مناخات جديدة للدراما السورية في الموسم الرمضاني القادم

18-08-2009

مناخات جديدة للدراما السورية في الموسم الرمضاني القادم

المتابع لما تصوره كاميرات المخرجين السوريين حتى الآن أو ما انتهت من تصويره سيلاحظ دون أدنى شك غلبة الأعمال الاجتماعية ولاسيما التي تجري أحداثها في العشوائيات وأطراف المدن إضافة إلى ملامح جديدة اجتاحت أجواء الدراما السورية كتسليط الضوء على عمل الصحفيين داخل سورية وخارجها فضلاً عن عملين يتحدثان عن الجاسوسية من زاويتين مختلفتين إضافة إلى مسلسل ينتمي إلى دراما المشافي.

فبعد النجاح الذي شهده مسلسل "الانتظار" بتوقيع الليث حجو وتأليف حسن سامي يوسف ونجيب نصير وانتشار ما يسمى موجة العشوائيات في الدراما السورية عبر "غزلان في غابة الذئاب" لرشا شربتجي و"ليل ورجال" لسمير حسين تعود المخرجة رشا شربتجي هذا العام بعمل جديد حمل عنوان "زمن العار" عن نص للكاتبين حسن سامي يوسف ونجيب نصير وإنتاج شركة عاج للإنتاج الفني.

ويطرح العمل جملة تصورات عن مفهوم العار من الناحية الاجتماعية عبر جملة مواقف من زوايا مختلفة مثل فقدان الفتاة عذريتها وما يتبع ذلك من ممارسات اجتماعية سلبية تتجلى بالفساد والرشوة وما إلى هنالك ومن خلال ذلك يتم تناول الوضع الاقتصادي لشريحة من الجمهور ممثلةً بعائلة أبو منذر خالد تاجا التي تنتمي إلى شريحة الموظفين والتي تضم فتاة تدعى بثينة سلافة معمار أتمت الدراسة الثانوية وفاتها قطار الزواج حتى أصبح عمرها 32 عاماً ونذرت نفسها لخدمة أمها المريضة وإدارة شؤون المنزل حتى نسي أفراد الأسرة الآخرون أنها إنسان أولا وأنثى ثانيا وألقوا بأحمال خدمتهم على كاهلها كما لو أنها لم تخلق إلا للعناية بهم وتأمين متطلباتهم.

من جانبه يعود المخرج سمير حسين بعمل اجتماعي جديد يحمل عنوان "قاع المدينة" ليقدم نظرة متفائلة لسكان المخالفات في سورية محاولاً البحث عن القيم النبيلة لدى سكان تلك المناطق عبر الدخول إلى قاعهم النفسي بغية معرفة تأثير ظروف سكنهم وشروط حياتهم على حالتهم النفسية وطرق تعاملهم مع الآخرين ضمن سلسلة متداخلة من حكايات كتبها محمد العاص ترصد حياتهم اليومية التي تقودهم إلى خارج هذه الأحياء بحكم العمل أو الدراسة وتجري مقارنة بينهم وبين نظرائهم من سكان المناطق الأخرى.

فيما يرصد المخرج عمار رضوان مشاكل الاطفال عبر عمله الجديد "قلوب صغيرة" الذي كتبته ريما فليحان بمشاركة الفنانة يارا صبري وتنتجه شركة غزال للإنتاج الفني الأطفال ويغوص رضوان في مناطق العشوائيات وبين الأرصفة وفي معاهد الإصلاح ودور الرعاية باحثاً عن أطفال مشردين وظلم ذي القربى ووجدوا أنفسهم فجأة في الشارع فأخذوا يبحثون عن مكان يأويهم قبل أن تلتقطهم دور الرعاية الاجتماعية.

كما تدخل الدراما السورية إلى مناخات جديدة عبر التوغل في حياة المراسلين الصحفيين في حرب العراق عبر مسلسل "هدوء نسبي" الذي يحكي قصة الحرب العراقية عبر المراسلة ناهد نيللي كريم والمراسل ناجي عابد فهد وعلاقتهم مع مجموعة من المراسلين الصحفيين الآخرين الذين يلتقون بهم في بغداد لتغطية أحداث الحرب الأخيرة على العراق لنتابع قصص أولئك المراسلين ونستعيد تفاصيل سيرتهم قبل الحرب ويصف المخرج شوقي الماجري عمله لنشرة سانا الثقافية بأنه ليس توثيقاً وإنما إنساني بالدرجة الأولى ومغامرة محسوبة جداً ويقول.. يتناول "هدوء نسبي" نماذج عديدة من الصحفيين العرب الذين قدموا جهوداً جبارة وأثماناً باهظة جداً صلت إلى درجة التضحية بحياتهم في سبيل الحقيقة.

من جهته قال كاتب العمل الروائي خالد خليفة إنه حاول أن يقارب آلام أولئك البشر الذين عاشوا تحت الحرب واننا تحدثنا عن أهم تجربة من تجارب الصحافة العربية.

أما المخرجة الشابة إيناس حقي فتحاول عبر مسلسلها الجديد "أصوات خافتة" من تأليف سلاف رهونجي وأكرم الغفرة وحسام رنسيسي مسح كل الطبقات الاجتماعية بدمشق معرجةً على موضوعات معاصرة كتأثير الأزمة الاقتصادية العالمية على حياة الشخصيات.

حيث يقوم هذا العمل على محورين أساسيين الأول يرصد حياة بعض الصحفيين ضمن جريدة تابعة للقطاع الخاص يعمل فيها عدد من الشخصيات الرئيسية كالصحفية سلمى أمل عرفة المسؤولة عن صفحة الثقافة والفنون.

والمحور الثاني يتناول المستوى الاجتماعي للشخصيات والذي يتفاوت من عائلة البكجاتي صاحبة الإمبراطورية المالية مروراً بعائلة القيروان متوسطة الحال وانتهاءً بعائلة سلمى وأمها اللتين تعانيان من الوحدة بعد موت الأب وهجرة الأخوين.

وتقول المخرجة حقي لنشرة سانا الثقافية ان هذا العمل سيكون بمثابة تحية للصحفيين الجادين الذين يعملون من قلبهم ويحافظون على تقاليد المهنة بكل صدق ووعي.

ويطرق المخرج نجدت أنزور باب الجاسوسية محاولاً الدخول في مناطق جديدة لم تقتحمها الدراما السورية من قبل وبتكلفة إنتاجية عالية رصدتها شركة الهاني لهذا العمل عبر قصة مدرس الجغرافية شحادة الذي بعد أن استشهدت أمه وأخوه وأصيبت أخته في نكسة 1967 يقرر القيام بعملية فدائية في الأرض المحتلة ولكن الظروف تحول دون ذلك.

وبعد فشل شحادة في ذلك يقرر السفر إلى بلد أوروبي حيث يعمل في مطعم ترتاده المافيا الإسرائيلية ويتقرب منهم بعد أن يغيّر اسمه وبعد سلسلة من الأحداث المشوّقة يتعرف على فتاة إسرائيلية تدخله معها إلى إسرائيل وهناك تدور الأحداث الحقيقية والساخنة للعمل الذي يقدم صورة واقعيّة لنكسة حزيران.

وفي الإطار ذاته يرصد المخرج محمد شيخ نجيب في مسلسل تحت المداس عالم الجاسوسية عبر شبكات التهريب والتجسس التي تمتد إلى الخادمات الأجنبيات في بيوت الأثرياء كاشفاً الهوة بين مجتمع أرستقراطي فاحش الثراء وآخر بسيط يزداد فقرا عبر معالجة القهر الإنساني في مجتمعنا وطرح مواضيع لأول مرة في الدراما السورية.

أما المخرج سامر برقاوي فيحاول تسليط الضوء على حياة الأطباء العاملين داخل المشافي عبر مسلسل "قلبي معكم" الذي يعد أول تجربة درامية سورية قد تفتح الباب أمام دراما المشافي التي حققت نجاحاً واسعاً على صعيد المشاهدة في عدد من الدول الغربية.

ويشكل أعضاء المشفى من أطباء وممرضين وموظفين المحور الأساس لأحداث العمل الذي يرصد حياتهم العملية والشخصية لينطلق من ذلك إلى دائرة أوسع من علاقتهم بمحيطهم والحالات الإنسانية التي يواجهونها وتأثيرهم على من حولهم إضافة إلى تركيزه على عدد من المشاكل الاجتماعية المعاصرة على الصعيد التربوي والصحي والعاطفي.

 

بديع صنيج

المصدر: سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...