“زمن الخيول البيضاء” من حاتم علي إلى نجدت أنزور
تتعجل بعض جهات الانتاج الدرامي في الترويج لاتفاقات مع نجوم وطرح مسميات أعمال لافتة لتحقيق مقاصد مختلفة وبمشاركة أصحاب الأسماء الفنية المعروفة أحيانا، وآخر أمثلتها المؤتمر الصحافي الذي عقد مؤخراً في أحد فنادق عمّان بين المنتج الأدرني طارق زعيتر والمخرج السوري حاتم علي ليؤكدا خلاله توقيعهما عقد مسلسل “زمن الخيول البيضاء” وبدء تصويره قريبا وبعد تأجيلات متلاحقة أطلق المنتج خبرا جاهزا قبل أيام يفيد بأن العمل أصبح “بين يدي” نجدت أنزور من دون توضيح.
وبعدما كانت الجهة المنتجة بقيادة زعيتر دعت وسائل الاعلام الى المؤتمر وطلبت حينها عدم طرح أسئلة تفصيلية أو حوارية بداعي تعب المخرج من رحلة الطائرة واستعداده للسفر مجددا خلال ساعات، ذكرت في بيان معد سلفا توقيع عقد بينهما يتولى بموجبه حاتم علي الإخراج والمنتج المنفذ، فيما أشار الأخير الى ضرورة انجاز أعمال درامية تتناول تاريخ فلسطين وتطلعه الى “زمن الخيول البيضاء” المأخوذ عن رواية لمؤلفها ابراهيم نصرالله للسير على نهج مسلسل “التغريبة الفلسطينية” الذي قاده حاتم قبل بضع سنوات.
ورغم اطلاق معلومات من حين لآخر على أنها “تسريبات” اعلامية عن معاينة أماكن التصوير وانتقاء الفنانين والفنانات بينهم نجوم الصف الأول عربيا، فإن خطوة ميدانية واحدة لم تحرك ساكنا واتضح أن المعضلة ليست في تراجع أحد اطراف العقد كما يحدث أحيانا لكنها في عدم ابرامه، حيث كشف المدير التنفيذي في الجهة المنتجة محمد زعيتر ل”الخليج” عند سؤاله عن سبب الاختلاف قائلا: لم يكن هناك عقد مع حاتم علي أساسا وبالتالي لم نختلف لكننا لم نصل الى اتفاق على أمور معينة وارتأينا تحويل العمل الى نجدت أنزور ووقعنا معه العقد رسميا وسيبدأ التصوير خلال أيام. وفي تناقض لخلاصة المؤتمر الاعلامي الذي حضره زعيتر، ذكر الأخير أنه كان مجرد بداية صياغة توافق لم تتم، وزاد بأن الحديث عن تداعيات الموضوع بحاجة الى جلسة وافية ليس بصددها حاليا.
وفي المقابل قالت مصادر أن تحفظات عديدة لدى حاتم علي كشفت حقيقة الاتفاق الشكلي وأظهرت عدم استمراره في قيادة الأمور رسميا في مقدمتها تواصل تأخير وقت التنفيذ أكثر من مرة وإزاحة المعالجة الدرامية التي قدمها السينارسيت غازي الذيبة وتكفّل ابراهيم نصرالله بإنجاز سواها الى جانب النص والحوار على عكس المطروح سابقا، إضافة الى ملاحظات تتصل بأولويات إدارة الإنتاج ومراحلها.
وبعيدا عن تعجّل الترويج وبطء التنفيذ فإن العمل المعروض نصّه حاليا على نادية عودة ولارا الصفدي وفنانين من الأردن وفلسطين وسوريا والمزمع بثه خلال شهر رمضان المقبل يرصد جزءا مهما من تاريخ الشعب الفلسطيني بدءا من المرحلة العثمانية حتى تبعات الاحتلال “الاسرائيلي” الغاشم، وفق قصص إنسانية وبرؤية تظهر تفاصيل الحياة الفلسطينية بكل عاداتها وتقاليدها وتراثها وروحها النبيلة، حيث تنطلق الأحداث من الربع الأخير من القرن التاسع عشر وصولاً لعام النكبة وتفاصيل الصراعات بين الفلاحين من جهة وزعامات الإقطاع وتعاقب الأتراك والإنجليز والمهاجرين اليهود، وتلعب الخيول دورا مؤثرا سيما في علاقتها مع أبناء الشعب الفلسطيني الأصيل وتلخّص مقولة لرجل مخضرم ضمن المسلسل الخط الدرامي الأساسي حين يردد مخاطبا شابا في مقتبل العمر: “أنا لا أقاتل كي أنتصر بل كي لا يضيع حقي، ولم يحدث أبدا أن ظلت أمة منتصرة إلى الأبد.. أنا أخاف شيئا واحدا أن ننكسر إلى الأبد لأن الذي ينكسر إلى الأبد لا يمكن أن ينهض ثانية ولذلك قل لهم احرصوا على الاّ ينهزموا إلى الأبد”.
ماهر عريف
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد