موسكو: الوضع في سوريا يسوء وواشنطن مسؤولة في حال انهيار الهدنة

18-09-2016

موسكو: الوضع في سوريا يسوء وواشنطن مسؤولة في حال انهيار الهدنة

حذّرت موسكو من أن الوضع في سوريا "يسوء"، محمّلة واشنطن المسؤولية في حال انهيار الهدنة، بعدما حذّر الرئيس الروسي من أن الفصائل المُسلّحة تستغلّ الهدنة لتعزيز صفوفها.
ونبّه الجنرال فلاديمير سافتشنكو إلى أن "الوضع في سوريا يسوء"، مؤكداً أن الفصائل المقاتلة نفّذت أكثر من 50 هجوماً على القوات السورية والمدنيين في الساعات الـ24 الماضية، ما أدى إلى مقتل 12 مدنياً بينهم طفلان ومتطوّع في الهلال الأحمر السوري.
وأوضح أن الفصائل المقاتلة تستغل وقف إطلاق النار لإعادة تجميع صفوفها "وتُخطّط لشنّ هجوم" و "من المحتمل أن تشهد مناطق حسّاسة مثل حلب ودمشق وطرطوس واللاذقية أعمالاً إرهابية".
بدوره، أكد الجنرال فيكتور بوزنيخير أن "روسيا تبذل كل جهد ممكن لتمنع القوات السورية من الردّ على النار (..) وإذا لم يتّخذ الجانب الأميركي الإجراءات اللازمة لتنفيذ التزاماته (..) فان الولايات المتحدة ستتحمّل مسؤولية انهيار وقف اطلاق النار".
وأشار إلى أن "عدم التزام الجماعات المُسلّحة غير الشرعية بوقف إطلاق النار وعدم وجود حواجز في الجزء الشرقي من طريق الكاستيلو الذي يُسيطر عليه المُسلّحون لا يسمح لنا بضمان توزيع آمن للمساعدات الانسانية في حلب".

لافروف وكيري
 ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الأميركي جون كيري، خلال اتصال هاتفي السبت، إلى إشراك عسكريين أميركيين في آلية مُراقبة الهدنة المعلنة في سوريا.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن لافروف حثّ، في الحديث الذي جاء بمبادرة من الجانب الأميركي، واشنطن على الضغط على المُسلّحين لإيصال المساعدات الانسانية للمناطق المتضرّرة. كما دعاها إلى ضمان مشاركة الجيش الأميركي الكاملة في تطبيق آلية مراقبة الالتزام بوقف النار في سوريا والردّ على الانتهاكات.
ولفت لافروف نظر الجانب الأميركي إلى ضرورة فصل المعارضة المعتدلة عن الجماعات الإرهابية المستمرة في القتال وإجبارها على وقف إطلاق النار، مجدّداً الدعوة إلى الإفصاح عن فحوى الاتفاق الروسي-الأميركي حول سوريا بما يخدم تفادي اللبس، وإطلاع المجتمع الدولي على الوضع الحقيقي وسير تطبيق الاتفاق.

بوتين
 بدوره، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السبت، التزام بلاده بتعهّداتها حول الهدنة في سوريا، داعياً واشنطن إلى الالتزام بدورها وإلى مزيد من الشفافية في الإفصاح عن مضمون الاتفاق المُشترك حول الهدنة في سوريا، بعدما رفضت الإدارة الأميركية الإفصاح عن مضمون الاتفاق خلال جلسة مُغلقة لمجلس الأمن الدولي، الجمعة، ما أدى إلى إلغائها في اللحظة الأخيرة.
وقال بوتين، في مؤتمر صحافي على هامش قمة رابطة الدول المستقلة في بيشكيك السبت: "شعورنا إيجابي أكثر منه سلبي بشأن وقف إطلاق النار، وأرغب في أن نكون صريحين مع بعضنا، لا افهم صراحة لماذا علينا أن نُخفي أي اتفاقات"، معتبراً أن الولايات المتحدة ترفض الإفصاح عن فحوى الاتفاق لأنه سيتّضح للمجتمع الدولي "ما يُنفذّه هذا الطرف أو ذاك، وما يعجز هذا الطرف أو ذاك عن تنفيذه".
واعتبر بوتين أن الولايات المتحدة تُواجه صعوبات في سوريا تتمثّل في عجزها عن الفصل بين المُعارضة "السليمة" والزُمر "الشبه إجرامية"، لأنها (واشنطن) "ترغب في الحفاظ على القُدرات القتالية للمُسلّحين ضدّ حكومة الرئيس السوري بشار الأسد الشرعية".
وأكد أن الجيش السوري "ملتزم تماماً" بالهدنة، لكن الفصائل المُسلّحة "تستغلّ الهدنة لإعادة تجميع صفوفها"

موسكو وواشنطن تتبادلان التهم
 وألغى مجلس الأمن الدولي، الجمعة، اجتماعاً طارئاً كان دُعي إليه لبحث الاتفاق الروسي-الأميركي في سوريا، بطلب من واشنطن وموسكو.
وكان من المقرّر أن يُقدّم المبعوثان الأميركي والروسي، خلال الاجتماع، تفاصيل حول الاتفاق المشترك، لكنّ واشنطن رفضت نشر تفاصيل الهدنة.
واتهم مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، الجمعة، واشنطن برفض تقاسم وثائق مُتعلّقة بالاتفاق مع مجلس الأمن الدولي.
واستبعد تشوركين توصّل مجلس الأمن لقرار يدعم الاتفاق لإحجام واشنطن عن نشره. وقال: "لا نستطيع أن نطلب من أعضاء مجلس الأمن دعماً لموضوع، لا يعلمون ما هو مضمونه"، مضيفاً أن الولايات المتحدة ترفض ليس فقط توفير الوثائق، ولكن "حتى مجرد قراءة هذه الوثائق لأعضاء مجلس الأمن".
وتتحفّظ الولايات المتحدة على إطلاع الأمم المتحدة على تفاصيل الاتفاق، مُشدّدة على حرصها على سلامة بعض الفصائل المُسلّحة التي يدعمها الأميركيون في سوريا.
وبرّر المتحدث باسم البعثة الأميركية في الأمم المتحدة سبب إلغاء الاجتماع بقوله إن من شأن ذلك أن يُؤثر على إيصال المُساعدات الانسانية.
وقال ممثل البعثة: "نحن نُركّز الآن على تنفيذ الاتفاق، خاصة فيما يتعلّق بالحاجة الماسّة لإيصال المساعدات الإنسانية، وبما أننا لم نتمكّن من الاتفاق على نهج لإعلام مجلس الأمن، الأمر الذي من شأنه أن ينتهك الإجراءات الأمنية للتحضيرات، فقد تمّ إلغاء الاجتماع، ونتوقّع مشاركة كبيرة في قمة بخصوص سوريا الأسبوع المقبل، عندما يجتمع قادة العالم في نيويورك".

اوباما قلق
 بدوره، أعرب الرئيس الأميركي باراك اوباما، الجمعة، عن قلقه من عدم تطبيق العناصر الرئيسية في الاتفاق الأميركي-الروسي حول سوريا حتى الآن.
وقال البيت الأبيض إن أوباما بحث مع مجلس الأمن القومي الأميركي الثغرات في تطبيق الاتفاق، مضيفاً أن "الرئيس عبّر عن قلقه العميق من أنه على الرغم من تراجع العنف في البلاد، يُواصل النظام السوري عرقلة إيصال مساعدة انسانية ضرورية".

معارك محدودة
 وتجدّد القصف الجوي والاشتباكات بشكل محدود على جبهات عدة في سوريا. وقال مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن: "تجدّد القصف والاشتباكات بشكل محدود على جبهات عدة في سوريا، أبرزها الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي"، مشيراً إلى أنه "حتى اللحظة، تُعدّ مدينة حلب الجبهة الأكثر هدوءاً".
وأفاد "المرصد" بتجدّد الاشتباكات ليلاً، وبعدما كانت تراجعت حدّتها خلال الأيام الأربعة الأولى من الهدنة، باستثناء بعض النيران المُتقطّعة، في الغوطة الشرقية قرب دمشق بين الفصائل الإسلامية والقوات السورية "في محاولة من قبل الأخيرة للتقدّم في المنطقة".
وأعلن المركز الروسي للهدنة في سوريا "حميميم"، السبت، التوصّل لاتفاق على مرور قافلة مساعدات إنسانية، الأحد، إلى مدينة المعضمية في ريف دمشق.
وقال رئيس المركز الروسي للهدنة في سوريا فلاديمير سافتشينكو إن "الحكومة السورية تضمن مرور قافلة المساعدات بالأراضي الواقعة تحت سيطرتها، لكن مسألة أمن القافلة أثناء مرورها بالأراضي التي تُسيطر عليها المُعارضة المُعتدلة، التي يُمكن التأثير عليها فقط من قبل الولايات المتحدة" غير مضمونة بعد.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...