موسيقى «ثقيلة» في دمشق ودقيقة صمت «بسبب المزاج العام»

07-03-2012

موسيقى «ثقيلة» في دمشق ودقيقة صمت «بسبب المزاج العام»

يترقب الجمهور السوري في أي نشاط ثقافي يتسنى له حضوره هذه الأيام، السرّ الذي يربطه بالأحداث التي تمرّ بها البلاد، وانتظاره لا يطول في الغالب، هكذا كانت الحال في الحفلة التي قدمها «خماسي دمشق النحاسي» ليل الاثنين-الثلثاء في أوبرا دمشق.

لدى تصفح عناوين المقطوعات التي قدمها «الخماسي» تلفت تلك العناية بتقديم موسيقى جنائزية وكنائسية من بينها «ابتهال» و «هلليلويا» لهاندل، و «بوق القيامة» لموزار، و «مزمار جبرائيل» لموريكونيه، و «السلام عليك يا مريم» لرحمنينوف، وغيرها. غير أن الأبرز كان وقوف «خماسي دمشق» في وسط الحفلة، دقيقة صمت من دون الإشارة إلى من تهدى، أو من دون أن يطلب من الجمهور أن يفعل الشيء ذاته. فقط توقف العازفون عن العزف، ووقفوا خاشعين، برؤوس محنية في مواجهة الجمهور.

شربل أصفهان، عازف التوبا في الفرقة ومديرها، علق على ذلك بالقول: «أحببنا أن نعبّر. أحسسنا أن الكلام مستهلك إلى درجة أفرغته من معناه. قررنا أن نقف من دون أن نحسب على أي طرف، ومن دون أن نجبر الجمهور على فعل شيء».

وتحدث أصفهان عن معنى انتقاء المقطوعات قائلاً: «قدمنا خمس مقطوعات من عصر الباروك، ومن ثم كلاسيك ورومانس ومودرن». وأضاف: «أردنا أن نقدم موسيقى جادة، وكان البرنامج رسمياً معقداً وصعباً على المستوى الموسيقي». وأوضح: «أحببنا أن نقدم هذا الشكل الموسيقي في هذه المرحلة وهذا الوقت. مضمون موسيقي ثقيل بحرفية عالية من دون الكثير من الزركشة، فالمزاج العام لا يحتمل برنامجاً أكثر فرحاً. لذلك قدمنا الموسيقى الكنائسية، والجنائزية، أو موسيقى فيها كثير من التأمل». غير أنه يستدرك: «لا أقول إن هذا تماماً ما يناسب المرحلة، ولكن هكذا كان إحساسنا».

وتطرق أصفهان إلى نقاش قال إنه دار مع معارضين لإقامة نشاطات ثقافية في ظروف كهذه بقوله: «لدي وجهة نظر خاصة، الثقافة ليست ملكاً لأحد، وهذا النتاج يجب أن يستمر». وأضاف: «المؤسسات ملك للشعب، ومن دون استمرار الحياة الموسيقية والثقافية سيهاجر الموسيقيون خارج البلد». وقال أصفهان: «مهمتنا الحفاظ على الحدّ الأدنى من استمرار النتاج الثقافي». وتساءل: «من نخدم حين نوقف العروض؟، لكنني في النهاية مع احترام المزاج العام للشارع».

وفي ما يتعلق بموسيقى الآلات النحاسية وصعوبة تلقيها من الجمهور السوري، قال أصفهان: «هذا واحد من تشكيلات موسيقى الحجرة، ربما لا يقدم كثيراً لأنه صعب بسبب صعوبة الاندماج والهارموني، لكن حين تصل إليهما فهما ممتعان جداً». وختم: «سر الآلات النحاسية أنها تجذبك بغض النظر عن سويتك الموسيقية، يمكن أن تجذب أي جمهور، بسبب شكلها وطبيعة الصوت ونوع الموسيقى».

المصدر: أ ف ب

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...