محادثات برلين السورية: ضغوط.. ووعود.. ودستور

21-10-2016

محادثات برلين السورية: ضغوط.. ووعود.. ودستور

«محادثات قاسية وصعبة» هو الوصف الذي أطلقته المستشارة الألمانية انجيلا ميركل على القمة الثلاثية التي جمعتها بالرئيسين الفرنسي والروسي فرنسوا هولاند وفلاديمير بوتين في برلين، أمس الأول، للنظر في الأزمة السورية، وانتهت المحادثات من دون «تحقيق معجزة» بهذا الشأن.
بوتين الذي اكد إمكانية تمديد الهدنة التي بدأت أمس، في حال عدم تزايد النشاط العسكري للمسلحين في الأحياء الشرقية لحلب، اعاد التذكير باقتراح روسيا بشأن تكثيف العمل على وضع دستور سوري جديد.بوتين ولافروف خلال القمة التي ضمتهما إلى ميركل وهولاند في برلين لبحث الأزمة الإنسانية في سوريا (أ ب أ)
المستشارة الالمانية أكدت خلال مؤتمر صحافي مشترك مع هولاند عقداه عقب القمة، أنّ الحديث الذي دار مع بوتين كان شفافاً وصعباً، لافتة إلى أن القمة لم تخلص إلى تحقيق معجزة حول القضية السورية.
ودعت الرئيس الروسي إلى الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد في ما يخص مسألة ضمان أمن المدنيين، مُدينة طابع الغارات «اللاإنساني» التي تنفذها سوريا وروسيا في الاحياء الشرقية لحلب.
وقالت ميركل «نحن نتحدث هنا عن أنشطة إجرامية، عن جرائم ضد المدنيين»، رافضة استبعاد مبدأ فرض العقوبات على روسيا».
وتابعت «يمكن لبرلين أن تصف بعض ما يحدث في سوريا بجرائم حرب، وإنني على قناعة بأنّه من غير الممكن التفريق بين الإرهابيين والمدنيين الأبرياء تحت القصف المستمر، وإن استمر القصف بهذا الشكل لا يمكن التوصل إلى حل سياسي».
وإذ أعربت عن اتفاق الجميع على ضرورة مكافحة الإرهاب، رفضت أن يكون ثمن ذلك «أن يدفع 300 ألف شخص هناك حياتهم وأن يعانوا بدون كل الإمدادات الضرورية».
وأوضحت أنّ مسألة إيصال المساعدات الإنسانية لأهالي حلب المحاصرين، تعدّ من أولويات المجتمع الدولي في الوقت الحالي، مضيفة أنّ «القمة لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق حول الأزمة السورية، واكتفت بقرار يحضّ وزراء خارجية الدول المعنية بالأزمة على بذل المزيد من الجهد لإيجاد حل للأزمة في سوريا.
من جهته، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند «نحن نخرج من هذا اللقاء ولدينا انطباع بأنه يمكن تمديد الهدنة، ولكن يعود للنظام السوري ولروسيا ان يبرهنا عن ذلك».
وقال خلال المؤتمر الصحافي المشترك «ما يحدث في حلب خلال هذه الفترة، يرقى إلى مستوى جرائم حرب حقيقية، وعلى النظام السوري وداعميه وقف قصف المدينة».
وأوضح أنّ وقف إطلاق النار لمدة ثمان ساعات غير كاف لإيصال المساعدات الإنسانية إلى أهالي حلب، وأنّه من المحال تحقيق ذلك من دون الإعلان عن وقف دائم لإطلاق النار.
وتابع هولاند «المرحلة السياسية تبدأ عند إعلان وقف إطلاق نار دائم في سوريا، وعودة المعارضة المعتدلة إلى طاولة الحوار، وضمان أمن المدنيين في عموم سوريا».
ورفض الرئيس الفرنسي استبعاد خيار فرض عقوبات على روسيا «بسبب رفضها وقف الغارات على المدنيين في حلب»، موضحاً ان «كل ما يمكن ان يكون بمثابة تهديد (لروسيا) يمكن ان يكون مفيدا».
بدوره، أكد الرئيس الروسي استعداد موسكو لتمديد وقف توجيه ضربات جوية في سوريا، في حالة عدم تزايد نشاط المسلحين.
وقال على هامش القمة الثلاثية «نحن أبلغنا عن نيتنا لتمديد وقف توجيه ضربات جوية، بقدر الإمكان، وانطلاقا من الوضع في سوريا، نحن مستعدون للقيام بذلك طالما لم نر أي تزايد لنشاط العصابات المسلحة المتواجدة في حلب».
وتابع «نحن نأمل في أن يفي شركاؤنا الأميركيون بكل ما وعدوا به حتى الآن بشأن الفصل بين إرهابيي (جبهة النصرة) ومقاتلي المعارضة المعتدلة، لكي نفهم كيفية استمرار العمل المشترك».
وذكَّر بوتين الرئيس الفرنسي والمستشارة الالمانية باقتراح روسيا بشأن تكثيف العمل على وضع دستور سوري جديد، حيث قال: «لقد ذكرت مرة أخرى للزملاء بأن روسيا تقترح تكثيف العمل الخاص بوضع دستور (سوري) جديد يسمح بإجراء انتخابات تمهيدية والتوصل إلى تنسيق المواقف بين جميع الأطراف المتنازعة، وبالطبع بمشاركة دول المنطقة المشاركة في العملية كافة».

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...