"هيومان رايتس واتش"تندد بتجاوزات لا إنسانية في البحرين والسعودية

08-02-2007

"هيومان رايتس واتش"تندد بتجاوزات لا إنسانية في البحرين والسعودية

نددت منظمة حقوق الإنسان "هيومان رايتس واتش"، بما وصفتها بـ "التعديات" الجارية على خلفية سياسية ضد بعض المعارضين في البحرين، وتلك التي تطال الحقوق الدينية لبعض الطوائف في السعودية.
وناشدت السلطات المعنية وقف هذه التجاوزات غير الإنسانية، والتي تمس الحقوق التي يكفلها القانون الدولي للبشر.
وقالت المنظمة في بيان صدر الأسبوع الماضي، إن ناشطين اثنين من المعارضة البحرينية يواجهان عقوبات محتملة، قد تودي بهما إلى السجن، بسبب مطالبتهما بـ "التغيير السياسي السلمي"، وفق تعبير المنظمة.
وأكدت "هيومان رايتش واتش"أن المعتقلين "ينتظران قرار القضاء في المنامة"بعد أن تم توقيفهما، إثر مطالبتهما بمقاطعة الانتخابات الأخيرة التي جرت في البلاد.
وأشارت المنظمة، التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، إلى أن حسين عبد العزيز الحبشي، ومحمد السهلاوي، طالبا بالتغيير السياسي "بوسائل سلمية وقانونية،" غير أن الأجهزة الأمنية اعتقلتهما بحجة "الإخلال بالمصلحة العامة،" رافضة كل الوساطات والمناشدات التي قدمت لإطلاق سراحهما.
كما انتقدت المنظمة، ما قالت أنه "هجوم شنته القوى الأمنية البحرينية على مظاهرة سلمية" أقيمت للاحتجاج على اعتقال الحبشي والسهلاوي، مؤكدة أن الاعتقال غير قانوني "لمخالفته الدستور البحريني"، الذي يكفل حق التعبير الحر عن الرأي، كما جاء في البيان .
وكانت السلطات البحرينية قد اعتقلت الثاني من فبراير/ شباط الجاري ثلاثة أشخاص آخرين، هم حسن مشيمع، وعبد الهادي الخواجة، وشاكر عبد العال، بتهمة استغلال مراسم عاشوراء لإلقاء خطب سياسية.، وقد أعقب هذه الإعتفالات مظاهرات في العاصمة المنامة، شهد بعضها صدامات مع الشرطة، قبل أن يتم إطلاق سراح المعتقلين.
وفي هذا السياق، نفت الملحق الإعلامي في وزارة الإعلام البحرينية، نانسي جمال، أن تكون الاعتقالات الأخيرة، أو تلك التي ذكرها تقرير "هيومان رايتس واتش"، قد تمت خلافاً للقانون، مؤكدة أن الموقوفين "طرحوا مواضيع سياسية حساسة، وألقوا كلمات فيها إهانة للملك ولرئيس الوزراء."
وقالت جمال، إن اعتقال الحبشي والسهلاوي "جاء بعد توزيعهما لكتب وآراء تهدد الوحدة الوطنية خلال الانتخابات الأخيرة، وهو أمر مخالف للدستور."
كما أكدت جمال أن المظاهرات التي جرت في المنامة بعد اعتقال مشيمع والخواجة وعبد العال، "اقتصرت على ما لا يزيد عن 400 شخص قاموا بأعمال شغب، واستخدموا قنابل المولوتوف الحارقة،" مما اضطر الشرطة لقمع تحركهم، لإنه "يمس أمن الدولة" على حد تعبيرها.
وكشفت جمال أن إطلاق سراح الموقوفون الثلاثة: "جاء كإجراء عادي ضمن الملاحقة القانونية التي ما زالت مستمرة بحقهم،" بدعوى استغلال مناسبة دينية لطرح افكار سياسية بصورة تخالف الدستور.
وعلى صعيد آخر، أبدت المنظمة امتعاضها الشديد لما وصفته بـ"الحملة المنظمة التي تقوم بها السلطات السعودية"، ضد أبناء الطائفة الأحمدية الموجودين على أراضيها، من الرعايا الهنود والباكستانيين.
وكشفت المنظمة أنها قامت بإرسال رسالة احتجاج رسمية إلى العاهل السعودي، الملك عبدالله، أبدت فيها اعتراضها على اعتقال أكثر من 56 من أتباع هذه الطائفة غير السعوديين، مؤكدة أن عدداً كبيراً من الأحمديين المقيمين في البلاد "بادروا إلى  الاختباء أو التحضير لمغادرة البلاد."
وقالت المنظمة إن السلطات السعودية، اعتقلت أتباع تلك الطائفة (وبينهم مجموعة من الأطفال)، وأودعتهم السجن في ظروف سيئة بسبب معتقدهم الديني، مشددة على أن التصرفات السعودية "تخالف مضمون البند 18 من شرعة حقوق الإنسان" التي تكفل حرية المعتقد.
وذكرّت المنظمة بالتعهدات التي قدمتها الرياض للولايات المتحدة في يوليو/ تموز الماضي، بشأن ضمان احترام حقوق الإنسان، وخاصة حرية العقيدة، مقابل عدم قيام واشنطن بفرض أي عقوبات على المملكة، بسبب سجلها في هذا المجال.
و نفى اللواء منصور تركي، المتحدث باسم وزراة الداخلية السعودية "اتهامات" المنظمة، مؤكداً أن الرياض لا تقوم بأي عملية ترحيل لأسباب طائفية أو دينية.
وقال اللواء تركي، إن "المملكة فيها الحرمين الشريفين الذين يعتبران مقصداً لكل المسلمين لأداء الحج والعمرة، والمملكة لا تقوم بالتالي بمنع أبناء أي مذهب إسلامي من دخول أراضيها، وما جاء في هذا التقرير هو غير منطقي."
وأضاف: "لو أن أحد مواطني المملكة كان من أتباع هذا المذهب، فهل كنا لنرحله؟... إن الأجهزة الأمنية لا تجري عمليات اعتقال وترحيل إلا لمن صدر بحقهم أحكام قضائية أو خالفوا تأشيرة الدخول."
ولفت تركي إلى أن بلاده "تستقبل أبناء جميع الطوائف الإسلامية وغير الإسلامية"، مؤكداً أن أي تمييز بحق أتباع الطائفة الأحمدية "كان سينعكس مباشرة برفض إدخالهم البلاد أصلاً."
ويشار إلى أن الأحمدية، هي طائفة دينية صغيرة، منتشرة في الهند وباكستان وبنغلادش، ويعتبر أصحابها أنفسهم مسلمون، وفق تعاليم داعية هذه الطائفة، الميرزا غلام أحمد، الذي عاش في القرن التاسع عشر.

 

 

المصدر:CNN

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...