واشنطن تؤكد لقاء رايس بالمعلم في شرم الشيخ
بدأت في شرم الشيخ أعمال المؤتمر الدولي حول العراق بحضور ممثلين لما يزيد على 60 دولة لمناقشة موضوعات تتعلق بأمن العراق ودعم اقتصاده.
وتشمل أجندة الاجتماع بحث إعادة الإعمار ودعم قدرات العراق في تثبيت نظامه الجديد فيما يعرف بوثيقة العهد الدولي للعراق.
وقد قال مسؤول بارز بوزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين إن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ستجتمع بنظيرها السوري خلال المؤتمر.
واذا جرى هذا اللقاء فسيكون الاول من نوعه خلال سنوات.
وقال المسؤول الامريكي الذي طلب عدم ذكر اسمه ان اللقاء بين الجانبين سيركز على الشؤون الامنية العراقية.
وخلال الكلمة الافتتاحية طالب نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي بإسقاط ديون العراق التي قال إنها لم تخدم الصالح العراقي وإنما وجهت لتدميره.
وقال المالكي إنه يعتمد على الدول الصديقة في مساعدة العراق على بناء نفسه دولة قوية ومستقلة، ليس فقط عن طريق إسقاط الديون ولكن بالمساندة الدولية للعملية السياسية والديمقراطية، والمساندة في الحرب ضد الارهاب.
أما بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، فقد شدد على دور الحكومة العراقية في دعم الوحدة الوطنية عن طريق التوزيع العادل للسلطة والثروة.
وقال بان إن من المصلحة الجماعية لدول العالم أن تحقق عراقا متماسكا وقادرا على التصدي لمشكلاته.
هذا المؤتمر الذي تستمر اجتماعاته طوال يومي الخميس والجمعة مخصص لمحاولة زيادة الدعم الاقتصادي والدبلوماسي للعراق، ولمحاولة خفض وتيرة العنف الطائفي المتصاعدة هناك.
ويأتي انعقاد المؤتمر على خلفية استمرار أعمال العنف في العراق، فقد قالت الولايات المتحدة إن هجوما صاروخيا على المنطقة الخضراء شديدة الحراسة ببغداد أسفر عن مقتل أربعة متعاقدين مع الحكومة الأمريكية، من الفلبين.
وترغب مصر، الدولة المضيفة، في أن يؤدي المؤتمر إلى الاتفاق على وقف لإطلاق النار يستمر لمدة ثلاثة أشهر بين القوات العراقية وبين المسلحين، وذلك وفق ما جاء في مسودة توصيات المؤتمر، بينما رفضت الحكومة العراقية بشدة هذا الاقتراح.
وعلى الرغم من أن إدارة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش توقعت أن ينجح هذا المؤتمر في توجيه مليارات الدولارات إلى التنمية والمساعدة في العراق، أو على الأقل في إعفاء العراق من بعض ديونة المتراكمة لدى الدول المجتمعة، إلا أنه من المتوقع أن تطالب الدول العربية العراق ببذل المزيد من الجهد لوقف العنف المتصاعد بين السنة والشيعة.
يذكر أن الدول العربية تأخرت في ضخ مساعداتها الاقتصادية إلى العراق، كما تأخرت في ندب بعثات دبلوماسية إلى بغداد نظرا لتضارب في المصالح بين الحكومات العربية وحكومة العراق، كما لا يخفي العديد من الدبلوماسيين العرب تشككهم في قدرة تلك الحكومة على منع حرب أهلية لا يرغب أحد في أن يكون طرفا فيها.
ويبقى التحدي أمام مؤيدي العراق من الدول الغربية هو إقناع الدول المجاورة للعراق أنهم سيخسرون أكثر إذا فشلت الحكومة العراقية مما سيخسرون لو خاطروا بالتعاون الفوري.
وربما كان ذلك ما أعنته وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس عندما قالت قبل مغادرتها إلى شرم الشيخ إن كل المنطقة أصبحت الآن على المحك بعد أن أصبح العراق مركزا لشرق أوسط مستقر أو غير مستقر.
وترى رايس ضرورة توحيد الجهود من أجل تقوية الديمقراطية الوليدة في العراق.
وقد أعلن مسؤول بارز بالخارجية الأمريكية أن رايس ستجتمع بوزير الخارجية وليد المعلم الخميس، على هامش المؤتمر المعني بالعراق.
وتتركز الأنظار حول لقاء رايس بالمعلم فضلا عن احتمال لقاء بين رايس ونظيرها الإيراني خلال المؤتمر.
وقالت رايس إنها لا تستبعد حوارا مباشرا مع الدولتين اللتين تعتبرهما الولايات المتحدة داعمتين للإرهاب، ولكنها قالت في الوقت نفسه إنها لا تسعى إلى هذا الحوار، وقالت إنها قد تكتفي بالتعبير لمن تلتقي به عن سياسة بلادها.
لكن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد حذر من انه سيكون من الخطأ ان تعتقد واشنطن ان المفاوضات مع ايران ستؤدي الى تخليها عن برنامجها النووي في الوقت الذي لم تحقق فيه العقوبات والضغوط الدبلوماسية أية نتائج.
واذا تمت مباحثات بين رايس ونظيرها الإيراني منوشهر متكي فستكون الارفع منذ ان قررت واشنطن قطع علاقاتها مع طهران عام 1980.
وجاء قرار قطع العلاقات بعد حصار مقر السفارة الامريكية في طهران اثر قيام الثورة الاسلامية عام 1979.
ويضم المؤتمر الذي تجري فعالياته في منتجع شرم الشيخ على شاطئ البحر الأحمر مسؤولين من الولايات المتحدة وإيران وروسيا والصين وأوروبا والدول العربية.
وكان مسؤولون امريكيون قد أشاروا إلى ان مؤتمر التضامن الدولي مع العراق سيسعى الى تقديم مليارات الدولارات الى العراق في صورة مساعدات وتخفيض للديون، وذلك مقابل تحقيق تقدم ديمقراطي.
وتتهم ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش ايران بتسليح الميلشيات الشيعية في العراق، وهو ماتنفيه طهران.
كما تتهم واشنطن سورية بالسماح للمقاتلين الاجانب بالدخول الى العراق عبر الحدود بين البلدين.
يشار إلى أنه على الرغم من دعوة ايران وسورية لحضور مؤتمر شرم الشيخ، الا ان هناك اطرافا هامة لم تتم دعوتها مثل قادة الميلشيات الشيعية في العراق.
إبراهيم الجارحي
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد