مهندسو حرب العراق: أين هم الآن
الجمل: لم يقم الرئيس بوش بإلحاق الأضرار بأي من مهندسي حرب العراق، وفي الحقيقة، فإن استعراض الموقف والموضع الحالي للمخططين الرئيسيين للصراع يكشف عن حقيقة أنهم قد حصلوا على مكافأة أكبر، إضافة إلى أنه لم يتم إلقاء اللوم على لأحد منهم بسبب عدم الملاءة أو ضعف الكفاءة.
ويمكن استعراض الشخصيات التي قامت بعملية (هندسة) الحرب ضد العراق على النحو الآتي:
• بول وولفوفيتز: دعم الرئيس بوش ترقيته ليصبح رئيساً للبنك الدولي في آذار 2005م.
• دغلاس فايث: تقدم بالاستقالة من وظيفته في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، وقد وافق رامسفيلد وزير الدفاع والرئيس بوش على طلبه، وتحول إلى العمل كرئيس مجلس إدارة مشارك بمدرسة جون كيندي للحكم التابعة لجامعة هارفارد، حيث حصل على منحة لإعداد بحث استراتيجي حول موضوع كيفية محاربة الإرهاب، وقد تبين أن كل هذا الموضوع هو سيناريو للتغطية فقط، فدوغلاس فايث يعمل بنشاط في الإشراف على إدارة شبكات المجموعات والعناصر السرية التي قام بزراعتها داخل وزارة الدفاع (البنتاغون)، وأجهزة المخابرات الأمريكية، ووزارة الخارجية، والخزانة، والبيت الأبيض.. وباختصار يمكن القول: إن دوغلاس فايث يعمل حالياً اليد الخفية لجماعة المحافظين الجدد والتي تقوم بإدارة (شؤون وملفات الظلام) داخل أجهزة ومؤسسات الدولة الأمريكية.
• ستيفن هادلي: كان يعمل في منصب عادي، لا يتميز بأي أهمية لافتة للنظر.. وفي 26 كانون الثاني 2005م أصدر الرئيس بوش قراراً بتعيينه مستشاراً رفيعاً في البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي.
• ريتشارد بيرل: ويعتبر العقل المدبر لكل عمليات وتوجهات جماعة المحافظين الجدد، الأمر الذي جعل الأمريكيين يطلقون عليه لقب (أمير الظلام)، وبرغم تورطه في التحقيقات حول التجاوزات والانتهاكات القانونية، والانتفاع غير المشروع من مخصصات المال العام الأمريكي الخاص بالحروب والنزاعات، فقد تم منحه تفرغاً كاملاً لإعداد الدراسات والبحوث والخطط الاستراتيجية، وآخر مهامه التي يتقلدها يتمثل في منصب اختصاص شؤون الأمن القومي وقضايا الدفاع في معهد المسعى الأمريكي، والذي يعتبر من أبرز وأهم مراكز الدراسات ذات التأثير المباشر على عملية صنع واتخاذ القرار في أمريكا.
• إليوت ابراهام: كان هناك تكتم شديد على طبيعة عمله في وزارتي الخارجية والدفاع، وفي البيت الأبيض.. وفي شباط 2005م، أصدر الرئيس بوش قرار بتعيينه مستشاراً رفيعاً للأمن القومي، ويُقال بأنه المسؤول عن إعداد كل السياسات الأمريكية المتعلقة بالشرق الأوسط والأدنى.. وتجدر الإشارة إلى أنه كان مرافقاً لكوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية في كل جولاتها الشرق أوسطية تقريباً.
• ديفيد فورمزر: من أبرز المختصين في شؤون الشرق الأوسط، ويشرف على ملفات جماعة المحافظين الجدد والإدارة الأمريكية وبالذات المتعلقة بسوريا، إيران، العراق، فلسطين، والسودان.. وقد أصدر الرئيس بوش قراراً بتعيينه مساعداً لديك تشيني، نائب الرئيس الأمريكي، كمختصٍ في شؤون الأمن القومي.. وقد أثار قرار تعيينه بواسطة الرئيس الأمريكي الكثير من الانتقادات بسبب تورط فورمزر في تسريب ونقل الكثير من المعلومات والوثائق الأمريكية السرية إلى إسرائيل عن طريق منظمة الإيباك.. وحالياً هناك ملف تحقيق حول هذا التورط في جهاز التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI).
• أندرو ناتسيوس: تم قبول استقالته من منصب رئيس وكالة المعونة الأمريكية في كانون الثاني 2006م، ونشاطه (المعلن) حالياً هو: تقديم المحاضرات في مدرسة الخدمة الدبلوماسية بكلية إدمون والش، التابعة لجامعة جورج تاون، حيث يحمل صفة بروفيسير الدبلوماسية التطبيقية. أما عمله (غير المعلن)، كما يقول المحللون في أمريكا، فلم يتم اكتشافه بعد.
• دان بارتليت: كان يعمل مديراً للاتصالات في البيت الأبيض خلال فترة الحرب ضد العراق، وفي 5 كانون الثاني 2005م، أصدر الرئيس بوش قراراً بترقيته إلى منصب مستشار الرئيس الأمريكي، ومهمته الحالية تتمثل في الإشراف على (ترتيب وتنظيم ومتابعة) أجندة عمل الرئيس الأمريكي.
• ميتش دانييسك كان مسؤولاً عن تصريف بنود ميزانية حرب العراق، وفي عام 2004 دعم بوش انتخابه حاكماً لولاية إنديانا.
• جورج تينيت: استقال من منصبه كمدير لوكالة المخابرات الأمريكية في 3 حزيران 2004م، بعد سيل من الفضائح، ويُقال: إن الإدارة الأمريكية وجماعة المحافظين الجدد، قد جعلوا منه آنذاك (كبش فداء) أمام الرأي الأمريكي.. ويُقال: إن تنحيته عن منصبه آنذاك قد حمى جورج بوش وديك تشيني ورامسفيلد من الانكشاف أمام الرأي العام الأمريكي، وفي 3حزيران 2004م أصدر الرئيس بوش قراراً بمنحه وسام ميدالية الحرية، الأمريكي الرفيع، والذي لا يمنح إلا للأبطال.
• كولن باول: كان يعمل وزيراً للخارجية، وقد أطاحت به مؤامرات ودسائس كوندوليزا رايس التي كانت تعمل في منصب مستشارة الرئيس الأمريكي المسؤولة عن كل شؤون وأجهزة الأمن القومي الأمريكي.. وبعد تقاعده عام 2004م، دعمت الإدارة الأمريكية تعيينه رئيساً لمجالس إدارة العديد من المنشآت والشركات الأمريكية.. كذلك، تم تعيينه بدلاً عن هنري كيسنجر رئيساً لبرنامج زمالة ايزنهاور بكلية نيويورك الجامعية.
• دونالد رامسفيلد: منذ تعيينه وزيراً للدفاع، وبرغم كل الحملات التي اندلعت ضده، فقد ظل الرئيس جورج بوش والكونغرس الأمريكي يوفران له الحماية، وأيضاً ضحت جماعة المحافظين الجدد بالعديد من أفرادها عن طريق جعلهم يقومون بدور (كبش الفداء) لأخطاء رامسفيلد أمام الرأي العام الأمريكي، وذلك (تقديراً لجهوده وخدماته)، ومايزال الرئيس بوش يعلن عن تمسكه الشديد برامسفيلد كوزير للدفاع.
• كوندوليزا رايس: منذ فتر ما قبل حرب العراق، وحتى الآن لم تخسر أي منصب، وظلت تحت الحماية الكاملة من الرئيس جورج بوش وجماعة المحافظين الجدد، وفي كانون الأول 2004م أصدر الرئيس بوش قراره بتعيينهما وزيرة للخارجية الأمريكية.. وحالياً هناك تفكير بترقيتها لمنصب جديد آخر، لم يتم الاتفاق عليه بعد.
• ديك تشيني: يعتبره الجميع (الرئيس الأمريكي الحقيقي غير المعلن)، وبرغم أنه ظل نائباً للرئيس بوش في فترة رئاسته الأولى، فقد قام الرئيس بوش أيضاً بتعيينه في نفس منصبه لفترة الولاية الرئاسية الجديدة.
• جورج دبليو بوش: يعتبره كل المحللون تقريباً، الرئيس الأمريكي (المعلن)، والذي يتصرف ويقرر كل ما يقوم بإعداده نائبه ديك تشيني، ويعتبره الكثيرون الخاسر الوحيد في أمريكا، فقد وصلت شعبيته حالياً إلى أدنى مستوياتها حسب استطلاعات الرأي العام، وذلك بسبب قيامه بدور (المغفل النافع) لجماعة المحافظين الجدد وإسرائيل وكبرى شركات المجمع النفطي الصناعي العسكري الأمريكية.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
المصدر: تقارير وتحليلات بروقرليس شينكار
إضافة تعليق جديد