محمود درويش ينال جائزة القاهرة للشعر العربي

منحت لجنة التحكيم في جائزة القاهرة للشعر العربي امس، الجائزة للشاعر الفلسطيني محمود درويش لمحافظته على "ابداعه الشعري".
وتلا رئيس لجنة التحكيم صلاح فضل بيان اللجنة الذي يوضح أسباب منح درويش هذه الجائزة التي تمنح للمرة الاولى في اكبر تجمع للشعراء العرب، الذين التقوا في ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي الاول.
وجاء في البيان ان "اللجنة إختارت بالاجماع الشاعر الفلسطيني محمود درويش وذلك لأنه احدى القامات العالية في الشعر العربي في أعلى ذروة بلغتها حتى اصبح رمزاً قادراً على التواصل مع الجمهور عاملاً بحرص على تثبيت الهوية الوطنية، مستشرفاَ المستقبل". وقالت اللجنة انها كرمت محمود درويش كذلك على "محافظته على ابداعه الشعري واعطاء اللغة العربية جمالية خاصة وتعدد في الاصوات الشعرية في قصيدته والارتقاء بالذائقة العربية في الشعر ناقلا القصيدة العربية الى العالمية، فهو شاعر عالمي قومي وطني ومتعدد في ثقافته، انه الشاعر الذي قاوم انكسار الروح وارتكن الى المقاومة".

وارتجل درويش كلمة بعد ان تسلم جائزة الملتقى من وزير الثقافة المصري فاروق حسني والامين العام للمجلس الاعلى للثقافة جابر عصفور، قائلاً ان اللجنة "اختارتني للتكريم وهناك الكثيرون من الشعراء يستحقون الحصول عليها، واذا قبلتها فانا اقبلها نيابة عنهم... انها لحظة عاطفية عميقة بالنسبة الي، وقد ينقصني الكلام اللائق لتقديم الشكر لجمهور الشعر في مصر، الذي اقنعنا بان الشعر لا يزال حاضراً وضروريا في حياتنا".
وطالب مصر "بان تعيد فلسطين والعرب الى المستقبل في هذا الزمن العربي الرديء"، قائلا: "لقد تعلمت ممن سبقني وممن جاء بعدي من الشعراء الذين تعلمت منهم، ويخطىء الشاعر الذي يرى انه كتب قصيدته وذلك لأنها تستند الى تراث سابق وحياة قائمة، والشاعر فقط يوقع اسمه عليها". واضاف :"اشعر ان للجائزة بعداً أعمق فان لها بعدا سياسيا تقدمه اكبر دولة عربية وهي مصر الى فلسطين التي تنظر وسائر اخواتها الى مصر. اعيدينا يا مصر من حاضرنا المغمى عليه، اعيدينا الى الامام، اعيدينا الى المستقبل".
واكد درويش في تصريح له "اهمية الجائزة بالنسبة الي معنوياً، وتتمثل في انها صادرة عن ملتقى كبير لمعظم الشعراء العرب، والاهمية الثانية ان لجنة التحكيم تمثل نقادا يمثلون مختلف التيارات النقدية ومن مختلف الدول العربية اوصوا بمنحي الجائزة بالاجماع". واعتبر ان الجائزة مهمة كذلك "لاسباب سياسية وطنية. فهي اول جائزة احصل عليها من اكبر دولة عربية وارى فيها تحية تضامن للشعب الفلسطيني. وعلى رغم حصولي على جوائز دولية كثيرة فانني لم اشعر برعشة عاطفية كما شعرت اليوم، ولا اعرف مصدر هذه الرعشة. ربما لانها جاءت في ملتقى شعري بهذا الحجم، فاعتراف الشعراء بعضهم بالبعض خصوصا مسألة صعبة".
وكان ملتقى الشعر بدأ السبت. وتبلغ قيمة الجائزة الرمزية 17500 دولار.

المصدر: و ص ف