لبنان تلقّى تحذيراً دولياً من عدوان إسرائيلي مفاجئ
تلقت جهات رسمية رفيعة تحذيرا من هيئة عسكرية دولية مفاده أن اسرائيل تخطط لشن عدوان واسع ومركز على أهداف لـ"حزب الله" وقد يتوسع ليشمل أجزاء واسعة من البلاد.
أما الذريعة فهي أن ارسال الاسلحة الثقيلة والمتطورة للحزب مستمر إن لم يكن من طريق سوريا فعبر المرافىء البحرية، وآخرها احتجاز البحرية الاسرائيلية سفينة "فرانكوب" الاسبوع الماضي بدعوى أنها تحمل أسلحة مختلفة عرضتها على شاشات التلفزة المحلية والعالمية مع شرح لمخاطر هذه المسألة بالتركيز على استهداف المدنيين.
ولم تستبعد مصادر ديبلوماسية في بيروت ان يثير رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو احتجاز باخرة السلاح والانفجارات التي وقعت في خربة سلم وطيرفلسيه والصواريخ التي أطلقت على اسرائيل من الاراضي اللبنانية في 11 حزيران وآخرها كان من بلدة حولا. وسيستند المسؤول الاسرائيلي الى فقرات من التقرير الحادي عشر للأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون ليشير الى تلك الانفجارات والى "عرقلة" قوة "اليونيفيل" الوصول الى المكان لكشف ما حدث.
ولفتت الى ان نتنياهو سيستغل تلك الحوادث لاتهام الحزب بأنه يخرق القرار 1701 مما يشكل خطرا داهما على أمن بلاده، وأن قواته المسلحة مستعدة لأي طارىء، كما أنه سيحاول جس نبض الرئيس الاميركي باراك أوباما خلال زيارته الحالية لواشنطن لمعرفة مدى تقبله لهجوم اسرائيلي على لبنان، وهو ما سيثيره ايضا لدى اجتماعه مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
وتوقعت المصادر عدم موافقة الرئيسين الاميركي والفرنسي على أي عدوان اسرائيلي جديد على لبنان أيا تكن مسبباته والتأكيد على سلوك طرق سلمية اخرى للمعالجة كالمساعدة على تنفيذ الاطراف المعنيين قرارات مجلس الامن ذات الصلة وآخرها الـ1701. ولم تشأ الجزم بما اذا كان نتنياهو ينوي التفرد وشن حرب لا أحد يعرف نتائجها وما اذا كانت ستبقى محصورة بلبنان أم أنها ستمتد الى دول أخرى.
وأشارت الى ان مجلس الامن الذي سيعقد جلسة مغلقة اليوم الثلثاء لمناقشة تقرير الامين العام سيرحب بالايجاز الذي سيقدمه الممثل الشخصي لبان لدى لبنان مايكل وليامس حول ولادة الحكومة اللبنانية الجديدة بعد 136 يوما من المساعي، وخصوصا أن الامين العام كان قد عبر عن قلقه من تعثر تشكيلها.
وأفادت ان مداخلات مندوبي بعض الدول الكبرى المناوئة لـ"حزب الله" ستكون حادة، في مقابل دول أخرى لن تؤيدها متهمة اسرائيل بأنها تخرق القرار 1701 من حيث انتهاك الاجواء اللبنانية والاستمرار في احتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ونشر شبكات التجسس لجمع معلومات تمهيدا لاستعمالها وزرع أجهزة بث وارسال. وتجدر الاشارة الى أن بان اعترف في تقريره بأن تلك الاجهزة هي خرق للقرار 1701.
وذكرت المصادر ان المجلس لن يصدر أي توصية او بيان صحافي، مما دفع قيـــادات ســياسية بارزة الى تقليل شأن تقارير كهذه لا جدوى منها لأن تل أبيب لا تتجاوب مع ما يطلبه منها المجلس حتى انها لا تقبل بما يطالبها به الامين العام لجهة التريث في الرد على أي صاروخ يسقط في أراضيها واعطاء الفرصة للجيش اللبناني والقوة الدولية لاجراء التحقيقات اللازمة قبل ان ترد على مصدر النيران المنطلق من الاراضي اللبنانية، فضلا عن انها تلتزم دعوات المنظمة الدولية والولايات المتحدة وفرنسا لوقف انتهاكاتها للسيادة الجوية.
وأعربت عن أملها في أن يتمكن لبنان مع انتخابه عضوا غير دائم لدى مجلس الامن من ان يقنع الدول الفاعلة والمؤثرة في وضع حد للتجاوزات الاسرائيلية التي هي السبب في ابقاء الوضع في الجنوب هشا وفقا لتقويم بان في تقاريره منذ أن تسلم مهماته أمينا عاما للأمم المتحدة.
خليل فليحان
المصدر: النهار
إضافة تعليق جديد