موسكو قد تستضيف مؤتمر مماثل لمؤتمر جنيف وعنان يحذر من أزمة خطيرة في حال فشل خطته
قال كوفي عنان المبعوث الأممي العربي إلى سورية في افتتاح مؤتمر مجموعة العمل حول سورية المنعقد في جنيف يوم السبت 30 يونيو/حزيران، إن الأزمة السورية تفاقمت، ودعا اللاعبين الدوليين إلى بذل أقصى الجهود من أجل التوصل إلى اتفاق حول العملية الانتقالية في دمشق.
وناشد عنان القوى الكبرى التوصل إلى اتفاق بشأن مبادئ لتحول سياسي يقوده السوريون. وتابع أن الوضع قد يشعل المنطقة ويفجر أزمة دولية في حال عدم التوصل إلى حل. وأضاف "تلوح في الأفق أزمة دولية بالغة الخطورة. نحن هنا للاتفاق على خطوط رئيسية ومبادئ لتحول سياسي في سورية يلبي الطموحات المشروعة للشعب السوري".
وأكد أن مسؤولية تسوية الأزمة السورية تقع في نهاية المطاف على عاتق السوريين أنفسهم. وشدد في الوقت نفسه على أن المجتمع الدولي لن يستطيع المساهمة بفعالية في حل الأزمة السورية إلا في حال تمكن اللاعبين الدوليين من تقريب مواقفهم.
وقال إن كل مشارك في الاجتماع يملك أساليبه الخاصة للتأثير في النزاع، مشيرا إلى أن هذا النزاع في نهاية المطاف، "مشكلة سورية وتوجد جذورها في سورية ويجب على السوريين أنفسهم أن يحلوها".
وأعرب المبعوث الأممي عن أمله في أن يكون الحوار في مؤتمر جنيف بناء، مشددا على أن نتائج المؤتمر يجب أن تصب بالدرجة الأولى في مصالح الشعب السوري وليس في مصالح بعض اللاعبين الدوليين.
هذا وتجري أعمال المؤتمر التي انطلقت بعد تأخير دام نحو ساعتين، خلف أبواب مغلقة. ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى قوله إن المحادثات "صعبة" بسبب الخلافات القائمة بين المشاركين حول عملية انتقال السلطة في سورية. وأشار المسؤول إلى أن المحادثات قد لا تسفر عن أي اتفاق.
وأوضحت مصادر دبلوماسية أن سبب تأخير بدء اجتماع جنيف يكمن في عدد كبير من اللقاءات الثنائية التي أجراها المشاركون في المؤتمر قبل انطلاق أعماله.
ويشارك في الاجتماع وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (روسيا وبريطانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا) بالإضافة إلى وزراء خارجية تركيا والعراق والكويت وقطر. كما ستحضر الاجتماع كاثرين اشتون المفوضة العليا للسياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي وبان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة.
والتقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل الاجتماع مع كل من المبعوث الأممي كوفي عنان والمفوضة العليا للسياسية الخارجية كاثرين آشتون ونظيريه الصيني يانغ جيه تشي والعراقي هوشيار زيباري.
وكان لافروف قد عقد يوم الجمعة محادثات استمرت ساعة تقريبا مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في بطرسبورغ في محاولة لتجاوز الخلافات القائمة بينهما.
من جانب آخر، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الأطراف التي تشارك في المؤتمر الدولي الخاص بسورية يوم السبت 30 يونيو/حزيران، لم تتمكن من التوصل إلى مشروع للوثيقة النهائية للمؤتمر، خلال اجتماع تحضيري جرى في جنيف يوم الجمعة على مستوى الخبراء.
وكان عنان، الذي وجه دعوات رسمية إلى المشاركين في المؤتمر، قد قال في وقت سابق إن الهدف الأساسي للاجتماع يكمن في تحديد إجراءات إضافية لتنفيذ خطته المتكونة من 6 بنود لتسوية الأزمة السورية والقرارين الدوليين رقمي 2042 و2043 اللذين ينصان على الوقف الفوري لأعمال العنف في سورية. لكن مصادر دبلوماسية تحدثت عن خطة جديدة قدمها عنان لمرحلة انتقال السلطة في سورية.
وتنص هذه الخطة على تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم أعضاء من الحكومة الحالية وممثلين عن المعارضة مع إبعاد أشخاص "قد تؤدي مشاركتهم إلى تقويض الحكومة" في إشارة غير مباشرة إلى الرئيس السوري بشار الأسد. أما روسيا فتصر على أن مصير الأسد يجب ان يقرره الشعب السوري بعد إطلاق حوار وطني. وترفض موسكو إقرار نتائج الحوار الوطني السوري قبل انطلاقه وفرض "توصيات خارجية" على الشعب السوري.
من جهة أخرى دعا وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ مجلس الأمن الدولي إلى البدء الفوري بالعمل على مشروع قرار جديد حول سورية.
وقال هيغ في تصريح خلال المؤتمر الدولي حول سورية بجنيف يوم 30 يونيو/حزيران: "لست موافقا مع زميلي سيرغي لافروف، وأعتقد أن الوضع يستوجب ان يتبنى مجلس الأمن الدولي قرارا جديدا حول سورية بشكل فوري وفق الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة (الذي ينص على جواز استخدام القوة العسكرية في حال وجود تهديد للسلام الدولي). إنه من المستحيل تغيير نهج الحكومة السورية والمعارضة دون فرض عقوبات على من يخالف المطالب الدولية".
وأوضح أنه يجب أن يكون هدف القرار الأممي الجديد حول سورية هو وقف العنف.
كما أشار هيغ إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يرى أنه يجب سحب بعثة المراقبة الأممية من سورية في حال فشلت كل المحاولات لإيجاد مخرج من الأزمة السورية.
وأكد هيغ أن سحب المراقبين سيتسبب في ظهور تهديدات جديدة وسيزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.
ودعا الوزير البريطاني إلى تحديد الخطوات التي ستساعد على تنفيذ خريطة الطريق الموجودة في خطة كوفي عنان، مشيرا إلى أنه من المستحيل تغيير الوضع في سورية دون ذلك.
هذا، ونقلت وكالة الأنباء "إيتار-تاس" الروسية عن مصدر قريب من اجتماع جنيف أن موسكو قد تكون مكانا لانعقاد مؤتمر مماثل حول سورية. ولم يستبعد المصدر أن يشارك الطرف السوري في المؤتمر القادم بموسكو وقال: "نود أن نوضح ضرورة ألا يكون مؤتمر جنيف حول سورية شيئا فريدا من نوعه".
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد