نتائج "Jade Helm" تشي بفشل الولايات المتحدة في سورية والعراق
الجمل- * غوردون داف- ترجمة: رندة القاسم:
أضحت خسارات الولايات المتحدة في المجال العسكري و السياسة الخارجية لا تعد و تزداد كل يوم. و ما من شك بأن الاعتماد المفرط على مقاولين خاصين، و تأثير إسرائيل، و مجموعات لوبي فعالة أخرى، و بنية القيادة ذات الفرعين مع وجود عناصر مارقة تدير عمليات خاصة، كل ذلك عوامل ساعدت على إضعاف أميركا.
نرى ذلك اليوم مع احتراق مدينة بالتيمور الأميركية ، نراه مع قرع الناتو لطبول الحرب ضد روسيا، نراه مع الشراكة الأميركية الجديدة مع اليابان و ما تمثله من ولع بالحرب. كما و نراه في تركيا و أوكرانيا ، و في اليمن حيث الإعاقة البرية و البحرية لوصول معونات إنسانية لأمة تدمرها جارة تحمل قيم القرن الخامس و أسلحة القرن الواحد و العشرين. و بالنسبة لأميركا أصبحت قيادة العالم مهمة صعبة بعد أن غدت دولة بوليس فاشلة داخليا و أمة تعتمد على الدول الفاشية في الخارج.
قبل شهرين أعلنت وزارة الدفاع الأميركية عن عملية تدريب عسكري تشمل معظم الولايات المتحدة، و بدأت نظريات المؤامرة تعلن "نهاية العالم الذي نعرفه". و الأهمية الحقيقية للعملية، التي حملت اسم Jade Helm، لا تكمن في نظريات المؤامرة بل بالحقيقة المتعلقة بها، إذ تخبرنا بأن العالم الذي نعتقد بأننا نعرفه قد انتهى منذ زمن، و لكن الكثيرين منا لم يدرك ذلك.
في السابع و العشرين من نيسان عقد منظمو Jade Helm لقاء في بلدة صغيرة في تكساس لوصف خططهم. و الذين يحملون في داخلهم تعاطفا مع الجيش همهموا بسخرية مع فشل محاولات المتحدث باسم الجيش إثارة مشاعر الحضور عن طريق التلويح بالعلم أو الكلمات الوطنية العاطفية ، فما عاد من أحد يتأثر بهذا.
بغض النظر عن الخوف الكبير الذي يحمله البعض في داخله من Jade Helm، فان الحقيقة المحزنة للعملية ربما تكون أسوأ. و بعد تحليل حذر لتصريحات الجيش، و إزالة الضباب و خيوط العنكبوت، و الكلام المزدوج، إليك ما قيل للعالم من بلدة تكساس الصغيرة:
*Jade Helm هي تظاهر بتعليم الجيش ألا يقتل كل مدني يراه كما فعل في العراق و أفغانستان.
*Jade Helm سوف تعلم، كما يأملون، جيشا فاشلا بالكامل طريقة استخدام الإدراك البشري الذي قد يمتلكوه إذا لم يقوموا بإقصاء الجميع في العالم بالتصرف كحمقى أو غير مؤهلين.
*يفترض أن تعلم Jade Helm جنود العمليات الخاصة كيف يستمروا في البقاء دون البلاي ستاشيون و وجبات الغذاء ذات الستة آلاف حريرة .
*سوف تتعلم وحدات Jade Helm التحرك بشكل سري، و التظاهر، و نعني تماما كلمة "تظاهر" ، بكسب ثقة المدنيين الذي سيكون لهم دور يلعبوه.
* Jade Helm محاولة لتسويق رواية أن الهزيمتين في العراق و أفغانستان و الفشل الرهيب الذي خلف الدولتين في دمار كامل أمور يمكن إصلاحها. و بالتأكيد ما هذا سوى تضليل.
*Jade Helm قائمة على افتراض أنه في حال تم تدريب الجنود للالتفاف حول الشعب بشكل أفضل، عندها يمكنهم الحصول على معلومات و مساعدة من السكان المحليين كما حصل مع طالبان، و هذا أمر غير واقعي.
* قد تضم Jade Helm تدريبا جيدا من أجل القتال في أميركا وفق سيناريو الفيلم الحربي الأميركي "الفجر الأحمر" Red) Dawn) أو حتى الحرب الأهلية.
*قد تكون Jade helm مقدمة لتدخل أميركي في أوكرانيا.
*يبدو أن Jade Helm "إصلاح بلا جدوى" لعدد من المشاكل التي ابتلي بها الجيش و التي لا تتم مواجهتها، مثل خوض حروب خاطئة ضد الشعوب الخطأ لأهداف خاطئة.
*Jade Helm، في المصطلحات المباشرة، محاولة للتدريب على فن "الهجوم الجميل".
و في محاولة لتبديد الإشاعات حول مصادرة الأسلحة و الاعتقالات الجماعية ، يستطيع أولئك القادرين على القراءة بين السطور التقاط رائحة الخوف و نظرة الذعر و اليأس.و إذا فهم المزيد من الأميركيين بوضوح ما تخبرهم إياه Jade Helm، فإنهم سيدركون سريعا أنه ما من جيش يحمي أميركا، و بالتأكيد ما من وجود لما يستحق تريليون دولار سنويا و أكثر.
عشية السابع و العشرين من نيسان 2015 قامت وحدة قوات خاصة سورية قوامها 22 رجلا، بالتحرك إلى وراء خطوط النصرة المتاخمة للحدود مع تركيا، غرب مدينة حلب السورية. و هناك هاجموا مركز قيادة النصرة ، و اعتقلوا و أسروا القادة الكبار الواحد و الثلاثين لهذه المنظمة، هذه المعلومات و التفاصيل عن الهجوم تم الحصول عليها بشكل رسمي مباشرة من مصادر رفيعة في الحكومة السورية.
قتل سوريان، أحدهما ضابط و الآخر مجند ، و من بين خسارات العدو من القتلى و الأسرى كان هناك ستة ضباط أتراك و ضابطان قطريان.و المعلومات التي تم جمعها خلال هذه المهمة تشير بوضوح إلى الدعم الفعال من قبل تركيا و قطر للقاعدة و الذي ربما يعود لسنين طويلة. كما و يوضح دور شركات العقود الخاصة العاملة مع كل من جيش الولايات المتحدة و السي آي ايه داخل تركيا و علاقتهم مع الاستخبارات الإسرائيلية.
كما و ظهرت أدلة حول شحن أسلحة أميركية ثقيلة إلى تركيا، أسلحة انتقلت إلى يد النصرة أحد فروع القاعدة، و كانت في مخازن أسلحة داخل إسرائيل. و هذه المخازن ليست ذات ملكية إسرائيلية و لكنها أميركية و قد دفعت الولايات المتحدة من أجل تخزينها في إسرائيل.
إحدى الشحنات كانت تضم وحدها 500 صاروخ TOW آخر طراز، إضافة إلى 50 قاذفة Stinger. و هذا وحده ليس بالأمر المفاجئ لو لم يكن تابعا لبرنامج "الفحص و التدريب" الذي يشرف عليه الجنرال السابق جون ألين، الذي كان يوما قائدا أميركيا في أفغانستان، و الذي يبادل الأشخاص و المعدات مع القاعدة. و قد تم فضح كل جوانب هذه العملية الغريبة و غير الشرعية ، و التي تضم داعش و النصرة و الموساد و الاستخبارات التركية و جيوش كل من تركيا و قطر ، التي تعمل علنا على تسليح مجموعات إرهابية ، و تعمل مع السي آي ايه و الجيش الأميركي و عقوده الخاصة.
و حتى سوريه سوف تقر بأن ما تم اكتشافه ليس إشارة على ازدواجية أو خداع الرئيس أوباما، و إنما هو في الواقع إشارة إلى أمر أسوأ بكثير.
ماذا لو لم يكن الرئيس أوباما يعلم بالأمر؟ فمن بين الأمور المكتشفة لم يكن هناك دليل على أن الإدارة الأميركية ، و لا الرئيس أوباما و وزير الخارجية كيري من ضمن الحلقة. و هذا الأمر لا ينطبق على وزارة الدفاع الأميركية و لا على السي آي ايه،حيث مدى الاشتراك في الجريمة كبير, و للتوضيح، اتصلت مع الكولونيل James Hanke،الملحق الثقافي السابق لدى اسرائيل و قال:
"في مراجعة عقود البنتاغون مع الشركات، و خاصة Raytheon مصنعة نظام صواريخ TOW، رأيت أكثر من "باب مظلم" . إنها عقود يتجاوز عدد منها ال 40 مليون دولار، من أجل أنظمة أسلحة غير محددة ، عقود مرتبطة بأخرى بطريقة تجعلها مضللة و من السهل إخفاؤها عن كل من الكونغرس و السلطة التنفيذية. و هي أسلحة كتلك التي استخدمت من أجل قضية ايران كونترا قبل سنوات، أو التي يتم توفيرها لداعش و النصرة و مجموعات أخرى ، و هناك أدلة على أن الإسقاط الجوي لأسلحة من هذه الأنواع كان لأجل هذه المنظمات"
Jade Helm محاولة لتعليم الجيش الأميركي المحطم و المحبط كيف يقترب من الناس، بينما يقوم الجيش ذاته بدعم أعداء الولايات المتحدة بشكل فاعل. و من الأفضل لو أن الأموال التي تنفق لتعليم الجنود كيفية كسب الأصدقاء و التأثير على الناس أنفقت من أجل الوصول إلى من يقوم داخل واشنطن بتحويل ملايين الأسلحة الأميركية إلى أعداء أميركا.
*مقاتل سابق في الجيش الأميركي ، و يعمل منذ عقود في قضايا المحاربين و مستشار للحكومة في قضايا الأمن.
عن مجلة New Eastern Outlook الالكترونيه
الجمل
إضافة تعليق جديد