«إسرائيل» تقر: سحب القوات الأميركية انتصار للرئيس الأسد
بينما اعتبرت مصادر أمنية رفيعة في «إسرائيل» أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسحب القوات الأميركية من سورية، انتصار للرئيس بشار الأسد، أكدت المؤسستان العسكرية والاستخبارية في كيان الاحتلال أن القرار يعني أن ترامب «ألقى بإسرائيل تحت عجلات القطار الروسي».وقالت مواقع إلكترونية عربية داعمة للمعارضة أنه و«في ظل مواصلة إسرائيل الاهتمام بقراءة تداعيات قرار الانسحاب الأميركي من سورية، اعتبرت المؤسستان العسكرية والاستخبارية في تل أبيب أن القرار يعني أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب قد ألقى بإسرائيل تحت عجلات القطار الروسي».
ونقل معلق الشؤون الاستخبارية الإسرائيلية، رونين بريغمان، عن قيادات عسكرية واستخبارية إسرائيلية قولها بحسب المواقع: إن ترامب اتخذ قراره على الرغم من أن تل أبيب أبلغته بأنه يمس بمصالحها الإستراتيجية.وقال بريغمان: إنه لا يمكن «تصور حجم الغضب والإحباط الذي يعصف حالياً بكبار قادة الجيش والاستخبارات الإسرائيلية في أعقاب القرار الأميركي»، منوهاً إلى أن هؤلاء يحذرون من أن القرار يمكن أن يفضي إلى «تبديد الإنجازات» التي حققتها إسرائيل خلال الأعوام الثلاثة، عبر تدخلها العسكري المباشر لإحباط نقل السلاح إلى «حزب الله» وإعاقة توجه إيران للتمركز عسكرياً في سورية.
وكشف أن وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، قد حذر القيادات العسكرية في «إسرائيل» مؤخراً من أن ترامب «قد يفاجئ» ويتخذ قراراً بالانسحاب رغم اعتراض كبار مساعديه في الإدارة الأميركية.وحسب القيادات العسكرية والاستخبارية التي تحدث إليها بريغمان، فإن إسرائيل تخشى أن يفضي القرار الأميركي ليس فقط إلى تحسين قدرة إيران على التمركز داخل سورية، بل تحسين قدرتها أيضاً على تزويد «حزب الله» بالسلاح والعتاد المتطور.وادعى بريغمان أن «حزب الله» سيطر على منظومات صواريخ مضادة للسفن بالغة التطور، سبق لروسيا أن زودت بها سورية، منوهاً إلى أن روسيا لم تنجح في إرغام سورية على استعادة هذه الصواريخ بعد تدخل إسرائيلي مباشر لدى موسكو.
من جانبها، أشارت جريدة «رأي اليوم» الإلكترونية الأردنية، أن القرار الأميركي ما زال يُهيمن على وسائل الإعلام العبرية، التي أجمع مُحللوها على أن هذه الخطوة هي صفعة مجلجلة في وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كما كتبت صحيفة «هآريتس» في افتتاحيتها.إضافة إلى ذلك، نقل المُحلل العسكري في الصحيفة عينها، عاموس هارئيل، عن مصادر أمنية رفيعة في تل أبيب قولها: إنه إضافة إلى أن قرار ترامب يُعتبر انتصاراً للرئيس بشار الأسد، فإنه عملياً يُفرغ المطلب الإسرائيلي بإبعاد القوات الإيرانية من سورية من المضمون، ويُبعد هذا الأمر كثيراً عن الخروج إلى حيز التنفيذ، بحسب تعبيره.
وذكرت «رأي اليوم»، أنه وفي مُحاولة بائسة ويائسة للتستر على الضربة الأميركية لإسرائيل والحلفاء، والتي اعتبُرت بمثابة خيانة من واشنطن، دأب ديوان نتنياهو إلى تسريب معلومات «مُهمة» و«حساسة» إلى مُراسل الشؤون السياسية في القناة العاشرة الإسرائيلية، باراك رافيد، مفادها أن مستشار الأمن القومي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نيكولاي بتروشيف، وجه إلى مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شبات، قبل أكثر من ثلاثة أشهر وثيقة غير رسمية، تتضمن مسودة لصفقة بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية بخصوص سورية وإيران، كجزء من صفقة كبيرة لتحسين العلاقات بين موسكو وواشنطن، لافتاً إلى أنه نقل هذه الأقوال عن مسؤولين إسرائيليين اثنين مطلعين على تفاصيل الحادثة وعلى محتوى الوثيقة، وشدد على أن نتنياهو رفض الاقتراح.
وتابعت المصادر الإسرائيلية عينها قائلةً: إن وثيقة بتروشيف نُقلت إلى تل أبيب في اللقاء الذي جرى في موسكو في الثالث عشر من شهر أيلول، أي قبل أربعة أيام من إسقاط الطائرة الروسية في سورية.إضافة إلى ذلك، أشار المسؤولان الإسرائيليان، إلى أن موسكو اقترحت أن تعمل تل أبيب كوسيط بينها وبين الولايات المتحدة الأميركية وتُشجع البيت الأبيض على ترميم العلاقات مع الكرملين. وتابعت المصادر قائلةً: إن مسؤولاً إسرائيلياً رفيعاً لفت إلى أن الروس طلبوا من إسرائيل فتح الباب لهم في واشنطن للحوار مع ترامب.
وبحسب الإعلام الإسرائيلي فإن وثيقة بتروشيف شملت النقاط الآتية: تجميد الخطة الأميركية القاضية بفرض عقوبات اقتصادية مُشددة على إيران في بداية شهر تشرين الثاني كجزء من الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، ثانياً: التعهد الروسي بإخراج القوات الإيرانية والمُوالية لها من سورية، والثالث خروج القوات الأميركية من سورية وإخلاء قاعدة التنف، رابعاً: فتح حوار بين واشنطن وموسكو حول القضية الإيرانية بشكل عام، وأخيراً: استغلال الحوار في موضوع سورية وإيران لتحسين العلاقات بين روسيا وأميركا.
واختتم التلفزيون الإسرائيلي تقريره بحسب «رأي اليوم»، بالإشارة إلى أن ديوان نتنياهو أكد التفاصيل وقال: إن اقتراحات روسيا، دُرست وتُدرَس بجدية كبيرة، وبشكل مُعمق وعلى مستويات عالية، على حد تعبير الناطق الرسمي بلسان رئيس الوزراء الإسرائيلي.
الوطن
إضافة تعليق جديد