هل يؤدي فتح جبهة حوران إلى انهيار تسويات دمشق؟
رجحت مصادر سورية واسعة الاطلاع، حصول تصعيد واسع على المستوى الميداني في الأسابيع المقبلة، يمكن أن يمهد لجولة قتال جديدة حول دمشق.
وبنت المصادر تقييمها استناداً إلى عدة معطيات من بينها فشل محادثات «جنيف 2» في التوصل إلى أرضية سياسية مشتركة بين وفدي الحكومة و«الائتلاف» المعارض، وإن أقرت في الوقت ذاته أن الوفد الحكومي «لم تكن لديه أية أوهام باستحالة تحقيق أي تقدم» يُذكر في عملية التفاوض.
واعتبرت المصادر المطلعة على مسار عمل جولتي العمل في جنيف، أن المؤتمر كان ذا وجهين من هذه الناحية، فهو من جهة شكّل «نقطة ذروة في الأزمة يمكن أن تعود الأمور بعدها إلى الانحدار»، وهو من جهة ثانية شكل فرصة للوفد الحكومي لاستعراض ديبلوماسيته بالاستجابة للمطلب الدولي بالحضور، وتوفير أكبر فرصة للاحتكاك بالإعلام، ولكن من دون أن يكون المؤتمر، في نظر الطرفين، أكثر من محطة يتم فيها الاستعداد لجولة القتال الثانية.
أما العامل الثاني فتمثل في عدة تطورات، بينها التقارب الفرنسي ــ الأميركي الأخير، والذي يعوّض نسبياً عن حالة البرودة الظاهرة بين الرياض وواشنطن بسبب الأزمة السورية، إضافة إلى الأنباء عن قيام السعودية بالاستعداد لإمداد المقاتلين السوريين بأسلحة أكثر تطوراً للاستخدام في الجبهة الجنوبية على الحدود الأردنية، كما الاستعدادات اللوجستية الملموسة في تلك المنطقة لمعركة أكبر باتجاه دمشق، وهي استعدادات «تأخذها دمشق على محمل كبير من الجدية».
واعتبرت المصادر أن بين عناصر هذا التقييم ايضا، نقل «رئاسة أركان الجيش الحر» من رجل يعتبر تحت النفوذ القطري هو اللواء سليم إدريس، إلى آخر مقرّب من السعودية هو العميد عبد الإله البشير، والذي يقود كتائب مسلحة منذ عام تقريباً في جنوب دمشق.
كما لا يخفي متابعون احتمال وجود خيط إسرائيلي في التغيير الجديد لـ«رئاسة أركان الجيش الحر»، ولا سيما أن 700 مقاتل تحت إمرة البشير تمت مداواتهم في المستشفيات الإسرائيلية، والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعضهم، أمس الأول، مشيداً بـ«المعارضة المعتدلة»، والتي تدّعي الرياض أنها تدعمها أيضا.
ورأت المصادر، التي تحدثت من دمشق، أن التركيز على جبهة حوران مفهوم من الناحية العسكرية، خصوصا بعد تشرذم القوى المقاتلة في الشمال الشرقي من سوريا، مركز النفوذ القطري والتركي، ولا سيما بعد تنامي نشاط الحركات الجهادية ونفوذها.
وبدأ منذ يومين الجيش السوري عمليات استهداف عسكرية لأهداف في جنوب دمشق، في الخط الجغرافي الممتد من القنيطرة حتى حوران وبصرى، وصولا إلى تعزيز أماكن وجوده في السويداء وعلى الطريق الدولي إلى الأردن، كما عزز خطوط مراقبته على تلك الجبهة المشتعلة منذ العام 2011.
وتثير التوقعات الأخيرة، مخاوف ميدانية إضافية، خصوصا أن تسويات ريف دمشق ستخضع للاختبار الأول، في ظل استمرار وجود عناصر المجموعات المسلحة بأسلحتهم الخفيفة، وإن تحت ظل العلم السوري الرسمي.
ويستبعد كثر ممن تابعوا ملفات المصالحة والتسويات، أن تقف المناطق التي شهدت اتفاقات على الحياد إذا تكرر سيناريو الهجوم على دمشق من محاور الغوطة الغربية والشرقية، كما يُخشى من أن تتحول من جديد إلى مناطق مواجهة ساخنة.
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد