24-01-2018
«الإدارة الذاتية» التابعة لـ«الاتحاد الديمقراطي» تدعو إلى النفير العام في شمال شرق سورية
لم يستطع العدوان التركي على عفرين أن يسجل تقدماً لافتاً إلا بعدد ضحاياه من السوريين خلال اليوم الرابع من العمليات التي حرص نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تسميتها بـ«غصن الزيتون»، في ظل مقاومة عنيفة تبديها الميليشيات الكردية في مواجهتها بالترافق مع إعلانها النفير العام لمواجهته.
وحاولت وكالة «الأناضول» التركية التغني بعدوان بلادها، موضحة أن ميليشيا «الجيش الحر»، وبدعم من القوات المسلحة التركية، تمكنا من تطهير قرية الحمام، والتلال المحيطة بها التابعة لبلدة جنديرس، من قبضة تنظيم حزب «الاتحاد الديمقراطي- با يا دا».
ومنذ ساعات صباح أمس واصلت المدفعية التركية المنتشرة على الخط الحدودي في ولاية كليس، قصف المواقع العسكرية لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية في منطقة عفرين، لافتة إلى أن دوي أصوات المدفعية سمع من بعض القرى التركية القريبة من الشريط الحدودي لسورية في ولاية كليس جنوبي تركيا.
وتناقل نشطاء على صفحاتهم صوراً لمنازل ريفية مدمرة قالوا إنها من نتائج العدوان التركي جواً وبالمدفعية على منازل المدنيين بريف عفرين، قبل أن يؤكدوا أن «الحر» بدأ اقتحام جندريس.
وشمل القصف التركي تل قسطل جندو التابع لناحية شرا وقرية مسكة التابعة لمنطقة جندريس بالمدفعية الثقيلة، حيث كان القصف عشوائي.
في المقابل ذكرت مواقع معارضة أن ميليشيا «الحر» انسحبت من نقاط سيطرتها أول من أمس بعد اشتباكات مع «حماية الشعب» في محور مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي.
ومع استمرار العدوان التركي وهمجيته، تحدثت مصادر إعلامية معارضة عن معاودة الطائرات الحربية التركية استهداف عدة مناطق في ريف عفرين، بالتزامن مع استمرار المعارك العنيفة فيها، بين «قوات سورية الديمقراطية- قسد» (حماية الشعب تعتبر عمودها الفقري) من جهة والميليشيات المسلحة والقوات التركية المساندة لها من جهة أخرى، في شمال وشمال شرق وشمال غرب وغرب عفرين. ولفتت المصادر إلى أن عمليات استهداف متبادلة بين الطرفين على محاور القتال، تزامناً مع استمرار عمليات القصف المدفعي والصاروخي من قبل القوات التركية على أماكن في منطقة عفرين «ومعلومات أولية عن مزيد من الخسائر البشرية نتيجة القصف المتبادل والاشتباكات المتركزة على محاور في نواحي بلبلة وراجو وجنديرس وقسطل جندو وشياه في غرب وشمال عفرين، على الحدود مع الجانب التركي ومع لواء إسكندرون (السليب)».
ومع ارتفاع وتيرة المعارك شهدت منطقة عفرين بمدينتها وقراها ونواحيها حركة نزوح كبيرة لآلاف المواطنين.
كما ذكر قائد ميليشيا «سرايا الاقتحام» في ما يسمى «جيش النخبة» بميليشيا «الحر»، آزاد شعبو أنهم أسروا مسلحين من «حماية الشعب» في عفرين، لافتا إلى أن هؤلاء الأسرى يخضعون للتحقيق وسيتم التعامل معهم وفق القوانين الدولية ومنظمات حقوق الإنسان، وكشف عن انشقاقات واسعة بين مقاتلي «حماية الشعب» وفي وقت متأخر أمس تحدث نشطاء عن سيطرة «الحر على قرية عمر أوشاغي في ناحية راجو بريف حلب» على حين أكد «المركز الإعلامي لقسد» في بيان أن القصف التركي لم يميز بين مدني وعسكري. وبحسب مواقع الكترونية معارضة، ارتفع عدد ضحايا العدوان التركي منذ انطلاقته السبت إلى 22 مدنياً على الأقل في منطقة عفرين بينهم 6 أطفال ومواطنتان، على حين أقر الجيش التركي، أمس بمقتل أحد جنوده، على حين ذكرت مصادر معارضة أنه خسر جنديين.
وبينما نقلت الوكالات التركية صوراً لأردوغان وهو يؤدي صلاة الجنازة على الجندي المقتول، أجرى أردوغان عدة اتصالات بقادته المنتشرين على الحدود واطلع على سير العدوان. وتناقل نشطاء أيضاً صوراً قالوا إنها لمواطنين سوريين في محافظة قونية يراجعون شعب التجنيد لوزارة الدفاع التركية للتقدم بطلبات الالتحاق والتطوع في عملية «غصن الزيتون» على حد زعمهم.
وفي مقابل الترويج التركي لـ«غصن الزيتون» كانت «قسد» تؤكد قتل 53 جندياً تركيا وجرح 38 آخرين خلال تصديها للهجمات التي شنتها القوات التركية، حتى يوم أمس، وذلك في بيان لـها.
بدورها دعت «الإدارة الذاتية» التابعة لـ«الاتحاد الديمقراطي» إلى النفير العام في شمال شرق سورية، وذلك بحسب بيان نقلته «رويترز»، بينما صدر عن ما يسميه «الاتحاد الديمقراطي»، «إقليم الجزيرة في سورية» بيان مماثل أكد على أن مدينة عفرين ستنتصر كما انتصرت عين العرب وباقى المدن السورية، داعياً مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ قرار جدي وصارم يمنع الحكومة التركية من اعتدائها على مدينة عفرين ووقف القتل المتعمد بحق المدنيين العزل.
وشدد البيان على أن تركيا ستدفع ثمناً باهظاً بسبب غزوها لمدينة عفرين بذرائع واهية ما يعد تهديداً لكامل الأراضي السورية وشعبها. وفي داخل تركيا ذكرت وكالة أنباء الأناضول الناطقة باسم النظام التركي أن الشرطة نفذت سلسلة عمليات اعتقال تركزت في مدينة إزمير الغربي وطالت 42 شخصاً بينهم رئيس حزب «الشعوب الديمقراطي» في المدينة وهو ثاني أكبر أحزاب المعارضة في البرلمان.
الوطن – وكالات
إضافة تعليق جديد