من هم وكلاء الحرب الأمريكية في سورية
الجمل- قسم الترجمة- (جولة الجمل على الصحافة الإيرانية):
نشر موقع "غلوبال ريسيرتش" الكندي مقال لـ"كريس مارسدن" بعنوان "أمريكا تتحضر لشن هجوم عسكري ضد سوريا على عدة جبهات عن طريق عملائها في المنطقة" جاء فيه:
نشرت صحيفة واشنطن بوست في 16 نيسان الشهر الماضي تقريراً تناولت فيه موضوع ارسال كميات كبيرة من الأسلحة إلى قوات المعارضة السورية المسلحة، حيث توضحت الآن بشكل جلّي مخططات حكومة أوباما لاستهداف سوريا وتوجيه ضربة عسكرية لها عن طريق عملاء أمريكا في المنطقة، واستنتجت صحيفة "الواشنطن بوست" أنه وبعد تقديم "أسلحة فعّالة وبكميات أكبر إلى قوات المعارضة السورية المسلحة" أنه "لا يمكن اجتناب المواجهة العسكرية الشاملة". فقد تم تأمين تكاليف هذه الأسلحة والمعدات من قبل دول الخليج (قطر والسعودية) حيث تقوم أمريكا بعمليات التنسيق لإيصال هذه الأسلحة إلى المتمردين داخل الأراضي السورية. "يأتي هذا في وقت كثفت فيه أمريكا من اتصالاتها مع معارضي الأسد، لتضع دول الخليج في مجريات تطور قوة المتمردين والبنى التحتية ومقرات القيادة والتحكم".
-أخوان سوريا المصدر الآخر لتأمين السلاح للمتمردين:
قال"ملهم الدروبي" عضو الهيئة التنفيذية للإخوان المسلمين: إن المصدر الآخر لتأمين السلاح في سوريا هم الإخوان المسلمين، فهم لديهم قنوات اتصال مع المتمردين ويتلقون الدعم والمال من مصادر مختلفة كدول الخليج (السعودية وقطر). وتستنتج واشنطن بوست أن "البنتاغون أعّد سيناريوهات متعددة ضد سوريا منها شن هجوم جوي واستهداف مواقع الدفاع الجوي السورية وتدميرها ".
وقد كتبت صحيفة "الديلي تلغراف" في 22 نيسان نقلاً عن "مايكل ويس" مدير العلاقات العامة في جمعية هنري جاكسون قوله: "أخبرتني البارحة مصادر مقربة من المتمردين أن تركيا لا تزود بعض قادة التمرد التابعين لها بالأسلحة الخفيفة فقط بل تعدى الأمر إلى تدريب قوات سورية معارضة في اسطنبول".
وأضاف: "قامت وكالة الاستخبارات التركية بدعوة الرجال المخضرمين الذين خدموا في الجيش خلال الأيام الماضية، حيث يجري الآن نقل كميات كبيرة من الأسلحة من طراز EK-47 عن طريق الجيش التركي إلى الحدود السورية –التركية . حيث يتم تخزين هذه الأسلحة و المعدات في (عديب) بالقرب من الحدود التركية وفي الزبداني بالقرب من الحدود اللبنانية".
كما أشار "ويس" إلى رد "جي كارني" المتحدث باسم البيت الأبيض على تقرير "واشنطن بوست" بأنه لا يشبه التفنيد أو الدحض، حيث قال: "سنستمر بتقديم الدعم غير المهلك لمجموعات المعارضة، هذا من جانبنا وأنا أعلنه نيابة عن أمريكا، لكننا نعرف أن الآخريين يقدمون الدعم بأشكال مختلفة وأريدكم أن تسالوهم عن نوع وماهية عملياتهم ونشاطاتهم".
ويستنتج ويس أن "تركيا لن تتجرأ على اتخاذ أي إجراء دون موافقة أو تشجيع أمريكا. ولا أعتقد أن السناتور "جوزيف ليبرمان" الذي طالب بشن حملة جوية محدودة وإيجاد منطقة حظر جوي في سوريا قد أشار إلى أن الحكومة توشك على اتخاذ قرار بالتدخل العسكري في الأزمة الإنسانية السورية التي لم يستطع قرار عنان المضحك بوقف إطلاق النار أن يوقفها، إذا لم يكن متأكداً بحق أن هذا التدخل سيكون له تأثير".
في 22 نيسان في تقرير نشره موقع "دبكا فايل": "حصل المتمردون السوريون على أسلحة مضادة للدبابات من الجيل الثالث تشمل متيس-ام 9و كي 115-2 وكورنيت. حيث قامت أجهزة الاستخبارات السعودية والقطرية بتزويدهم بهذه الأسلحة بعد تلقي رسالة سرية من الرئيس الأمريكي باراك أوباما بهدف تصعيد وتيرة الهجمات المسلحة لإسقاط حكومة الاسد".
-أول تدخل عسكري تركي في سوريا آخذ في التبلور:
نقل موقع "دبكا فايل" المقرب من المحافظين الجدد الأمريكيين أن هذه الأسلحة "جزء صغير من مخطط أمريكا المّعد لأزمة سوريا" وقال: "تلقت وكالة الاستخبارات التركية الضوء الأخضر من أمريكا لتسليح المتمردين السوريين بالقنابل وبالعبوات الناسفة المناسبة للجبهة في سوريا، وتدريب المنشقين في القواعد العسكرية التركية". وهذا يعد التدخل العسكري التركي الأول من نوعه في سوريا. فمنذ مدة طويلة تلعب تركيا دور المنسق لتدخل الإمبريالية إلى سوريا بهدف إسقاط حكومة الرئيس بشار الأسد المدعومة من قبل إيران، بالإضافة إلى أنها تستضيف مجموعة "الجيش الحر" المعارضة التي تشن هجماتها انطلاقاً من الحدود التركية- السورية التي يبلغ طولها 910 كم.
-لبنان و الأردن مقران لتمرير العناصر المتمردة الى سوريا:
أصبح لبنان و الأردن محطة انطلاق للتمرد وللتنسيق بين المتمردين، حيث جرت في الآونة الأخيرة اتصالات مع مجموعات كردية امتنعت عن الالتحاق بالإخوان المسلمين والعناصر الإسلامية المتشددة الأخرى حيث تعتبر نفسها على حالة عداء مع تركيا.
هذا وتعتبر السعودية وقطر وتركيا تدخل لبنان بصفته قوة مرتهنة لإملاءاتها، انطلاقاً من أن العداء الطائفي للشيعة وايران وحكومة الرئيس الأسد، سيؤدي إلى الاشتباك مع حزب الله المدعوم من قبل طهران ودمشق.
حيث شهدنا في الأسابيع الأخيرة اشتباكات طائفية متصاعدة في لبنان أدت إلى مقتل العديد من الأشخاص. بدأت هذه الاشتباكات على خلفية مقتل رجل دين معارض لسوريا ومرافقه عند نقطة تفتيش للجيش في شمال لبنان واعتقال الأرهابي"شادي المولوي" الذي تم الافراج عنه بكفالة وهو متهم بالانتماء إلى مجموعة ارهابية. وامتدت هذه الاشتباكات إلى بيروت، كما تصاعدت حدة التوتر بعد اختطاف 13 زائر لبناني من قبل "الجيش السوري الحر" حيث خرجت تظاهرات غاضبة في بيروت انفضت بعد توسط السيد حسن نصرالله.
-السعودية تسعى إلى عزل إيران وسوريا وافشال الحراك الشعبي في البحرين:
تسعى السعودية لعزل إيران وسوريا وإفشال الحراك الشعبي السلمي في البحرين من خلال إيجاد اتحاد يضم الدول الخمس لمجلس التعاون الخليجي: البحرين ،عمان، قطر، السعودية، الإمارات، وقد أدى الإعلان عن المشروع الأولي للاتحاد بين السعودية والبحرين إلى خروج تظاهرات احتجاجيه حاشدة بطول عدة كيلومترات في البحرين.
واعتبرت إيران ضم البحرين إلى السعودية مخطط أمريكي. حيث تقع البحرين بشكل كامل في قبضة القوات السعودية التي دخلت في شهر آذار الماضي إلى هذا البلد لقمع التظاهرات الداخلية. لكن لا وجود لاحتمال اتحاد على نطاق واسع بين دول مجلس التعاون الخمس بعد المحادثات الأولية التي جرت خلال الأسبوع الجاري في الرياض برئاسة الملك السعودي عبدالله.
وقال وزير الخارجية السعودي "سعود الفيصل": نحتاج إلى زمن لانضمام كل الدول الأعضاء في المجلس إلى هذا الاتحاد ليشمل الجميع وليس دولتين فقط. كما دعمت الجامعة العربية بدورها هذا المشروع وحذرت إيران لكي تنهي الحملة الإعلامية وتصريحات مسؤوليها الاستفزازية ضد الاتحاد السياسي والعسكري بين دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية "نبيل العربي": قيام أي اتحاد بين البحرين والسعودية يتعلق بسيادة كلا الدولتين وبقية دول مجلس التعاون الخليجي ولا يحق لأي دولة أخرى التدخل في هذا الأمر.
-اجراءات واشنطن ضد سوريا وتحالف المعارضين ضد إيران يمكن أن يؤدي إلى حرب مدمرة في المنطقة:
تضررت سوريا بشدة جراء العقوبات الاقتصادية الدولية عليها وبناءً على تصريح: "سفيان العلاو" وزير النفط السوري، خسر قطاع صناعة النفط في سوريا 4 مليار دولار نتيجة العقوبات، كما أدت هذه العقوبات إلى رفع الأسعار وإلى نقص حاد في المواد، وأصبح سعر أسطوانة الغاز المنزلي أكثر من 4 أضعاف قيمته، يذكر أن الغاز الذي تنتجه سوريا يؤمن نصف احتياجاتها فقط.
وحذر الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة "بان كي مون" مرة أخرى من احتمال نشوب حرب أهلية شاملة في سوريا في حال فشلت خطة السلام الحالية. وفي اليوم نفسه بعث الملك السعودي عبدالله رسالة إلى الرئيس اللبناني "ميشيل سليمان" عبر فيها عن قلقه العميق من أعمال العنف الطائفية في لبنان، وحذر من أنه نظراً لخطورة الأزمة واحتمال نشوب خلافات طائفية في لبنان ونزاعات قومية،"نطالب بأن تبذلوا جهوداً للتدخل لإنهاء هذه الازمة والنأي بلبنان عن النزاعات الخارجية وخصوصاً أن الأزمة السورية تجري بالقرب من الحدود اللبنانية".
كل هذه التصريحات ماهي إلا لفتة انسانية ليس إلا، تدرك منظمة الأمم المتحدة جيداً أن واشنطن تتبع بشكل متعمد سياسات تهدف لزعزعة الاستقرار في سوريا بهدف تبرير شن حرب لتغيير الحكومة السورية عن طريق حلفائها في الرياض وأنقرة والدوحة وبدعم عسكري منها، في حين تتزايد المساعي وعلى نطاق واسع لإيجاد تحالف بين الدول المعارضة لإيران، وهو ما سيؤدي إلى نشوب حرب اقليمية شاملة و مدمرة ستكون عواقبها وخيمة على المنطقة.
المصدر: خبركزاري فارس
الجمل: قسم الترجمة
إضافة تعليق جديد