مرسـي ينجـو مـن ذكـرى تنحـي مبـارك واشتباكات أمام الاتحادية وهدوء في المحافظات
خلافاً لما كان متوقعاً، مرّت الذكرى الثانية لتنحي الرئيس السابق حسني مبارك برداً وسلاماً على جماعة «الإخوان المسلمين».
ولم تكن التظاهرات التى دعت اليها القوى السياسية على مستوى الحدث، إلا أمام قصر الاتحادية، الذي تجددت أمامه الاشتباكات مساء أمس فور وصول مسيرات من مناطق ومساجد مختلفة، أبرزها مسجد النور في العباسية، ومسجد رابعة العدوية في مدينة نصر، وميدان التحرير، حيث قام المتظاهرون بقذف أسوار القصر بالحجارة، وهو ما ردت عليه قوات الحرس الجمهوري بفتح خراطيم المياه لتفريقهم، الأمر الذي أجج غضب المتظاهرين، الذين ألقوا زجاجات المولوتوف باتجاه القصر.
وبعدما فشلت قوات الحرس الجمهوري في ثني بعض المتظاهرين أمام قصر الاتحادية عن موقفهم، تدخلت قوات الأمن المركزي، وأطلقت وابلاً من قنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى لتفريق المتظاهرين. كما طاردت قوات الشرطة عشرات المتظاهرين في الشوارع الجانبية لإبعادهم عن محيط القصر.
المسيرة الآتية من مسجد النور رفعت لافتات كتب عليها «زوّد حرسك على جدرانك... لو نفعوك كانوا نفعوا مبارك».
قوات الحرس الجمهوري المكلفة تأمين القصر الرئاسي وضعت كاميرات فيديو أعلى المبنى، بالإضافة إلى كاميرات المراقبة الأصلية، كما أقامت ساتراً رملياً أمام البوابة رقم 4، وقد وقف خلفه بعض جنود الحرس تحسباً لوقوع أي أعمال شغب.
وفي ميدان التحرير، بدا المشهد أقل غضبا وتوتراً، حيث حمل العديد من المتظاهرين، الذين تجمعوا لإحياء ذكرى التنحي، لافتات تصور الرئيس محمد مرسي بأنه لم يختلف كثيرا عن مبارك، بينما شكل عدد من شباب القوى الثورية مجموعات أطلقوا عليها «ضد التحرش»، و«ميدان أمن للجميع»، بينما أقام عدد من الشباب مباراة في كرة القدم أمام مسجد عمر مكرم القريب من الميدان.
في المحافظات خرج المئات في ميدان الثورة في مدينة المنصورة في مسيرة، وأشعلوا النيران فى صور مرسي، للتعبير عن غضبهم من السياسات التى يتبعها الرئيس وجماعة «الإخوان المسلمين»، ورددوا هتافات من بينها «ارحل يا مرسي... يللي سرقت الكرسي»، و«يسقط يسقط حكم المرسي»، و«المرة دي بجد... مش هنسيبها لحد»، و«يسقط يسقط حكم المرشد».
في هذا الوقت، سادت مخاوف بين قيادات الأمن المركزي في الدقهلية من انتشار حالة التمرد التي بدأها ضباط الأمن المركزي في معسكر جمصة، وانتقال عدوى الإضراب إلى باقي معسكرات الأمن المركزي في المحافظة، وذلك بعد رفض ضباط معسكر جمصة النزول للخدمات صباح أمس، وتنظيمهم وقفة احتجاجية داخل قطاع الأمن المركزي معلنين عن دخولهم فى إضراب عن العمل إلى حين رحيل مدير القطاع ورئيس منطقة شرق الدلتا للأمن المركزي.
وفى الإسكندرية شارك، مساء أمس، المئات في المسيرات التي دعت لها القوى المدنية والسياسية ضد نظام مرسي، وذلك في إطار إحياء الذكرى الثانية لإسقاط مبارك.
مسيرة القوى الثورية انطلقت من منطقة فيكتوريا، مرورا بمنطقة دربالة في شرق الإسكندرية، ومرت بالشوارع الرئيسية للمدينة.
وتسببت المسيرة بشلل مروري في منطقة فيكتوريا، ما أدى إلى تدخل رجال المرور لفتح الطريق جزئيا، منعاً لحدوث أي مناوشات مع المواطنين الرافضين للتظاهرات. وحمل المتظاهرون صوراً للشهداء من بينهم جيكا، ومحمد الجندي، وكريستي، وسيد بلال، مرددين هتافات، من بينها «القصاص القصاص»، «حق إخواتنا فين»، «الإخوان ملهمش أمان»، مطالبين بإقالة حكومة هشام قنديل وإلغاء الدستور وتشكيل حكومة إنقاذ وطني.
وفي قنا، نظم العشرات وقفة احتجاجية في ميدان المحطة للتأكيد أن أهداف الثورة لم تتحقق. ونصب الثوار مكبرات صوت، وأذاعوا أغاني وطنية، كما حملوا صور الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وأخرى رافضة لحكم مرسي ومرشد «الإخوان المسلمين». كما حمل المشاركون كفناً رمزياً لشهداء الثورة، وطافوا به في مسيرة جابت شوارع المدينة.
أما أهالي محافظة الإسماعيلية و«ألتراس» النادي الإسماعيلي فقد تظاهروا لإحياء ذكرى التنحي. وانتهت التظاهرة إلى مسيرتين واحدة للـ«ألتراس» والأخرى لـ«جبهة الإنقاذ» طافتا الشوارع واستقرا أخيرا في ميدان الممر.
وفي الغربية، أصدرت القوى الثورية بياناً أكدت فيه مطالبها بضرورة تنحي الرئيس محمد مرسي وإسقاط نظام «الإخوان»، مشددين على سلمية مسيرتهم، ومنددين باستخدام القوة من قبل قوات الشرطة تجاه المتظاهرين كما حدث الجمعة الماضية.
محمد فوزي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد