منتدى دافوس يبدأ باقتراح «خطة مارشال» عربية
افتتح المنتدى الاقتصادي العالمي بالأردن على وقع دعوة ساسة ومستثمرين عرب إلى إصدار نسخة محلية عربية من خطة مارشال لمواجهة النتائج التي أفرزتها الاحتجاجات العربية.
وكان هذا المقترح هو الأكثر تكراراً خلال الاجتماع الذي يستضيفه مركز مؤتمرات فخم على البحر الميت لمحاولة رسم مسار اقتصادي جديد للمنطقة، وذلك بعد تطورات سياسية هي الأشد منذ قسمت القوى الاستعمارية منطقة الشرق الأوسط، وفي ظل وضع اقتصادي صعب أصلاً فالمنطقة بحاجة إلى 85 مليون وظيفة، وهي تحتل مراكز متأخرة في مؤشر مكافحة الفساد.
مع ذلك، فمن الواضح أن الدول الغربية وفي ظل أزماتها الاقتصادية لا تستطيع أن تقدم معونات كبيرة للدول العربية، ونقلت وكالة «رويترز» عن المصرفي البارز إبراهيم دبدوب أن «خطة مارشال العربية» المقترحة يمكن أن تمولها إيرادات تصدير النفط الخليجية وبنوك التنمية الإقليمية»، لكن دبدوب لم يوضح إذا ما كانت دول النفط جاهزة لتقديم مثل هذه المعونات وبأي شروط.
وبموجب خطة مارشال الأصلية ضخت الولايات المتحدة مبالغ كبيرة في غرب أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية لإعادة بناء القارة والحيلولة دون سقوط حلفاء أميركا في قبضة النفوذ السوفييتي، ورغم «الدور العجائبي» الذي يُعطى لخطة مارشال، فإن محللين اقتصاديين يرون أن دورها البعيد الأثر كان في ربط أوروبا مرة واحدة وأخيرة بالركب الأميركي، اقتصادياً وسياسياً.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تذكر فيها خطة مارشال العربية، فقد سبق أن ذكرت مرتين، المرة الأولى جاءت على لسان رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الذي نقلت عنه صحيفة «معاريف» في آذار أنه أوفد أحد مستشاريه لواشنطن وهو نائب رئيس مجلس الأمن القومي عيران ليرمان، وذلك لطرح خطة خاصة بالدول العربية تقتدي بنموذج «خطة مارشال» الذي منع المد الاشتراكي من الوصول إلى الدول الأوروبية الغربية وسيطر أيضاً على رأس المال، وذكرت الصحيفة آنذاك أن خطة مارشال الخاصة بنتنياهو تهدف إلى منع أحزاب إسلامية من الحكم في الدول العربية إضافة للسيطرة على رؤوس الأموال، و«تشجيع خطوات ديمقراطية»!
المرة الثانية التي ذكرت فيها خطة مارشال كانت في قمة الثماني عندما تعهد زعماء المجموعة بتقديم حزمة مساعدات مالية بقيمة 20 مليار دولار لتونس ومصر، ويومها قال المراقبون: إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يريدون تقديم «تكفيرة» لشعوب تونس ومصر على الدعم المطلق الذي قدموه لحكامهم المتحالفين معهم.
وافتتح العاهل الأردني الملك عبد اللـه الثاني في البحر الميت أمس أعمال منتدى دافوس الاقتصادي العالمي الذي يلتئم في المملكة للمرة السادسة في تاريخه. ويعقد المنتدى الذي يستمر ثلاثة أيام بعنوان «النمو الاقتصادي وإيجاد فرص العمل في العالم العربي»، بحضور قرابة ألف مشارك، من 50 دولة. ويركز جدول أعمال المنتدى على أربعة محاور رئيسية هي «الاستقرار، والنمو الاقتصادي والتشغيل، والتعليم، والريادة» بحسب وكالة «بترا».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد