«الائتلاف» وتنظيمات مسلحة تترجم رسائل واشنطن دعوات لـ«الجهاد» ضد روسيا
تلقت التنظيمات المسلحة في سورية من غير داعش وجبهة النصرة، الرسائل الأميركية باعتبار أن الضربات الروسية تستهدف من وصفتهم بـ«المعارضة السورية المعتدلة»، بشكل سريع وكأنها دعوة من واشنطن لهذه التنظيمات للتوحد وتخطيها أي خلافات شكلية أو تسميات مختلفة، وكأن واشنطن تريد القول لهؤلاء: «توحدوا ولو إعلامياً لإحياء جسد «الجيش الحر» الميت، وتعاونوا ضد سورية وروسيا، وبالمقابل فإننا في الغرب سنواصل حربنا الإعلامية لمحاولة رفع صفة الإرهاب عنكم».
واعتبر «الائتلاف» المعارض وممثلون عن نحو 70 تنظيماً مسلحاً من بينهم حركة «أحرار الشام الإسلامية» ومليشيا «جيش الإسلام» «والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» و«جيش اليرموك» أن مبادرة المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي مستورا تتجاوز معظم قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالشأن السوري، ما يعني رفضهم عملياً لهذه المبادرة، ومؤكدين «التزامهم» بالعمل من أجل «حل سياسي» يحقق ما سموها «أهداف الثورة، ويحافظ على هوية الشعب السوري ويقصر من أمد معاناة أبنائه، ولكن في الوقت نفسه يجب أن تضمن هذه العملية السياسية منع إعادة إنتاج النظام الحالي بصورة جديدة»، ولكنهم وأمام هذا الصوت «المعتدل» الدخيل على خطابهم بناءً على تعليمات راعيهم الأميركي، لم ينسوا أن يعلنوا ما أسموه «النفير العام» لصد «الغزو الروسي، وفق «الجيش الحر» واعتبار قتالهم من «أعظم الجهاد» بالنسبة لما يسمى «المجلس الإسلامي السوري»، بالإضافة إلى دعوة ما تسمى «رابطة علماء المسلمين» المجموعات «المقاتلة» إلى التوحد لمواجهة «العدوان الروسي».. وغيرها من التصريحات لهذه التنظيمات الإرهابية.
ونقل موقع «زمان الوصل» المعارض: أن الائتلاف وممثلين عن نحو 70 تنظيماً مسلحاً، أعلنوا في بيان قبل أيام موقفهم من مقترح دي ميستورا المتمثل بتشكيل «مجموعات العمل» الأربع للعصف الفكري، إضافة إلى موقفهم من الغارات الروسية على معاقل التنظيمات الإرهابية في سورية.
واعتبر البيان أن طرح مبادرة «مجموعات العمل» بهذا الشكل هو تجاوز لمعظم قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالشأن السوري ولاسيما القرارات 2118 و2165 و2139، وهي أي مبادرة «مجموعات العمل» عملية سياسية معقدة تتطلب بناء الثقة بين الشعب السوري من جهة والطرف الراعي للعملية السياسية وهو الأمم المتحدة من جهة أخرى، وهذا لن «يتحقق إلا عن طريق تنفيذ هذه القرارات الأممية التي قام النظام السوري بتعطيلها»، وفق البيان الذي نقله موقع «زمان الوصل» المعارض.
كما اعتبر البيان أن «مجموعات العمل» بصيغتها الحالية والآليات غير الواضحة التي تم طرحها توفر البيئة المثالية لإعادة إنتاج النظام، وأن «مجموعات العمل» يجب أن تبنى على مبادئ أساسية واضحة بما يخص معايير المشاركين فيها والتصور النهائي للحل. كما رأت التنظيمات في بيانها أن «حل الأجهزة الأمنية وإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية بطريقة مباشرة وموثقة بند أساسي في أي حل سياسي».
وبشأن الضربات الروسية على معاقل التنظيمات الإرهابية، رفض البيان ما وصفه «التصعيد العسكري الروسي المباشر في سورية، والذي يتحمل مسؤوليته النظام»، معتبرين أن هذا التصعيد قد يشكل نقطة لا عودة في العلاقة بين الشعب السوري من جهة وروسيا من جهة أخرى.
وفي الإطار عاد اسم متزعم ميليشيا «الجيش الحر» رياض الأسعد للظهور بعد موت ميلشيته فعلياً وغيابها عن الأرض، ليعلن أمس النفير العام لصد «الغزو الروسي».
ونقل موقع «سورية عاجل» المعارض عن الأسعد في تسجيل مصور تم بثه الخميس، دعوته جميع التنظيمات المسلحة إلى التوحد وإعلان النفير العام، مشدداً على ضرورة التوحد مع الترفع عن ملذات المناصب والسلطة من قبل قادة المجموعات المسلحة.
من جانبها اعتبرت ما تسمى «رابطة علماء المسلمين» الجمعة أن «أطماع» روسيا لن تقف عند حدود الشام، داعيةً التنظيمات المقاتلة إلى التوحد لمواجهة العدوان الروسي.
بدوره أعلن ما يسمى «المجلس الإسلامي السوري» أن الوجود الروسي «قوة احتلال» توجب على كل التنظيمات قتالها وإخراجها «مدحورة» من سورية بكل الوسائل المتاحة وقتالها من «أعظم الجهاد».
واعتبر المجلس في بيان له: «إن هذا التدخل لن يحل القضية السورية بل سيعقدها وسيزعزع الأمن في المنطقة كلها ولن يثني «الثورة» السورية عن بلوغ أهدافها، وإذا ظن القادة الروس ورثة الإمبراطورية السوفييتية البائدة بتدخلهم هذا – بذريعة مكافحة الإرهاب أو أي ذريعة أخرى خفية أو معلنة – أنهم سيجهضون «الثورة» السورية فهم واهمون».
المصدر: الوطن+ وكالات
إضافة تعليق جديد