مرسيل بخير... و«محمود درويش» على قدم وساق
منذ ثلاثة أيام، اتصل الممثل والمنتج السوري فراس إبراهيم بالموسيقي اللبناني مرسيل خليفة ليتفقا على موعد لزيارة عائلة محمود درويش المقيمة في الأردن. وكانت الزيارة ترمي إلى بحث المواضيع المتعلقة بسيرة الشاعر الراحل، التي يُفترض أن نشاهدها على الشاشة في رمضان المقبل، من خلال مسلسل «في حضرة الغياب»، الذي ينتجه ويؤدّي دور البطولة فيه إبراهيم نفسه، لكن قبل انتهاء المكالمة الهاتفية، سأل خليفة: «من سيقود السيارة»، أجاب إبراهيم إنه سيقودها بنفسه، وهنا ختم خليفة المكالمة ممازحاً: «سأكتب وصيتي قبل السفر»! لكنّ القدر ولّف لعبته بمحاذاة مزحة الموسيقي اللبناني. وبالفعل، تعرض النجمان أول من أمس لحادث سير مروّع أثناء عودتهما من الأردن وبعد دخولهما الأراضي السورية. وجاء ذلك بعدما اصطدمت سيارة النجم السوري بسيارة أخرى وجهاً لوجه في منطقة خالية تابعة لمحافظة درعا. وعلى الفور، نُقل الاثنان إلى المستشفى الفرنسي في دمشق.
«الأخبار» زارت المستشفى أمس، حيث كان يسهل التعرف إلى غرفتي خليفة وإبراهيم من خلال العدد الكبير من أكاليل الورد، وُقّع أحدها باسم رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان، وآخر باسم السفير اللبناني في سوريا، وثالث باسم وزير الإعلام السوري، وواحد باسم رئيس اتحاد الصحافيين السوريين...
لكن في هذا الوقت تحديداً، كان الممثل السوري يخضع لعملية جراحية لزرع صفائح معدنية بعدما تعرض لكسور حادة في قدميه، وكسر في يده اليسرى، وآخر في أحد أضلاعه. ويتوقع الأطباء أنّه سيحتاج لشهرين حتى يتماثل للشفاء. أما خليفة، فبدا بصحة جيدة رغم تعرضه لرضوض في صدره ورأسه. لكنه في حديثه لـ«الأخبار»، راح يستعيد تفاصيل الحادث بسخرية ممزوجة بالألم، إذ قال: «هل تعرف قصيدة خليل حاوي: يعبرون الجسر في الصبح خفافاً/ أضلعي امتدت لهم جسراً وطيد؟ هذا بالضبط ما حصل معي شخصياً. الحادث كان مروّعاً، وأحمد الله أننا ما زلنا أنا وفراس على قيد الحياة. حالتي الصحية جيدة وسأغادر المستشفى صباح الغد (اليوم السبت)». لكن ماذا عن صحة النجم السوري؟ يجيب خليفة: «بعد الحادث، ظلّوا يجاهدون فترة طويلة حتى استطاعوا سحبه من نافذة السيارة التي تحولت إلى حطام، لكن إصاباته عبارة عن كسور، ويحتاج إلى بعض الوقت حتى يتماثل للشفاء».
كان مقرراً أن يباشر خليفة التأليف الموسيقي لـ15 مقطوعة لمسلسل «في حضرة الغياب»، منها أعمال جديدة ومنها إعادة توزيع لأغان قديمة، لكنّ الحادث حال دون الالتزام بالوقت المحدد. ويبدو مرسيل ميّالاً إلى تأجيل العمل إلى العام المقبل، وخصوصاً أنه «مسلسل حسّاس إلى هذا الحد».
لكن أمنية خليفة لن تجد طريقها نحو التحقق ما دام نجدت أنزور مصرّاً على المضي قدماً في إنجاز العمل. في اتصال مع «الأخبار»، صرّح المخرج السوري، الذي يتولّى إنجاز المسلسل، «بأن لا شيء سيتغير في العمل ما دام فراس إبراهيم بصحة جيدة، وسيتماثل للشفاء خلال شهرين لا أكثر. إذاً سيستمر تصوير المسلسل في المدينة التي بنيت في قرى الجولان، ليكون إبراهيم بطل العمل كما هو مقرر، لكنّه سيكون آخر من يصور مشاهده بعد أن يتماثل للشفاء نهائياً».
لم يعد خافياً على أحد إصرار الممثل السوري على إنجاز سيرة شاعر الأرض، ولا يمكن إنكار الجهود الحثيثة التي بذلها من أجل إنتاج مسلسل يليق بسمعة محمود درويش، لكن ما الذي يجعل نجدت أنزور متمسكاً بالتوقيت، رغم هذا الظرف القاهر؟ لعلّه يريد الانتهاء من «في حضرة الغياب» ليلحق هذا العام أيضاً بإنجاز «جنود الله» عن رواية السوري فواز حداد، التي اشترى أنزور حقوق تحويلها إلى مسلسل، وسيبدأ تصويره فور الانتهاء من السيناريو الذي يعدّه الكاتب الشاب عبد الناصر العايد.
وسام كنعان
المصدر: الأخبار
التعليقات
سلامة قلبك مارسيل
إضافة تعليق جديد