ليز تشيني : استراتيجية عدائية ضد سوريا ولبنان

06-06-2006

ليز تشيني : استراتيجية عدائية ضد سوريا ولبنان

تتولى منصباً يحتل موقع القلب في السياسات الأميركية الشرق أوسطية، من دون أن يكون لها أية خبرة في شؤون المنطقة. مستقلة بذاتها، تمارس دورها متحررة من أي ضبط قد يفرضه عليها عملها في وزارة الخارجية الأميركية. تحتل موقع القلب في قضايا كثيرة، من العراق إلى تغيير النظام في سوريا وإيران، وتشكل امتداداً لنفوذ والدها. إنها ليز تشيني، ابنة نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني.
وبحسب صحيفة الفايننشال تايمز، تنسق ليز تشيني (39 عاماً) حالياً عمل هيئة جديدة تدعىمجموعة عمليات إيران سوريا التي أنشئت لوضع استراتيجية أكثر عدائية لإرساء الديموقراطية في هاتين الدولتين المارقتين.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت في شباط الماضي أن تشيني ستشرف على برنامج يتكلف خمسة ملايين دولار لتسريع العمل على الإصلاحيين في سوريا، يتضمن منحاً، تتجاوز قيمة الواحدة منها مليون دولار، إلى المنشقين السوريين. كما أن تشيني ستشرف، خلال العام المالي الحالي، على برنامج منح مشابه لتغيير النظام في إيران بقيمة سبعة ملايين دولار، برغم أن قيمة تمويل جهد كهذا يتوقع أن ترتفع إلى ما لا يقل عن 85 مليون دولار ليشمل برنامج دعاية ودعماً لمجموعات المعارضة الإيرانية.
جاءت (تشيني) بمعرفة قليلة جداً عن الشرق الأوسط، تقول مارينا اوتاواي، الباحثة في معهد كارنيجي، والتي سبق وعملت مع ليز على قضايا الإصلاح الديموقراطي، مشيرة إلى أن لديها تفويضا للقيام (بعمل) إرساء الديموقراطية، لكنها غير معتادة كثيراً على الموضوع. لقد اختاروا عمداً شخصاً غير متخصص بشؤون الشرق الأوسط... لكي لا تتدخل المعرفة الفعلية والحقيقية بقضايا المنطقة بالسياسة.
كذلك، قال عضو سابق في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، عندما سئل بشأن مدى معرفة تشيني بقضايا الشرق الأوسط، إنها كانت تحضر، بشكل غير محترف، صفوف اللغة العربية التي كان يجريها المعهد، كما كانت تحضر مؤتمراتنا السنوية. غير أن ذلك كان كافياً على ما يبدو لتعيينها نائبة لمساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى عام .2002
ولا تزال كيفية وصول تشيني إلى إدارة شؤون الشرق الأدنى في الخارجية لغزاً، برغم أن أحدا لا يشك بأنها كانت وصية والدها.
وخلال عمليات التحضير للحرب على العراق، كان لليز دور خلف الستار في الخارجية عبر تسلمها الملف الذي يغطي القضايا الاقتصادية للشرق الأوسط، بينها النفط. لكن مصادر من داخل الوزارة تؤكد ان أهميتها الحقيقية كانت في أنها تؤدي دور الثقب في داخل الخارجية لصالح مكتب نائب الرئيس. كان لمجرد وجودها تأثير منبه على العديد من متخصصي الشؤون العربية في الوزارة، وغالبيتهم معروفون بأنهم كانوا ضد الحرب وبأن المحافظين الجدد ينظرون إليهم على أنهم مشتبه فيهم.
وأوضح السفير الأميركي السابق لدى وزارة الخارجية تشاس فريمان،كان لديك، خلال ذلك العام كله، ابنة نائب الرئيس جالسة هناك في اجتماعات وزارة الخارجية.
غادرت الخارجية عام ,2003 لتؤدي دوراً في الحملة الانتخابية التي أعيد بنتيجتها انتخاب جورج بوش رئيساً لولاية ثانية، ولإنجاب طفلها الرابع. لكنها سرعان ما عادت، عام ,2005 بدور أهم، لتكون المسؤول الرقم 2 في سياسات الشرق الأوسط. تولت إدارة تعرف اختصاراً ببيداس ، وهو منصب إداري معروف بمدى نفوذه في إدارة الشرق الأدنى في الخارجية.
يقول واين وايت، الذي شغل منصب نائب مدير مكتب الاستخبارات والأبحاث في الوزارة خلال حرب العراق، قبل أن يغادره عام ,2005 الشيء الذي قلناه جميعا في ما بيننا، همساً، عندما رقيت إلى بيداس بعدما كانت نائبة مساعدة الوزير: الآن نرى الخطة. يضيف لقد حصلت أولاً على تدريبها كنائبة مساعد الوزير، حيث حصلت على مهمات أكثر سهولة، نوع من التدريب، وهو ما يحصل للأشخاص في هذا الموقع ممن ليست لديهم خلفية حول الشرق الأوسط ومن ثم، (تنقل) فجأة إلى بيداس. ويوضح باتت في موقع يخولها أن تمنع أي شيء من أن يتحرك، سواء عبر مذكرة أو توصية، وهو ما تريده كثيراً.
ويعتبر وايت إن بيداس مثل ستالين في الحزب الشيوعي في أوائل عشرينيات القرن الماضي، يسيطر على الأشخاص، قادر على الترقية أو عدم الترقية، وضع أناس في مواقع أساسية. إنه منصب نافذ جداً.
وبرغم أن ديفيد ولش يعتبر رئيس ليز تشيني، بصفته نائب وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، إلا أن صلتها بوالدها، إضافة إلى قنوات اتصالاتها المباشرة مع كبار مسؤولي الخارجية، مثل نائب وزيرة الخارجية روبرت زوليك، تجعل من السهل عليها تجاوزه.
ومن أبرز ما قامت به تشيني فور عودتها إلى الخارجية عام ,2005 كان عقد اجتماع مثير للجدل مع حفنة من المنفيين السوريين للحديث عن تغيير النظام في دمشق. كان قائد المجموعة تلك فريد الغادري، وهو سوري مؤيد لإسرائيل حافظ على صلات مع المحافظين الجدد في واشنطن.
منذ ذلك الحين، ومع بروز مجموعة عمليات إيران سوريا، تولت ليز تشيني دوراً قيادياً في حملة إدارة بوش في تغيير النظام في كلا البلدين. وبحسب وثيقة تخطيط حديثة لوزارة الخارجية، تقيم الولايات المتحدة مراكز استخبارات وتعبئة معادية لإيران في دبي واسطنبول وأنقرة وأضنة وتل أبيب وفرانكفورت ولندن وباكو للعمل مع الجاليات الإيرانية المنفية.
ومن المؤكد أن العديد في وزارة الخارجية الأميركية سيشعرون بالارتياح خلال الصيف المقبل عندما تغادر ليز، الوزارة، مرة أخرى، من أجل ولادة طفلها الخامس، الذي يتوقع أن يبصر النور في تموز المقبل، وإن كانت ستبقى جزءاً من الحلقة الداخلية لوالدها.

 


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...