3عمليات جراحية في أقل من شهر أودعت الطفل شيخوني المقبرة

27-07-2006

3عمليات جراحية في أقل من شهر أودعت الطفل شيخوني المقبرة

الجمل ـ عبد الرزاق دياب : ليست المرة الأولى التي تنكب فيها عائلة في بلدنا  جراء اللامبالاة، والاهمال ، والاستهانة بحياة الإنسان، عائلة الطفل محمد شيخوني فجعت برحيله الذي مهدت له ثلاث عمليات جراحية  في أقل من شهر في جسد الصغير /محمد الذي لم يتجاوز العشر سنوات ، ليهدأ نشاطه الرائع للأبد لأن ألماً بسيطاً ألم بالخاصرة، أودعه لأيام طويلة في المشفى خرج بعدها مباشرة إلى المقبرة .
- الأب محمود شيخوني يحدثنا عن القصة:
بتاريخ 9/3/2006 شعر /محمد/ بألم شديد في البطن أخذته إلى مستوصف قطنا، تم الاشتباه بالتهاب الزائدة الدودية ونصحنا بإسعافه إلى المشفى، لم أتأخر في ذلك، أسعفته إلى مشفى الهلال الأحمر بدمشق، دخل قسم الإسعاف، أجريت له التحاليل وتبين  وجود التهاب بالزائدة الدودية.
في اليوم نفسه أجريت له العملية الجراحية من قبل الدكتور محمد حبيب، وتم تخريجه الساعة العاشرة صباحاً في اليوم نفسه، وقيل لنا: إن حالته مستقرة وجيدة، ولم يوضع له أي (مفجر)، بعد أربعة أيام بدا الطفل بالاستفراغ وألم بطني حاد، راجعت طبيباً محلياً أعطاه إبرتين مضادتين للاستفراغ، لكن ذلك لم يجد نفعاً، فاضطررت لإعادته إلى المشفى، تم إسعافه سريعاً بعد فحصه من قبل (الدكتور سعدة عبود) الذي أجرى له عملية جراحية لمعالجة انسداد في الأمعاء أي أن العمل الجراحي الثاني تم في يوم 15/3/2006 أي بعد ستة أيام من العمل الأول، مع ذلك بدأ البراز يخرج من الجرح فاقترح وقتها رئيس الشعبة الدكتور (بشير سعدة) إجراء عمل جراحي ثالث لإراحة المريض من آلامه وتم العمل الجراحي بتاريخ 3/4/2006 وخرج الطبيب يلوح بيده من غرفة العمليات بابتسامة كبيرة بأن العمل الجراحي قد نجح.
- الأم المفجوعة /أم محمد/ تقول: إن ثقتها كانت كبيرة بالكادر الطبي الذي يطلق يومياً آلاف عبارات التطمين عن حالة ولدها، وتتابع: بدأت المفاجآت قبل إجراء العمل الجراحي الثاني، عندما حصلنا على صورة التقرير (كمية كبيرة من القيح تملأ البطن مع فتحة كبيرة على جدران الأمعاء الدقيقة التي كانت متوسعة بشكل كبير جداً، كما لوحظ ثقب في الأمعاء الدقيقة على بعد حوالي /80/سم، إضافة لوجود تهتك في مصلية الأمعاء الدقيقة بأكثر من مكان.
لماذا أخفى الأطباء عن الأهل هذه التفاصيل، الطامة الكبرى إن تقرير العمل الجراحي الثالث والذي كان حسب رئيس الشعبة لإراحة المريض الذي بدأ البراز يخرج من بطنه. يقول التقرير: (تم استئصال قطع الأمعاء المتمزقة مع إجراء مفاغرة نهائية نهائية، ثم استتئصال الأعور والكولون الأيمن مع مفاغرة كولونية دقيقة نهائية نهائية)
لقد تم استئصال أحشاء الطفل دون علم الأهل بالعمل الجراحي الثالث والذي أدى فعلاً إلى إراحته تماماً.
- أم  محمد الثكلى تقول: إن الدكتور (محمد حبيب) الذي أجرى العمل الجراحي الأول هو الذي تسبب بموت ولدها، فقد توارى عن الأنظار وحين كانت تسأل عه يجيب البعض بأنه إجازة، وبعد شهر تفاجأت بوجوده عند ولدها المريض، سألته الأم: من أنت؟ فعرفها بنفسه وعرض عليها (ظرفاً مغلقاً) فرفضت ذلك.
تتابع أم محمد: طلبت من الدكتور (بشير سعدة) رئيس الشعبة أن نستعين بأطباء من خارج المشفى فرفض ذلك، وكنا قد عرضنا التقارير على أكثر من طبيب فأكدوا أن لا ضرورة للعمل الجراحي الثالث، وبعدها طلبنا استشارة الدكتور (غسان حمص) الذي أقر بعد فحص الطفل وبموجب الوزن الذي انخفض من 35كغ عند إسعافه إلى المشفى، إلى 20كغ، أن يزرع قثطرة وريدية عن طريق الرقبة، وهي لاتوجد في المشفى فاشترينا كيس التغذية بـ/1500/ل.س مع إبرة يومية /600/ل.س، وذلك لمدة شهر ونصف، إضافة لإبر الالتهاب. بعدها بدأت الثقوب في صدر وبطن المريض بالالتئام نتيجة التغذية، وقتها ازدادت ابتسامة رئيس الشعبة وصار يأتي لزيارة /محمد/ ويجب معه سندويش (الشاورما) و(اليبرق)، ما أدى بعد أربعة أيام إلى انتفاخ جديد في البطن اضطر الأطباء عندها لإعادة (قثطرة مركزية) إلى الرقبة لمدة /15/يوماً جديداً، أدى إلى ارتفاع درجة الحرارة عند الطفل، ثم ازرقاق في الجسم ورجفان وانقطاع البول. وعندها سألنا الدكتور (كنان) فأجاب إن انقطاع البول سببه ارتفاع الحرارة.. عندها طلب رئيس الشعبة إعطاء كيس دم، وكانت القثطرة تنزف دماً، تم الاتصال بطبيب داخلية بعد ساعتين، طلبنا إدخاله (العناية المشددة) فأجاب الطبيب: (هنا أطباء وهناك أطباء)، ساءت حالة /محمد/ ما دعاهم إلى إدخاله العناية المشددة في السادسة صباحاً، وبعد ساعتين توفي، تم إنعاشه بالكهرباء لكن لا جدوى.
يعود أبو محمد للمشاركة في الحديث: (ما زاد شكوكي أن رئيس الشعبة سامحني بأجرة الغرفة والعمليات وقال لي: إن فاعل خير هو الذي دفع الحساب، فطالبت بتشكيل لجنة لدراسة سبب الوفاة، فلم أرى أي تقرير صدر عن اللجنة التي أكدوا لي أنها اجتمعت وراجعت المشفى أكثر من مرة وآخرها قيل لي: إن السبب هو «داء كرون»).
في العودة إلى (إخبار) الوفاة الصادر عن المشفى والموقع باسم رئيس الشعبة الدكتور (محمد بشير سعدة) والمؤرخ بـ 30/5/2006، ان سبب الوفاة هو صدمة انتانية، ونواسير معوية متكررة ومتعددة بعد تداخلات جراحية، التهاب في الزائدة الدودية قاد /محمد/ الطفل الرشيق إلى مقبرة البلدة.
الأهل الذين باتوا لايعرفون سبباً واضحاً لوفاة ابنهم ويشعرون بأنهم خدعوا، وأن أياد ساهمت بموت ابنهم، يطالبون بتحقيق نزيه وعادل يريح أرواحهم المعذبة.


الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...