نضال سيجري ورشة فنية متنقلة
نضال سيجري فنان أمتلك حضوراً مختلفاً على مختلف الأصعدة الفنية والإبداعية والإنسانية , ومن الصعب أن تجوز بعض من كلمات ما حققه من نجاحات وما قدمه من شخصيات حُفرت في الوجدان والذاكرة ,ولكن نتوقف معه للحديث عن أبرز معالم جديده الفني ورؤاه لحضور الممثل في أكثر من عمل وذلك عبر وقفة سريعة استرقناها منه في أحد مواقع التصوير , والبداية كانت حول جديده على صعيد المسرح , يقول (بعد الانتهاء من ورشة العمل التي قمنا فيها مع المسرح الجامعي في اللاذقية , نجهز الآن لعرض مسرحي في اللاذقية من تأليفي وإخراجي اسمه (تكتكات) ونحن مازلنا في المرحلة البدائية للتحضير , وهناك دعوات لعرض مسرحية (حمام بغدادي) في بيروت والصين) .
وعن جديده على الصعيد التلفزيوني فهو غزير وهام فهو يشارك في عدة أعمال من إنتاج القطاعين العام والخاصة وبداية تحدث عن (غفلة الأيام) المسلسل الذي تنتجه الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون , فقال عن شخصيته فيه : أجسد دور كريم وهو دكتور في الاقتصاد لديه طموحات وأطماع كبيرة يحاول تحقيقها من خلال ما يحمل من أفكار جديدة فيقلب الموازين رأساً على عقب بطروحاتها خاصة أنه يرى أن فندق جده ووالده وعمه ينبغي هدمه وبناء فندق آخر مكانه أكثر تطوراً ولكن يصطدم بأفكار عمه فالفندق هو إرث مهم لا يمكن تغييره وشطب تاريخه , ويتعرف على جابر الذي كان عاملاً في الفندق ولكن يصبح اليد اليمين له ويبدأ التخطيط للإيقاع بكريم فيحوّله إلى مدمن لتكون نهايته في مصح , ولكن خطيبته وابنه عمه ريم تقرر الانتقام له . والعمل بشكل عام يتحدث عن الانتهازية والفساد الاجتماعي وخراب الإنسان والعلاقات المشوهة بين الناس وهو من إنتاج الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وعادة يكون هناك بطء في العمل ولكن مع مخرج المسلسل طلال محمود سارت الأمور بشكل مختلف فهو يعرف ما يريد تماماً ويقدم رؤيا ووجهة نظر مهمة , حتى إنتاجياً هناك شيء مختلف وإن شاء الله ستتكرر التجربة مع الهيئة .لكن يبقى هناك ذهنية في آلية العمل ضمن الهىئة العامة للإذاعة و التلفزيون ينبغي تطويرها لأننا عندما نقدم أعمالاً في التلفزيون فمن منطلق الوفاء له لأننا كممثلين انطلقنا منه ولكن إن لم يطور نفسه سيغادره الجميع نحو القطاع الخاص ونحن حريصون أن تكون أعماله مهمة وأن يتم تسويقها بشكل جيد.
أما في القطاع الخاصة فهناك مجموعة من الأعمال , يتحدث عن مشاركته فيها : هناك مسلسل (وجهة نظر) تأليف أسامة إبراهيم وإخراج هشام شربتجي وإنتاج لين ويتحدث عن عائلة يكون فيها الأخ الأكبر معتقل سياسي فترة الثمانينيات وبعد خروجه يحمل أفكاراً حول كيف يمكن أن يكون ما حوله أفضل وأجمل لكنه يُفاجأ أن كل من حوله متورطون بقضايا ترتبط في النهاية بالأطماع الشخصية .. وأجسد في العمل دور يوسف الأخ الأصغر الذي يتورط في قضية فساد لأن زوجة أخيه فريد ترشحه لوظيفة في مكان عملها فيبدأ العمل بصفة سائق وبعد ذلك يتورط ويصبح في لجنة مشتريات ومن ثم يدخل في عمليات فساد , وتكون نهايته المحتومة في السجن .
كما أشارك في مسلسل (الحوت) مع المخرج رضوان شاهين حيث أجسد دور (أبو الياس) وهو صاحب مقهى على البحر يظهر على أنه شخص غير مبالي ولكنه في الحقيقة يقدم خدمات للضيعة وللثوار بشكل سري وهذا الأمر لا نكتشفه إلا في مراحل متقدمة من العمل والدور عبارة عن كركتر فيه شيء من الطرافة , وألعب في مسلسل (شركاء في الخراب) مع المخرج محمد رجب دور مخرج مسرحي يحاول رؤية النصف المليء من الكأس للقول أن هناك أمل دائماً وهناك زوايا نظيفة وجيدة لدى الناس ولكن دعونا نمسح عنها الغبار إنه شخص يؤمن بالاختلاف ولكنه ضد الخلاف . أما في مسلسل (زائر الليل) إخراج سمير حسين فأؤدي شخصية حسام الذي نراه بداية عبارة عن سائق خاص لدى عائلة ولكنه يقع في فخ أشخاص يجعلونه يصدق أنه رجل مبروك ونوراني فيورطونه في أمور ليس له يد فيها .
تشارك في عدد من الأعمال بالوقت ذاته فهل هناك تنسيق فيما بينها خاصة أن التصوير هو عبارة عن موسم غالباً ما يكون في وقت واحد لدى أغلب الشركات ؟..
الجميع يتفاجأ بقدوم رمضان وبالتالي الجميع يستيقظ للعمل قبل فترة وجيزة منه , ولذلك تضطر للاعتذار عن عدة أعمال بهذه الفترة لأنه من المستحيل أن تعمل فيها كلها , والكارثة أن الأعمال كلها تُعرض في شهر واحد وهو شهر رمضان .
ولكن في النهاية هو عملك .. وعلى الرغم من أن أجر الممثل السوري يتحسن إلا أن هذه المهنة باتت جزء من حياته ويومياته وبالتالي يمكن تحقيق التنسيق بين عمل وآخر , ففي عمل يكون دورك رئيسي وفي آخر دورك ثانوي وفي ثالث تواجدك يكون بصفة ضيف أو مشارك وهكذا .. والأمر يحدث بسلاسة .
إلى أي مدى يمكن أن تنعكس هذه المشاركات المتزامنة عليك كممثل , فكركتر شخصية تقدمه هنا قد يؤثر على كركتر تقدمه في مسلسل آخر ؟
هناك كركترات تحتاج إلى تحضير وعمل , ولكن بشكل عام الشخصيات التي تُقدم في التلفزيون هي شخصيات بسيطة يومية ليست معقدة وهي مختلفة عن المسرح الذي يحتاج إلى بروفات وتهيئة , فلكي تركب الشخصية مع روحك ومزاجك في المسرح تحتاج إلى وقت , إنها حالة مزاج ونمط مختلف من العمل .
هل يمكن أن يؤثر ذلك على العمل ؟
لا أعتقد ذلك فعليك أن تكون يقظاً وحذراً وحاضراً أي أن تكون جاهزاً لملاحظات المخرج وأن يصبح هذا الأمر من اليوميات . وبالتالي هناك جانب احترافي في الأمر فالمهنة بسيطة وممتعة , إنني آتي لموقع التصوير لأستمتع فالمهنة ممتعة وفيها شيء من اللعب ضمن نمط ومنطق كل شخصية وهذا يعود للعمل ككل والمزاج العام فيه , ففي النهاية العمل هو عمل جماعي .
فؤاد مسعد
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد