السفن والمدمرات المصورخة المعادية يجباستخدام أسلحة بعيدة المدى ،ومن أجل توقيف سفينة كبيرة يجب استخدام قنبلة ثقيلة.


المروحيات:
تستخدم مروحيات مختلفة في العمليات العسكرية البحرية في ايران ،ونظراً لوضع التهديدات ،فإن المروحيات من طراز شاهد 285 تتوفر فيها إمكانية التزود بصواريخ كروز المضادة للسفن كوثر ، ومروحيات ميل171 قادرة على اطلاق صواريخ من طراز نور البعيدة المدى وصواريخ قادر أيضاً، يمكن لهذه المروحيات المشاركة بشكل مؤثر وأن تشكل تهديداً للسفن التجارية والعسكرية المعادية.
 مروحية من طراز شاهد 285 مزودة بصواريخ مضادة للسفن
وهذا وقد جرى من قبل زّج المروحيات الهجومية من طراز كبرى في مناورات أجريت من قبل في البحر ، حيث كلفت بمهمة إجراء عمليات ، تم تزويد بعض هذه المروحيات بصاروخ ماوريك أثناء الحرب الايرانية العراقية ،لكنها اليوم  لها قدرة على التزود ببعض الصواريخ المضادة للسفن في حال تحديثها وتطويرها.


الزوارق الطائرة:
إلى هذه اللحظة تم تفعيل نموذج لزورق طائر في ايران ،هذا الطراز هو من الجيل الجديد للطائرات التي تهبط على الماء، وينضوي في قوام المجموعة الجوية المتوضعة على السطح ،لديه القدرة على التزود بصواريخ مضادة للسفن.
 
 نظراً لقدرتها على الإقلاع من فوق سطح الماء وسرعتها الجيدة والاحتمال الضعيف لكشفها بالرادار، يمكن لهذه الزوارق في حال وجود تغطية جوية مناسبة أن تنطلق من نقاط مختلفة من السواحل الايرانية و أن تمارس ضغطاً مضاعفاً على السفن المعادية.

الطائرات المسيرة بدون طيار:
أصبح اليوم للطائرات المسيرة بدون طيار مكانة لابأس بها في جيوش العالم الحديثة ، في البداية استخدمت ايران هذه الطائرات للقيام بعمليات مضادة للسفن، الطائرة النفاثة قاذفة القنابل (كرّار) لديها القدرة على التزود بأربعة صواريخ من طراز كوثر، ونظراً لسرعتها العالية يمكن للطاقة المخزنة في الصاروخ أن تزيد من مداه بشكل كبير.
مدى هذه الطائرة يصل إلى 1000كم ويمكن لها بالاستفادة من منصة إطلاق الصواريخ أن تبدأ مهمتها من أي نقطة وأن تقوم بإطلاق الصواريخ عند الوصول إلى مدى مناسب، طائرات (كرّار)بالاعتماد على الكمية تستطيع أن تطلق عشرات الصواريخ  باتجاه سفينة حاملة طائرات معادية، وطبعاً بشكل قاطع ستتغلب على قدرة الدفاعات والمضادات الجوية لهذه السفينة.
 
يجب القول أنهتمفي طائرات كرّار الاستفادة إلى حد ما من أساليب الهروب من الرادار المرتبطة بنوع المواد التي تم صناعة الطائرة منها ، حتى تستطيع ان تصل إلى مسافة قريبة من السفن المعادية.
لكن مع هذا الاستفادة من الصواريخ بمدى اطول مثل نصر1 تزيد من كفاءة هذه الطائرة المسيرة بدون طيار في هكذا عمليات.


المدفعية ومنظومات الصواريخ:
تحدثالقادة العسكريين الايرانيين مرات عدة عن زيادة  مدى المدفعية من العيار الثقيل ، وتم الاشارة إلى الاستفادة من القذائف الموجهة وخصوصاً ضد الأهداف البحرية.
نظراً للإعلان عن امتلاك قذائف (كراسنوبل) من الممكن أن يكون قد تم الاشارة إلى نوع هذه القذيفةكأحد أنواع المعدات الذكية الموجهة، وفق ما صرح به  القادة العسكريين الايرانيين حتى الأن يوجد هناك قذائف ذكية في خدمة القوات المسلحة  الايرانية يمكن لهذه القذائف إصابة السيارات المتحركة.
 
بديهي أنهسيتم استخدام مثل هذهالتجهيزات  ضد الأهداف البحرية أيضاً ،يصلمدى قذائف المدفعية في ايران إلى أكثر من 40كميمكن استخدامها لتدمير السفن المعادية و إلحاق الضّرر فيها،نظراً للتدابير التكتيكية اللازمة لديهاقوة تدميرية جيدة.
كذلك تم الاعلان عن النجاح في استخدام منظومة إطلاق صواريخ فجر3و5 ضد أهداف بحرية خلال المناورات الأخيرة ،تجهيز هذه الصواريخ غير متوفر بمنظومات تهديف أو توجيه خاص أو استخدام تحت عنوان التكتيك وخصوصاً من أجل التأثير على المعلومات.
كان الهدف من هذا التقرير إعداد دراسة منفردة عن قدرة كل سلاح و المعدات التي تشارك في عميلة إغلاق مضيق هرمز.
لكن المخفي واضح أن الاستفادة المركبةلهذه القدرات في وقت واحد وخصوصاً أخذ الظروف الحالية بعين الاعتبار. مثل ميزان تواجد القوات العسكرية المعادية المختلفة ،سيؤدي هذا الأمر إلى زيادة قدرة الدولة.
و أحد الجوانب الاستفادة المؤثرة من قدرة المضادات الجوية من أجل تقليل تفوق العدو الجوي وفتح المجال الجوي لتواجد الطائرات الايرانيةأو الاستفادة من الغواصات في حال ظهور تفوق جوي للعدو سيكون لهذه الغواصات تأثير مهم في الإغلاق الطويل الأمد لمضيق هرمز.
كل المياه في أطراف ايران فوق السطح وتحت السطح ،تقعبشكل دائم تحت مراقبة منظومات الاستطلاع الايرانية مثل طائرات الدورية البحرية والطائرات المسيرة بدون طيار ومنظومات المراقبة تحت الماء.
والأهداف التي تم تتبعها وكشفها تنظم في قوائم ويتم توثيق تحركها ومسيرها وتسجيل اتصالاتها وتقع تحت مراقبة منظومة الاستطلاع والرصد الدائم للأهداف البحرية.
ايران ليس لديها أبداً نية في ضرب استقرار المنطقة والعالم ،لكنها سترد في حال اتخذ أي إجراء ضد مصالحها الوطنية.
على الصعيد العسكري أكد المرشد الأعلى دائماً على عدم بداية الاشتباك العسكري ،لكن الرد سيكون مدمراً في حال ظهور أي حماقة من قبل العدو.
على الصعيد غير العسكري، ليس هناك ضمان مثل بداية حرب سايبري أو الضغوطات الاقتصادية من جملتها إغلاق مضيق هرمز وقطع القسم الأكبر لشريان الطاقة لمدة غير محدودة.
من الممكن في حال تشديد العقوبات أكثر وخصوصاً  العقوبات التي تطال قطاع النفط أن تقوم ايران بمنع خروج النفط من مياه أراضيها.
يجب القول بخصوص المشروع أو الإشاعة التي تتكلم عن إحداث قناة مائية على الأراضي الامارتية لتكون بديلاً اضطرارياً لمضيق هرمز ،بغض النظر عن الزمان والتكلفة اللازمة لإجراء هكذا مشروع ،وكفاءة وفعالية هذا المعبر قياساً بمضيق هرمز في حال صمود اقتصاد الدول الغربية إلى حين جهوز هذه القناة ،ستكون كل أراضي الامارات العربية المتحدة تقع في مرمى الصواريخ الايرانية.
فكيف سيكون الامر في بوابة الخروج والدخول لهذه القناة التي يمكن بسهولة أن تصبح غير آمنة بسبب انواع المعدات والتجهيزات والأسلحة التي تم الاشارة إليها في هذا التقرير .

الجمل: قسم الترجمة

التعليقات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...