واشنطن تدرب جيش مرتزقة في تركيا لمهاجمة سورية
بالترافق مع محادثات تركية أميركية على هامش قمة العشرين، ذكر تقرير أن أنقرة وواشنطن وضعتا اللمسات الأخيرة على اتفاقهما بشأن تجهيز وتدريب نحو ألفي مقاتل لـ«المعارضة المعتدلة» في وجه دمشق، وذلك على حين أشارت صحف أميركية إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما تدرس خططاً جديدة لتعزيز وتوسيع دور وكالة الاستخبارات المركزية «سي. آي. إيه» في تدريب وتسليح عناصر من تلك المعارضة.
وكان مسؤولون أميركيون أكدوا بعد محادثات مكثفة بين الولايات المتحدة وتركيا أن أنقرة وافقت على فتح مراكز لتدريب «المعارضة المعتدلة»، وسافرت بعثة عسكرية أميركية إلى تركيا للبحث في تفاصيل الاتفاق.
ونقلت صحيفة «حرييت ديلي نيوز» التركية عن مصادر لم تحددها أن تدريب قوات ميليشيا «الجيش الحر» سيبدأ «في نهاية كانون الأول» في مركز تدريب الدرك في منطقة كيرشهر، التي تبعد نحو 150 كلم جنوب شرق العاصمة أنقرة.
وأضافت الصحيفة: إن عسكريين أتراكاً وأميركيين سيقومون بتدريب هؤلاء المقاتلين، لكن معداتهم ونفقات التدريب ستتم تغطيتها بالكامل من الولايات المتحدة. وأنهى القادة العسكريون للبلدين التفاصيل الأخيرة لهذه الخطة خلال لقاء عقد هذا الأسبوع في مقر قيادة القوات المسلحة التركية.
في غضون ذلك، كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أن إدارة أوباما تدرس خططاً جديدة من شأنها أن توسع المهمة السرية التي تضطلع بها «سي. آي. إيه» لتدريب عناصر «المعارضة المعتدلة» وهي مهمة تطورت على نحو مطرد خلال العام الماضي مع العلم أن الوكالة تدرب حالياً نحو 400 عنصر بشكل شهري ومن المتوقع أن يقوم البنتاغون بتدريب عدد مماثل بعد أن يكتمل إعداد برنامجه التدريبي بحلول نهاية العام المقبل. وأشارت الصحيفة إلى أن موضوع توسيع برنامج وكالة الاستخبارات الأميركية لتدريب «المعارضة المعتدلة» كان على قائمة جدول أعمال اجتماع ضم كبار مسؤولي الأمن في البيت الأبيض الأسبوع الماضي وقد امتنع متحدث باسم البيت الأبيض عن التعليق على الاجتماع أو توضيح إذا ما كان المسؤولون الأميركيون قد توصلوا إلى قرار بشأن هذه المسألة.
ويبدو أن الاجتماع جاء لبحث الرد الأميركي على هزيمة مسلحيها المعتدلين أمام «جبهة النصرة» في ريف إدلب خلال الأسابيع الماضية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي رفيع المستوى طلب عدم الكشف عن هويته، قوله: «نحن بحاجة إلى الإسراع في مساعدة «المقاتلين المعتدلين» وننظر إلى وكالة الاستخبارات الأميركية بوصفها أفضل وسيلة للعمل على هذا الموضوع بسرعة».
ورأت أن قرار توسيع برنامج وكالة الاستخبارات الأميركية من شأنه أن «يعمق تورط الولايات المتحدة» بالأزمة في سورية، مشيرةً إلى أن مهمة الوكالة تعتبر «عنصراً أساسياً وسرياً» في إطار الخطط الأميركية في مواجهة داعش، التي تشمل أيضاً غارات جوية وإرسال مستشارين عسكريين أميركيين إلى العراق.
ولفتت «واشنطن بوست» إلى أن جهود الإدارة الأميركية في تدريب وتسليح «المعارضة المعتدلة» تتواصل على الرغم من المؤشرات التي تدل بشكل قوي على أن هذه المجموعات لن يكون لها أي تأثير كبير في مسار الأزمة في سورية.
وأبدى بعض المسؤولين الأميركيين بمن فيهم السيناتور الجمهوري آدام بي شيف تحفظهم، إزاء البرنامج الأميركي لتدريب عناصر جديدة من «المعارضة المعتدلة» نظراً للصعوبات التي يمكن لوكالة الاستخبارات الأميركية أن تواجهها في هذا المجال بسبب ما وصفه بـ«ضعف» هذه العناصر و«تفككهم أو هربهم من القتال أو انضمامهم إلى تنظيم جبهة النصرة» فرع تنظيم «القاعدة» في سورية. ولفتت الصحيفة إلى أن «سي. آي. إيه» تعمل بشكل حثيث ومتواتر على تدريب خمسة آلاف «مقاتل» سنوياً وقد بدأت عمليات التدريب هذه بمعسكرات سرية في الأردن ثم وسعت عملياتها تلك لتشمل معسكراً واحداً على الأقل في قطر كما أعلنت السلطات السعودية قبل أشهر قليلة عن استعدادها لاستقبال آلاف المسلحين في معسكرات خاصة للتدريب ثم إرسالهم إلى سورية لارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر.
في مدينة بريزبن الأسترالية، التي تستضيف قمة دول مجموعة العشرين، أجرى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، مباحثات طويلة مع أوباما، ركزت على الأوضاع في سورية، والعراق.
كما أجرى داود أوغلو مباحثات ثنائية قصيرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عقب لقاءٍ مشترك مع المستشارة الألمانية، وزعماء كوريا الجنوبية، وأندونيسيا. بدوره، اعتبر ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز، في كلمته خلال افتتاح أعمال القمة أن استمرار الأزمة السورية فاقم من معاناة الشعب السوري، وأسهم في ازدياد حدة الاستقطاب، وانتشار العنف والإرهاب في دول المنطقة. ودعا سلمان دول المجموعة والمجتمع الدولي للتعاون والعمل معاً لمساعدة دول المنطقة في إيجاد المعالجات المناسبة لهذه القضايا الملحة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد