«التحالف» يعود إلى الخطة (أ): استعادة عدن!
في اليوم الثاني على انطلاق ما بات يُعرف باسم عمليَّة «السهم الذهبي لتحرير عدن»، على أيدي مسلَّحين مدرَّبين في السعودية، تمكَّن هؤلاء، بمؤازرة طائرات وبوارج «التحالف»، من السيطرة، يوم أمس، على ميناء المدينة ومنطقة المعلا المتاخمة له. وتسعى السعودية من خلال هذه الخطوة، إلى إحداث اختراق ميداني تستطيع الركون إليه، بعدما فشلت حربها الجوية المتواصلة من إحداث أيّ تغيير على الأرض.
وبعد أربعة أشهر على بدء الحرب، وإفشال الرياض للهدنة الإنسانية التي كان من المقرَّر أن تستمر حتى نهاية شهر رمضان (يوم غدٍ الجمعة)، أُطلقت هذه العملية بدعم من الإمارات، بهدف استعادة مدينة عدن التي يسيطر عليها الجيش و «اللجان الشعبية» التابعة لـ «أنصار الله» منذ آذار الماضي.
في هذه الأثناء، نشر عبد ربه منصور هادي من مقر إقامته في الرياض، صورة على صفحته الرسمية على «فايسبوك» مرفقة بتعليق يقول: «رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، في غرفة العمليات المشتركة لقوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية وهو يشرف لحظةً بلحظة على عملية السهم الذهبي».
وزودت دولة الإمارات الفصائل المسلحة التي درَّبتها السعودية بأسلحة متطورة، منها عشرات العربات العسكرية الحديثة التي مكنتهم من السيطرة، أمس الأول، على مطار عدن الدولي، فيما احتشد عشرات المقاتلين عند مدخل المعلا حيث اندلعت اشتباكات عنيفة مع الجيش واللجان الذين تراجعوا إلى حي التواهي، بحسب ما أفاد شهود.
وقال المتحدث باسم الميليشيات المسلحة علي الاحمدي إنَّ «المقاومة الشعبية وبإشراف وقيادة جنود وضباط المنطقة العسكرية الرابعة، تمكَّنت من إحكام السيطرة على غالبيَّة أحياء وشوارع منطقة خور مكسر التي تمثل قلب عدن، وتطهيرها من الحوثيين وقوات صالح بعد معارك دامت لساعات»، مضيفاً أنَّ المقاتلين «المدعومين بعربات عسكرية حديثة، واصلوا التقدم نحو كريتر وتمكَّنوا من استعادة أجزاء منه وهناك عملية تمشيط لبقية الأحياء، كما تقدموا باتجاه منطقة المعلا وتمكنوا من استعادة مبنى المحافظة».
بدوره، نفى نائب رئيس مجلس إدارة الموانئ عبد الرب الخلاقي سيطرة مسلحين تابعين لهادي على ميناء عدن ـ أكبر موانئ اليمن، مؤكداً أنَّ العمل يسير بشكل طبيعي. وأضاف أن الوضع الأمني في الميناء «لم يتغير منذ شهور.. المسلحون الحوثيون وقوات الجيش الموالية، يسيطرون على الرصيف الجنوبي لميناء عدن، بينما يسيطر الموالون لهادي على الرصيف الشمالي.. لم يحدث أيّ جديد».
إلى ذلك، طالب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين أطراف الأزمة اليمنية بضرورة الامتثال للقانون الإنساني الدولي، معرباً عن «القلق العميق» إزاء ما وصفه بـ «الوضع الإنساني الكارثي في اليمن».
وفي بيان تلاه المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوغريك، قال أوبراين إنَّ «ملايين النساء والأطفال والرجال يتعرَّضون للعنف المرعب والجوع المدقع، خصوصاً وأن جميع الأطراف لا يظهرون رغبة في التراجع عن أعمال القصف والقتال»، مجدداً دعوته للالتزام بالهدنة الإنسانية «فوراً ومن دون شروط».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد