وثيقة لـ«سي آي إيه»: إسرائيل تمتلك «الكيميائي» منذ عقود
شغلت الولايات المتحدة العالم بسوريا وسلاحها الكيميائي، ولكن من المعروف أن سوريا ليست الوحيدة التي تمتلك ذلك النوع من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، وقد تخطتها إسرائيل بكثير من الأسلحة الكيميائية والبيولوجية إلى النووية. وربما لا يوجد أي دليل ملموس على امتلاك إسرائيل لترسانة أسلحة كيميائية، ولكن وثيقة كشفت مؤخراً لوكالة الاستخبارات الأميركية «سي آي إيه» تؤكد أن الدولة العبرية بنت ترسانتها الكيميائية الخاصة منذ أكثر من ثلاثة عقود.
وبالرغم من التقارير المنشورة عن امتلاك إسرائيل لمخزون من الأسلحة الكيميائية والبيولوجية، إلا أن التركيز بقي على البحوث وأعمال التطوير التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية في مركز الأبحاث البيولوجية السري في منطقة نيس زيونا (20 كيلومتراً جنوب تل أبيب). ولذلك، فإن وثيقة وكالة الاستخبارات التي تعود إلى العام 1983، قد تكون الدليل الأقوى على ذلك، بحسب ما نقلت مجلة «فورين بوليسي».
وبحسب الوثيقة الاستخباراتية، فإن الأقمار الاصطناعية الأميركية كشفت في العام 1982 عن «احتمال وجود منشأة لتصنيع الأسلحة الكيميائية ومنشأة تخزين في منطقة التخزين الحساسة في ديمونا في النقب. كما يعتقد بوجود مصنع خاص متطور جداً لتصنيع الأسلحة الكيميائية».
وتضيف الوثيقة انه «في وقت لا نستطيع تأكيد امتلاك إسرائيل لأسلحة كيميائية قاتلة، إلا أنه هناك مؤشرات عدة تجعلنا نعتقد أنهم يمتلكون غاز أعصاب بتأثير دائم وآخر بتأثير غير دائم، فضلاً عن غاز الخردل، وغاز مكافحة الشغب، وكلها قابلة للنقل».
ووفقاً لـ«فورين بوليسي»، فإن الغاز دائم التأثير ليس واضحاً ما هو نوعه، إنما الغاز من دون تأثير دائم فهو السارين.
وبحسب التقديرات الاستخباراتية، التي أبلغ بها البيت الأبيض، فإن الوكالة شككت في وجود تلك الأسلحة لعقود عدة، وان الحكومة الأميركية التزمت الصمت حول الموضوع.
وقد كشف عن تلك الحقائق باحث في «مكتبة رونالد ريغان» في كاليفورنيا، طلب عدم الكشف عن اسمه. وقد وجد الباحث ورقة واحدة معلقة في تقرير غير سري، يبدو أن أحداً في البيت الأبيض انتزعها من ملف سري آخر، بتاريخ 15 أيلول العام 1983، ويعود إلى وحدة التقديرات الخاصة في الوكالة، وتحت عنوان: «تأثيرات استخدام السوفيات للأسلحة الكيميائية والسامة على الأمن الأميركي».
يُذكر أن وكالة الاستخبارات كشفت في العام 2009 عن تقارير سرية حول استخدام الاتحاد السوفياتي للأسلحة الكيميائية في أفغانستان وجنوب آسيا. ولكن في الوقت الذي كانت فيه الوكالة مستعدة للكشف عن نشاطات الأسلحة الكيميائية للاتحاد السوفياتي وحلفائه، ومن بينهم سوريا، لم تكن مستعدة لتقديم أي معلومات عن دول خارج الاتحاد السوفياتي. وبالتالي فإن الوثيقة التي كشفت مؤخراً، تبين أن الوكالة شطبت كل ما يتعلق بإسرائيل من تقاريرها المقدمة إلى الأرشيف الوطني.
وتنقل الوثيقة أن «إسرائيل تجد نفسها محاطة بدول عربية تمتلك قدرات تصنيع أسلحة كيميائية، وبالتالي فهي واثقة من قابلية تعرضها لأي هجوم كيميائي. وينبع القلق الإسرائيلي من الكشف عن كميات من الأسلحة الكيميائية السوفياتية الصنع خلال حرب العام 1967 وحرب العام 1973. وبالنتيجة، أطلقت إسرائيل برنامجاً للحرب الكيميائية في المناطق الهجومية والدفاعية».
وتبين الوثيقة أن وكالة الاستخبارات كانت على علم بتجارب إسرائيل الكيميائية في بداية السبعينيات، عندما كشفت مصادر استخبارية عن إطلاق إسرائيل لتجارب أسلحة كيميائية، خصوصاً غاز الأعصاب. وقد أجريت التجارب في صحراء النقب. ولكن التقدير الاستخباري يشير إلى أن إسرائيل سرعت من أبحاثها بعد حرب العام 1973، حيث أن الاستخبارات الأميركية كشفت عن تجارب إسرائيلية في كانون الثاني العام 1976 في منطقة النقب.
وبحسب «فورين بوليسي»، فإن قراءة صور الأقمار الاصطناعية تبين أن موقع تخزين الأسلحة الكيميائية يقع في قرية تبعد حوالي 16 كيلومتراً عن غرب ديمونا.
السفير نقلاً (عن «فورين بوليسي» بتصرف)
إضافة تعليق جديد