هل بدأت فعلاً نهاية قصة العمال الكردستاني
هل بدأت بالفعل نهاية المطاف لحزب العمال الكردستاني؟
سؤال ما زال يتردد في تركيا منذ لقاء رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان مع الرئيس الأميركي جورج بوش في واشنطن في الخامس من تشرين الثاني الحالي.
ويرى العديد من المراقبين ان المحادثات اسفرت بالفعل عن وضع خطة عمل اطلق عليها اسم «الحل الشامل» وتقضي بوضع المسار الكردي في تركيا على سكة اساسها: أولاً استبعاد اي حل قائم على استخدام العنف والسلاح من جانب تركيا وحزب العمال الكردستاني، وبالتالي نبذ الأخير وتركه للسلاح، والثاني السير بالحل من دون زعيم الحزب المعتقل في تركيا عبد الله اوجلان.
ومن مؤشرات المناخ «السلمي» هذا تبدل المواقف لدى قيادة اكراد العراق سواء بالإجراءات التي تتخذها البشمركة لتقييد حركة حزب العمال الكردستاني المتواجدين في جبال قنديل، او بالتصريحات المفاجئة لمسعود البرزاني التي تهاجم حزب العمال الكردستاني وتتفهم بل وتدعم عملية عسكرية تركية لكن من دون تعريض المناطق المدنية للقصف.
وذكرت صحيفة «يني شفق» إنه اطلق على تلك الخطة «الخطة العميقة». ويقول الكاتب ابراهيم قره غول ان المجال مفتوح للجميع في حزب العمال الكردستاني للمشاركة في هذه الخطة ومن يعترض ويقاوم فسيتم اعتقاله وارساله الى بغداد لمحاكمته من قبل وزارة العدل العراقية او ارساله الى تركيا.
وتشير الصحيفة الى ان خطة الطريق بالنسبة للمسألة الكردية تتضمن العناوين التالية:
ـ قرار تصفية حزب العمال الكردستاني قد اتخذ ولن يبقى على قيد الحياة وسيخرج من كونه تهديدا لتركيا.
ـ هناك قناعة عامة لدى واشنطن وتركيا وشمال العراق باستبعاد حزب العمال الكردستاني من ان تكون له كلمة حاسمة في المسألة الكردية. ويلفت هنا اللغة السياسية المشتركة التي تستخدمها الأطراف الثلاثة.
ـ وضع حزب المجتمع الديموقراطي الكردي المتمثل في البرلمان بـ21 نائبا امام حسم خياراته: اما ان يقطع علاقته بحزب العمال الكردستاني وينتهج العمل السياسي واما شطبه من الحياة السياسية وتشكيل حالة سياسية جديدة داخل الأكراد.
ـ ان كسر تأثير «جبل قنديل» سيفتح الباب امام البرزاني ليكون زعيم الأكراد غير المنازع .
ـ لقد رأى حزب المجتمع الديموقراطي اللعبة وبدأ يغير خطابه بل ان احد قادته، احمد تورك، قال بأن حزبه سيكون مستعدا للتضحية من أجل ان يترك حزب العمال سلاحه.
ـ في المقابل، فإن حزب العمال الكردستاني يرى اللعبة كذلك ولذلك بدأ يطلق تهديداته لكل الأطراف من قبيل التصريح بتخريب الاستقرار او تهديد مصالح اميركا والرئيس العراقي جلال الطالباني والبرزاني. بل ان تصريحات لبعض قادة حزب العمال الكردستاني تتهم اي موقف للبرزاني والطالباني ضد الحزب بالخيانة للقضية الكردية.
ـ دعوة قيادات شمال العراق بعدم نشر اي اخبار ضد تركيا.
وتتوقع الصحيفة بأن تتخذ قريبا تدابير ضد قيادات في حزب العمال الكردستاني ولاسيما جميل باييك ومراد قره يلان.
وترى صحيفة «حرييت» ان الولايات المتحدة مصممة على التحرك وهي مثل جبل الثلج الذي يتأخر في الاهتزاز لكن عندما ينهار يأخذ كل شيء في طريقه.
وأعلن الجيش التركي، أمس الأول، ان رئيس الأركان ياشار بويوك أنيت ورئيس أركان القوات الاميركية في أوروبا الجنرال بانتز كرادوك، وهو ثالث جنرال أميركي يزور أنقرة خلال أسبوع، بحثا في «التعاون لمحاربة منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية، منها تبادل المعلومات الاستخباراتية».
محمد نور الدين
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد