مقتل صحفيين في مقديشو
قتل اثنان من ابرز الصحفيين الصوماليين في مقديشو يوم السبت الاول إثر اطلاق النار عليه امام مكتبه والاخر في وقوع انفجار لدى عودته من جنازة زميله القتيل.
وعبر زملاء القتيلين في مؤسسة هورن أفريك الاعلامية عن غضبهم قائلين ان قتلهما هو جزء من حملة متعمدة ضد وسائل الاعلام.
وقال الاتحاد الوطني للصحفيين الصوماليين ان "هذه الموجة التي تستهدف قتل واصابة العاملين في مجال الاعلام تأتي في اطار حملة منظمة عمدا لاسكات اصوات الصحفيين في الصومال."
وأضاف "لقد روعتنا تماما هذه الافعال."
وقال الزملاء انه في الهجوم الاول تعرض مهد أحمد علمي وهو مقدم برنامج حواري لاطلاق النار على رأسه اربع مرات من مسافة قريبة لدى اقترابه من باب مكتبه في الساعة 7.15 صباحا (0415 بتوقيت جرينتش).
وقال احد زملائه الذي كان يشعر بالرعب لدرجه أنه رفض ذكر اسمه في مستشفى في مقديشو حيث نقل جثمان علمي "كنا بالخارج عندما قفز أمامنا أربعة مسلحين... أطلقوا أربعة أعيرة نارية على رأس مهد من على مقربة ثم فروا."
وفي وقت لاحق لقى علي ايمان شارماركي مؤسس وأحد مالكي مؤسسة هورن أفريك الاعلامية حتفه عندما انفجر لغم في سيارته ذات الدفع الرباعي اثناء عودته من جنازة علمي.
وأصيب مراسل رويترز سهل عبد الله الذي كان يجلس بجواره بجروح طفيفة في الرأس والوجه.
وقال عبد الله عن شارماركي الذي كان قد احضر للتو زوجته واطفاله من كندا الى كينيا حتى يكونوا قريبين منه "سمعنا انفجارا ضخما. عم الدخان المكان. كان علي في المقدمة وكنت جالسا خلفه مباشرة."
وأضاف عبد الله "كان علي صديقا طيبا.اعرفه منذ فترة طويلة. كان ملتزما بكشف الحقائق. لقد عاد من كندا للترويج للديمقراطية واعطاء الصوماليين صوتا. واليوم دفع الثمن الباهظ."
وقال اتحاد الصحفيين ان العربة كانت مستهدفة.
وأضاف في بيان "يشعر الاتحاد الوطني للصحفيين الصوماليين بالغضب من اغتيال..علي ايمان شارماركي اليوم بعد ان فجر مسلحون مجهولون السيارة التي كان يقودها باستخدام لغم تم التحكم فيه عن بعد."
ولم يوجه الاتحاد او اي مصادر صومالية اخرى اصابع الاتهام الى اي جانب في الحرب.
وقال الاتحاد ان صحفيا اخر من اذاعة مقديشو هو عبد الحكيم عمر جمالي اصيب بجروح في هجوم مسلح يوم الجمعة مضيفا ان الرصاصة اصابته في الكتف.
ودعت جماعة حقوقية هي مراسلون بلا حدود الحكومة الى اتخاذ اجراءات عاجلة لحماية الصحفيين. وقالت في بيان عن حادثي يوم السبت " اصبح الصومال بالفعل اكثر دولة في افريقيا يقتل فيها صحفيون هذا العام."
وقال الاتحاد ان ستة صحفيين محليين قتلوا في عام 2007.
وتشهد مقديشو وهي واحدة من اكثر المدن عنفا في العالم الى جانب بغداد تمردا يقوده اسلاميون ضد الحكومة الصومالية والقوات الاثيوبية المتحالفة معها.
وتعرضت مؤسسة هورن أفريك وهي واحدة من اكبر المؤسسات الاعلامية الخاصة في الصومال لانتقادات من الاسلاميين خلال حكمهم لمقديشو الذي استمر ستة اشهر العام الماضي ثم تعرضت لانتقادات من الحكومة الحالية منذ سيطرتها على المدينة في مطلع العام.
وفي دولة لا يجرؤ عدد كبير من الصحفيين الاجانب دخولها ويواجه فيها المراسلون المحليون اخطارا يومية من العنف والمضايقات تعد هورن أفريك احد الاصوات الرئيسية التي تنقل للعالم ما يجري في الصومال.
وتعرضت المؤسسة لقصف عنيف في ابريل نيسان من مواقع تابعة للقوات الاثيوبية على ما يبدو مما دفع شارماركي وقتها الى تقديم شكوى رسمية الى الحكومة.
وقبل ساعات من مقتله عبر شارماركي عن حزنه وغضبه لمقتل علمي..
وقال لرويترز قبل تشييع الجنازة مباشرة "هذه مأساة. انها توضح الظروف التي يعمل خلالها الصحفيون الصوماليون... الجناة يريدون اسكات أصواتنا لكي يرتكبوا جرائمهم.. ضد الشعب الصومالي."
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد