نتنياهو: الاستيطان قضية خلافية يمكن تخطيها

17-06-2009

نتنياهو: الاستيطان قضية خلافية يمكن تخطيها

سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى استغلال الترحيب الذي أبداه الرئيس الأميركي باراك اوباما بخطابه في جامعة بار إيلان الأحد الماضي، لدفع واشنطن باتجاه إبداء «مرونة أكبر» إزاء التوسع الاستيطاني، تحت ذريعة النمو الطبيعي، وهو موضوع سيكون مدرجاً على رأس جدول أعمال لقائه المرتقب مع المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل الأسبوع المقبل في باريس.
وفي مقابلة مع محطة «سي بي إس» الأميركية أمس، أبدى نتنياهو انزعاجاً من رد الفعل العربي على خطابه، قائلاً «لقد خاب أملي لأنني اتخذت خطوة ليست بسهلة، وقلت إننا جاهزون للسلام، في إطار صيغة عادلة تتمتع بقبول واسع من الجمهور الإسرائيلي وأصدقاء إسرائيل. لقد فتحت الباب أمام السلام، وكنت أتوقع رداً أفضل، وآمل أن يتجاوب العرب والفلسطينيون».
ووصف نتنياهو اقتراحه «دولة فلسطينية منزوعة السلاح» بأنه «صيغة رابحة للسلام»، موضحاً أنّه سيسعى إلى إيجاد آلية للتأكد من وجود ضمانات لمنع تدفق الأسلحة والصواريخ إلى المناطق الفلسطينية المتاخمة لتل أبيب والمناطق السكانية.
وسُئل عن موقفه من تجميد الاستيطان، فأجاب «قلت إننا لن نبني مستوطنات جديدة، ولن نصادر أراضيَ إضافية لتوسيع تلك القائمة بالفعل، ونحن نجري حالياً محادثات مع السيناتور ميتشل وسألتقيه الأسبوع المقبل في أوروبا، وآمل أن تتوصل حكومتي وإدارة اوباما إلى موقف مشترك لأننا نريد المضي قدما في عملية السلام».
وأضاف «نعلم أن هذه مسألة خلاف، ونود تخطيها والمضي قدماً في مفاوضات السلام المباشرة مع الفلسطينيين، وأتطلع إلى الاجتماع مع القادة العرب الذين لم يوقعوا معنا سلاماً في أي زمان وأي مكان من العالم».
ورأى نتنياهو أن «قضية التوسع الاستيطاني تختلف عن تجميد الحياة». وتابع «لا أريد أن اصدر حكماً مسبقاً على النتيجة النهائية التي سيتم تحديدها في المفاوضات. ولكننا نود أن يعيش الناس حياة طبيعية حتى التوصل إلى اتفاق نهائي للسلام، عندها نقرر الباقي».
وفي السياق ذكرت صحيفة «هآرتس» أنّ التقديرات في إسرائيل تشير إلى أنّ إدارة أوباما لن تتخلى عن مطلبها بتجميد بناء المستوطنات، لكنها ستبدي «مرونة» عندما يتعلق الأمر بالبناء داخل المستوطنات القائمة حالياً، مشيرة إلى أنّ واشنطن وتل أبيب ستعملان على ايجاد سبيل لتحديد المستوطنات التي سيتم السماح ببنائها.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين أن هذه المرونة جاءت خلال زيارة ميتشل الأخيرة إلى إسرائيل، حيث أبلغ المسؤولين هناك أنّ الولايات المتحدة لن تفرض في هذه المرحلة أية عقوبات على الدولة العبرية، لكنها لن تكون قادرة على دعوة الدول العربية إلى إبداء نوايا حسنة تجاه إسرائيل ما لم تتحرك لوقف جماح البناء.
وقال مسؤولون غربيون إن مستشاري نتنياهو أخبروا نظراءهم الأميركيين والأوروبيين أن الحكومة الإسرائيلية تفتقر إلى السلطة القانونية لوقف البناء في حالات رسا فيها العطاء بالفعل أو حالات المساكن التي تم شراؤها حديثا.
من جهته، أعرب السفير الإسرائيلي الجديد لدى واشنطن مايكل أورين عن ثقته في أن حكومته ستتوصل إلى اتفاق مع الإدارة الأميركية للسماح بأعمال البناء في بعض المستوطنات، موضحاً «أعتقد أن ثمة مرونة متوافرة لدى الجانبين، وأنا على يقين بأننا سنتمكن من معالجة هذا الأمر. وأشار إلى أنّ «الهدف من ذلك هو تفادي تحوّل قضية الاستيطان إلى عائق أمام التقدم في مسيرة السلام».
بدوره، رحب وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك برد الفعل الإيجابي من جانب البيت الأبيض بخطاب نتنياهو الأخير، معتبرا أن إسرائيل تفتح بذلك الطريق للمفاوضات.
وقال باراك، في حديث نشرته صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، إن نتنياهو لم يشر في خطابه إلى خريطة الطريق، إلا أنه أشار إلى نقاط وردت في برنامج حكومته.
إلى ذلك، أظهر استطلاع للرأي نشرته «هآرتس» أنّ أكثر من ثلثي الإسرائيليين يؤيدون اقتراح نتنياهو إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح. وعكس الاستطلاع ارتفاعاً في شعبية نتنياهو من 28 في المئة قبل شهر إلى 44 في المئة.
المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...