نتائج استعمار العسكريين للسفارات الأمريكية في العالم

22-12-2006

نتائج استعمار العسكريين للسفارات الأمريكية في العالم

الجمل:  نشرت صحيفة النيويورك تايمز الصادرة في20 كانون الأول 2006 تقريراً أعده المحرر مارك مازيتي، تحت عنوان (دور العسكريين في السفارات الأمريكية أدى إلى التوترات).
يقول التقرير: إن لجنة تابعة للكونغرس الأمريكية يشرف عليها الجمهوريون، قد أعدت تقريراً حول الدور الذي يقوم به العسكريون في السفارات الأمريكية، وقد توصلت إلى أن عملية توسيع وجود بعثات البنتاغون وزارة الدفاع الأمريكية العاملة في السفارات الأمريكية قد خلقت الكثير من الاحتكاكات وقامت بالعديد من المهام المتقاطعة التي عملت على تقويض جهود التصدي للراديكالية والتطرف الإسلامي.
وإزاء قيام البنتاغون بتبني مهام جديدة والقيام بعمليات جمع المعلومات الاستخبارية، وتنفيذ عمليات حرب نفسية معلوماتية، بالإضافة إلى بعض المهام (الخاصة) الأخرى، فقد كشف التقرير حقائق تؤكد أن بعض السفارات الأمريكية فقدت طبيعتها الدبلوماسية، وأصبحت مجرد مكاتب ومراكز لقيادات عسكرية، وذلك على النحو الذي أدى إلى كسر ظهر علاقات أمريكا الخارجية، وأيضاً إلى إحداث التراجع في الجهود الأمريكية المتعلقة بمكافحة الإرهاب.
يقول التقرير: في الوقت الذي يتعرض فيه العسكريون الأمريكيون في العراق وأفغانستان للتوتر والإجهاد طويل المدى، فقد ظل البنتاغون يقوم بثبات، بتوسيع وجوده خارج مناطق الحرب المعلنة، مركزاً على توزيع وإرسال المزيد من العناصر العسكرية لتعمل في (مهام إضافية خاصة) ضمن طواقم السفارات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، بل في المناطق النائية في قارتي افريقيا وآسيا، ويشدد البنتاغون في تبرير استخدامه المتزايد (لغطاء السفارات الأمريكية) على المزاعم المتعلقة بالحرب ضد الإرهاب، والقيام بتدريب بعض (العناصر المحلية) الصديقة لأمريكا والموجودة في هذه البلدان.
يصف التقرير عملية الحشد والتعبئة العسكرية الأمريكية المتصاعدة حالياً، باعتبارها تمثل واحداً من تركة ولاية دونالد رامسفيلد لمنصب وزير الدفاع الأمريكي في البنتاغون، ويشير إلى أن المسؤولين الأمريكيين يقولون حالياً بضرورة تقليص طواقم الهياكل المدنية العاملة في السفارات الأمريكية، ونشر المزيد من الطواقم والعناصر العسكرية الأمريكية لتحل محلها وذلك تحت مزاعم أن الاعتماد على العسكريين في السفارات الأمريكية قد أصبح ضرورة قصوى لازمة لدعم تنفيذ أولويات السياسة الأمريكية العليا الهادفة إلى تفكيك الشبكات الإرهابية العاملة والناشطة في خارج الأراضي الأمريكية.
يقول الكاتب: إن تقرير لجنة الكونغرس قد تم إعداده استناداً إلى المعلومات التي تم تجميعها من 20 سفارة أمريكية موزعة في سائر أنحاء العالم. حيث أشار التقرير إلى أن السفراء الأمريكيين في هذه السفارات، أفادوا بأنه لم يتم إطلاعهم أو حتى مجرد إعطائهم فكرة عامة عن طبيعة المهام التي يقوم العسكريون التابعون للبنتاغون بتنفيذها داخل سفاراتهم، وفي  أحسن الأحوال يتم تضليلهم ببعض المعلومات الخاطئة حول هذه المهام.
كذلك يشير التقرير إلى إحساس الدبلوماسيين والموظفين الأمريكيين المدنيين داخل السفارات الأمريكية، بأن دورهم قد أصبح متضائلاً ومحدوداً للغاية جراء سيطرة العسكريين الأمريكيين المتزايدة على الأنشطة الدبلوماسية الخاصة بالسفارات الأمريكية.
وقد حذر أحد السفراء الأمريكيين، قائلاً: إن عدد العسكريين الذين بعثهم البنتاغون قد  أصبح يفوق عدد الدبلوماسيين العاملين في سفارته، كذلك أشار تقرير اللجنة إلى أن العسكريين الذين ظلّ يبعث بهم البنتاغون أصبحوا يتسببون بالكثير من المشاكل وذلك لـ :
- عدم معرفتهم للغات الأجنبية.
- عدم تلقيهم التدريب الكافي في الشؤون الثقافية والسياسية والدبلوماسية.
- عدم تقيدهم بضوابط العمل الدبلوماسي.
- عدم تعاونهم مع الدبلوماسيين الأمريكيين، بحجة أنهم مكلفون (بعمل خاص).
- إضافة المزيد من الأعباء المالية الإضافية على ميزانيات السفارات الأمريكية.
وأخيراً: جاء التحذير الرئيسي من أندرو جي باكيفيتش، العقيد المتقاعد من الجيش الأمريكي، والبروفيسور المختص بالعلاقات الدولية حالياً في جامعة بوسطن، والذي قال فيه:
تتزايد ظاهرة عسكرة السياسة الخارجية الأمريكية، وسوف تفقد – جراء ذلك- وزارة الخارجية الأمريكية مسؤوليتها عن صنع واتخاذ قرارات السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة وأن البنتاغون –وزارة الدفاع الأمريكية- قد أصبحت حالياً تملك المال الوفير، وتسيطر على أوامر إطلاق النار.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

 

 

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...