مخزون المحروقات اللبناني في تناقص مستمر
ما زال دخول سفينتي الفيول أويل والمـازوت الى المياه اللبنانية عالقاً بين اصرار مالكيها اليوناني والدانماركي على الحصول على «ضمانات خطية» من اسرائيل بعدم تعرضهما للقصف ومن ثم خفض كلفة التأمين، ورفض اسرائيل تقديم هذه الضمانات الاضافية بعد موافقتها على دخولهما بشروط.
وأوضحت مصادر دولية «أن الضمانات المعطاة للسفينتين هي نفسها التي تقدمها لقوافل الاغاثة التابعة للامم المتحدة داخل الاراضي اللبنانية، اذ لفتت الى أنها لا توفر ضمانات أمنية، بل تقدم النصح في انطلاق القوافل أو لا. ما يعني أن لا ضمانات في هذا المجال، كما أنها لا تتحمل مسؤولية ما قد يطرأ من حوادث».
وكشفت المصادر نفسها عن تداول افكار لحل هذه المسألة تتمثل بأن يطلب صاحبا السفينتين من حكومتيهما الموافقة على تأمين مواكبة لهما يونانية ودانماركية بعد التشاور مع اسرائيل وموافقتها، لتأمين الضمانات الاكيدة. وأشارت الى أن محادثات في هذا الشأن جارية بين الحكومتين اليونانية والدنماركية من جهة والحكومة اللبنانية من جهة اخرى.
وفي انتظار ما ستؤول اليه المساعي سواء لجهة ادخال السفينتين أو لجهة ايجاد السبيل لتأمين مادة البنزين، يستمر المخزون من المحروقات في التناقص يوماً بعد يوم مع اشتداد الحصار، خصوصاً بعدما واصل القصف الاسرائيلي أمس قطع أوصال لبنان بتدمير الجسور التي تربط بيروت بالشمال، أعلن رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة مساء أول من أمس في حديث لـ «بي بي سي» أن المخزون من المـحروقات «لن يكفي إلا لاسبوع».
وفشلت محاولة ادخال كميات من مادة البــنزين براً من بانياس في سورية، بحسب مصادر في قطاع النـــفط بعــــدما رفضـــت شركة الضمان التأمين على الشحنات. ولفتت أوساط في قطاع الطاقة «الحياة» الى أن كمية الفيول أويل (50 ألف طن) التي تنقلها السفينة تكفي الانتاج في الظروف الراهنة مع تشغيل معمل واحد ومع اعتماد نظام تقنين لما يزيد على شهر ونصف الشهر. فيما تكفي كمية المـــازوت (37 ألف طـــن) لمعـــملي دير عمار والزهراني مدة تزيد قليلاً على 21 يوماً، اذ يحتاج المعملان الى كمية 30 ألف طن كل 21 يوماً.
على خط تموين المستشفيات، أعلن وزير الصحة اللبناني محمد خليفة لوكالة الانباء الالمانية أن أزمة المحروقات التي سببها الحصار الاسرائيلي «تهدد الآن بإقفال بعض المستشفيات».
ولفت الى أن احتياط لبنان من المحروقات «قليل جداً» في هذه المرحلة، مشيراً إلى أن مدينتي صور وصيدا الساحليتين في الجنوب «تعانيان اسوأ الاوضاع». وأوضح أن المستشفيات تغص بعدد كبير من المرضى، وتفتقر الى مستلزمات طبية أو محروقات»، مشيراً إلى أنه «لا يمكن إقفال المستشفيات في الجنوب والشمال وبيروت».
وأكد أن «الاولوية الآن للجـــنوب»، لافــــتاً الــــى بذل جـــهود لـ «تـــأمين المحروقات حال وصول الشحنات».
وفي بورصة بيروت، أقفل سعر سهم «سوليدير» من الفئتين «أ» و»ب» في نهاية الاسبوع على 15.71 دولار بتراجع نسبته 4.96 في المئة، في مقابل 16.53 دولار اول من امس، وهو السعر الذي استقر عليه طيلة ايام العمل بدءاً من الثلثاء يوم استئناف النشاط في السوق، بعد تعليق العمل فيها اسبوعين. كما تراجعت اسعار الشهادات العمومية لـ «بنك عودة» من 58.90 الى 57.40 دولار، والشهادات العمومية لـ «بنك لبنان والمهجر» من 63.80 الى 62.35 دولار.
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد