ملاكـمـات مـا بـعـد طـالـبـان
تصنع المرأة الأفغانية اليوم شكلاً جديداً لصورتها الاجتماعية، بعدما كانت ضحية سهلة لقيود «الطالبانيين»...
يصرخ المدرب محمد صبير شريفي محمّساً الرياضيات الشابات بطرحاتهن الفضفاضة في قاعة للتدريب على الملاكمة في مدرج «غازي» الوطني الأولمبي.
على مدى اربع سنوات متتالية، اجتمعت 20 أفغانية، بين 12 و20 عاما، لثلاث مرات في الأسبوع في المدرج الشهير حيث كان عناصر حركة «طالبان» يعدمون الشابات الأفغانيات لاتهامهن بالزنا.
ففي عام 1996، منعت الحركة المتشددة المرأة من ممارسة كل أنواع الرياضة باعتبارها انتهاكاً للشريعة، وحظرت في العام ذاته عمل الأفغانيات في معظم الوظائف. وبسبب تحريم «طالبان» الرياضة بشكل عام وتمييزها الكبير ضد المرأة، الامر الذي منع فريق أفغانستان الاولمبي من المشاركة في «ألعاب سيدني» بين العامين 1996 و2000، ها هو شريفي (52 عاما) يعدّ فريقه من جديد بتكثيف التدريب على الملاكمة، لإظهار وجه أفغانستان الجديد عام 2012 في «اولمبياد لندن»، حيث تشمل مسابقة الملاكمة النساء للمرة الأولى.
تشارك فهيمة رحيمي (20 عاما) بحجابها الأبيض، في صف المدرّب الصارم. لماذا يلاكمن؟ سؤال أجابت عليه باختصار قبل أن يستدعيها شريفي لتمرين إضافي... «أود أن أكون قادرة على الدفاع عن نفسي»...
تقولها رحيمي بفخر بعدما هددّها وأهلها أحد الرجال الأفغان المتشبثين بـ«أفغانستان القديمة»، على حدّ تعبير المدرّب الذي تلقى تهديدات مماثلة. أصرّت على المجيء بدعم من والديها، موازية بين دراستها للطب وتمريناتها المكثفة. تؤكد رحيمي أن إحدى زميلاتها اللواتي تزوجن أخيرا «لن تواصل التدريب»، فيما تقول بخجل «سأواظب على الملاكمة إذا أراد زوجي المستقبلي ذلك»...
السفير نقلاً عن «لوس انجلس تايمز»
إضافة تعليق جديد