«حسم قريب» في مخيم اليرموك
ضاقت المساحة المتبقية تحت سيطرة تنظيم «داعش» على أطراف العاصمة دمشق خلال الأيام الماضية، لتقتصر على جيب يضم نصف مساحة مخيم اليرموك، وعلى معظم حي التقدم شمال شرقي الحجر الأسود.
اقتراب محاور عمليات الجيش من قلب المخيم، حصَرَ المسلحين داخل مربع لا يزيد عرضه على 1200 متر، وهو ما عزز الضغط عليهم وأعاد الحديث عن احتمالات استسلام التنظيم وترحيل مسلحيه وعوائلهم عن المخيم. وترافقت هذه التطورات مع تخفيف في زخم العمليات العسكرية أول من أمس، بالتوازي مع وصول عدد من الحافلات إلى شارع الثلاثين، على أطراف اليرموك الغربية، وهو ما دعم فرضية التفاهم على ترحيل المسلحين، قبل صدور نفي رسمي من مصادر عسكرية، لوجود مثل هذا الـ«اتفاق».
وفي موازاة ضبابية المعلومات التي وردت حول هذا الملف، فإن العمليات العسكرية لوحدات الجيش على أطراف مخيم اليرموك لم تتوقف أمس، رغم الانخفاض اللافت في حدة الاستهدافات المدفعية والجوية، بعدما اقتصرت طلعات الطائرات الحربية، أمس، على تحليق منخفض فوق المخيم، من دون تنفيذ قصف على أهداف ضمنه. وفي المقابل، تحدثت أوساط مقرّبة من الفصائل الفلسطينية العاملة إلى جانب الجيش، عن وجود استسلام من قبل عدد من مسلحي التنظيم، يتضمن نقلهم وعائلاتهم بحافلات إلى خارج المخيم، من دون تحديد الوجهة المفترضة، وأكدت عدة مصادر معارضة تلك الأنباء. وكان قد فشل «اتفاق تسوية» لترحيل المسلحين وعائلاتهم نحو البادية الشرقية، قبيل انطلاق العمليات في القدم والحجر الأسود؛ وحينها اتخذ الجيش قراراً بإنهاء مماطلات من جانب المسلحين ومحاولات لفرض شروط جديدة، عبر إطلاق العمل العسكري.
ومن غير المستبعد أن يكون وصول الجيش إلى مواقع متقدمة داخل المخيم قد حفّز عدداً من المسلحين على طلب الاستسلام والترحيل مع عائلاتهم، بعيداً عن «رافضي التسويات». ونقل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن ست حافلات غادرت مخيم اليرموك نحو مدينة تدمر ومنها نحو البادية، وهو ما لم يؤكده أيّ مصدر آخر. غير أن مدير الدائرة السياسية في «منظمة التحرير الفلسطينية»، أنور عبد الهادي، أشار لوكالة «فرانس برس» إلى «وجود عناصر في المخيم أقل تشدداً من داعش، قد يصار إلى تسوية أوضاعهم». وبالتوازي، تشير التحركات الميدانية على أطراف المخيم إلى أن ملف جنوب دمشق بات في حكم «المنتهي»، إذ بدأت بعض الوحدات هناك بالإعداد لنقل تشكيلاتها إلى مناطق خارج محيط المخيم، وسط أحاديث عن توجه لتحريك جبهات ساكنة في المنطقة الجنوبية.
اللافت في الحديث عن ترحيل مسلحي «داعش» نحو البادية هو أن مناطق انتشار التنظيم في البادية الشرقية باتت لا تضم أي تجمعات سكنية تستطيع إيواء أي وافدين جدد. وكانت قيادة التنظيم في تلك المنطقة قد وافقت سابقاً على استقبال المسلحين من مخيم اليرموك والحجر الأسود من دون المدنيين، الذين كانوا سيشكلون عبئاً كبيراً في البادية. ويأتي ما سبق في وقت تضيق فيه مناطق سيطرة «داعش»، أيضاً، شرق نهر الفرات، مع استمرار القصف المدفعي لقوات «التحالف الدولي» على البلدات المحاذية للنهر، في محاولة لمساعدة «قوات سوريا الديموقراطية» في السيطرة على بلدة هجين ومحيطها الممتد حتى قرية باغوز، شمال البوكمال. وفي الشأن نفسه، أفادت وكالة «الأناضول» التركية نقلاً عن مصادر محلية، بأن القوات الفرنسية الموجودة شرق الفرات، نشرت بطاريات مدافع لدعم التحرك البري في محيط باغوز. وجاء ما سبق بعد تقرير نقلته شبكة «سي بي إس» الأميركية، مفاده أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قررت التخلي عن تمويل «برامج المساعدة» في منطقة شمال غرب سوريا، والتركيز على منطقة شرق الفرات. وكانت أكدت عدة منظمات تدعمها واشنطن هناك، قبل أشهر، أنه تم وقف تمويل عدة برامج من قبل الجانب الأميركي، وحينها أكد مسؤولون في واشنطن أن ذلك يأتي في إطار مراجعة شاملة لعمليات التمويل هناك، بطلب من إدارة ترامب.
الأخبار
إضافة تعليق جديد