خلاف بعثي حول العروبة
الجمل: وصلنا من مجموعة من المثقفين البعثيين القوميين (سوريين وعراقيين وفلسطينيين) ردّ على مقالة الدكتور عبد اللطيف عمران رئيس تحرير جريدة "البعث" الرد التالي:
رداً على مقال "العمل الحزبي الوطني والقومي" للرفيق عبد اللطيف عمران المنشور في جريدة البعث يوم 27/7/2016
ظهرت قبل وخلال الأزمة التي تعصف بأكثر من قطر عربي ومن بينها سورية العروبة شريحة تدّعى الثقافة، وتولت مناصب في الدولة ومنها في السلطة الرابعة في ذلكالزمن الرديء، فكان وصولها وتربّعها على عروش مؤسسات إعلامية كانت تشكل منابر قومية "خطيئة تاريخية" سيحصد أبناء الأمة والدولة القومية مرارة ما يبثّونه من أفكار بعيدة كل البعد عن الوحدة الوطنية والمواقف القومية، ويعملون على بث الشرخ في الوحدة الوطنية، حين يشيرون إلى أن "هناك ضعفاً في الوحدة المجتمعية والوطنية يعصف برسوخ الشعور القومي والهوية العروبية والانتماء القومي لدى أبناء الأمة".
والمؤسف أن أحد هؤلاء يفترض أن الوحدة الوطنية في القطر الواحد صارت مهدّدة، وأن معظم الأقطار العربية تفتقد السلم الأهلي والعيش المشترك بسبب الأزمة الراهنة التي يمر بها الوطن العربي بحجة الدعوة إلى الاهتمام بالعمل الحزبي الوطني!.
وكأن فكرته التي أراد أن يسوقها والمتعلقة بضرورة الاهتمام بالعمل الحزبي الوطني تبرّر له التقليل من أهمية العمل القومي، والهجوم على مؤسسات العمل القومي التي يصفها بالصدئة، ويدّعي أن نتائج عمل الأحزاب القومية صارت في مهب الريح! وكأنه يضع نفسه في عداد الأجيال الجديدة المتوثبة..
إن هذه الشريحة وكل من يسوق أفكاراً تهاجم العمل القومي بمؤسساته وعلى رأسها حزب البعث العربي الاشتراكي، لا علاقة لهم بالثقافة ولا بالإعلام الوطني أو القومي، بل هم جهلة ومأزومون، نفعيون، منافقون، سلبيون، يعيشون أزمة في ذواتهم، ويمارسون الفساد في كنف الأزمة، ظناً منهم أنهم غير مرئيين، ويولّدون أزمات ثقافية داخل مجتمعهم، هم بتلك الأفكار يسوّقون ما يسعى إليه أعداء الأمة، ويقدمون خدمة مجانية لهم تأتي في صالح أجندتهم بطريقة أو بأخرى، لطالما يعزفون على وتر إحداث انقسام في المجتمع العربي الواحد، لا بل في المجتمع المحلي الواحد! مما سيكرّس الأزمة ويرسّخها ويقوّي إمكانية استمراريتها، ويعزّز من مكانة المستفيدين من استمرارها.
نحيل هؤلاء إلى مقررات مؤتمرات البعث القومية والقطرية، وما حققته مسيرة البعث النضالية من نتائج على الأرض، لم ولن تذهب أدراج الرياح كما يدّعون، لأنهم يجهلون تلك المقررات، فلو أنهم قرأوا دستور البعث ومقرراته لما تجرؤوا على طرحهم هذا..
نحيل هؤلاء إلى المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897، والاطلاع على مقرراته، وإلى وثيقة "كامبل" التي وضعها "هنري كامبل بنرمان" رئيس وزراء بريطانيا عام 1907، والتي دعت إلى الإبقاء على شعوب هذه المنطقة مفككة جاهلة متأخرة، وحرمانها من اكتساب العلوم والمعارف التقنية، ومحاربة أي توجه وحدوي فيها.
نحيل هؤلاء إلى اتفاقية "سايكس بيكو 1916" و"وعد بلفور 1917"، و"مؤتمري فرساي 1919" و"سان ريمو 1920"، ومعاهدتي "سيفر 1920 ولوزان 1923"، وقرار التقسيم 181 عام 1947، وإعلان قيام "إسرائيل 1948"..
نحيلهم إلى التاريخ الحافل بالمخططات والمؤامرات ضد وحدة العرب، والتي لا تزال تحاك لتمزيقهم وتفككهم، وإقصاء مشروعهم النهضوي العربي المقاوم، ومحاولات خلق صراعات وخلافات وحروب داخلية وأهلية تزيد من تفتيت الأقطار العربية وهدر طاقاتها الاقتصادية والبشرية والفكرية..
الشعب العربي هو الذي سيفشل تلك المخططات والمؤامرات كما أفشلها في السابق، وليس جامعة الدول العربية أو غيرها من الأنظمة الرسمية الحاكمة، فهو القادر بتوحّده، وصدق انتمائه للعروبة، بقواه ومؤسساته الحزبية القومية، بعيداً عن خلافات الأنظمة العربية، على استعادة قوته، والإمساك بزمام المبادرة من جديد، وقول كلمته الحق: لا لتفكيك وحدة الأقطار العربية، لا للتجزئة بكل صورها القطرية والطائفية والقبلية، نعم للقضية الفلسطينية التي ستبقى القضية المركزية للأمة، ولا بديل عن العروبة، إذ لا مستقبل للعرب دون توحّدهم وتضامنهم..
التعليقات
اللي على راسه بطحة
لا أظن أن أولئك المثقفين قد
jugdr
تحية طيبة:بعد خمسين
إضافة تعليق جديد