«نقطة» احتلال أميركية جديدة في تل أبيض
بعد يوم واحد من تسيير الاحتلالين التركي والأميركي دورية مشتركة جديدة في منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي، اندلعت اشتباكات بين أدواتهما من المسلحين المنتشرين في ريف منبج.
وبينما أنشأت أميركا «نقطة مراقبة» في الأراضي السورية قرب الحدود التركية، على عكس ما تشتهي أنقرة، تعهد رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان باجتثاث تنظيم داعش الإرهاب الذي ساهم هو نفسه بإنشائه «خلال بضعة أشهر».
وبحسب وكالة «الأناضول» التركية، أمس، تعهد أردوغان خلال كلمة له أمام كتلة حزبه «العدالة والتنمية» البرلمانية، في مقر البرلمان بأنقرة، أمس باستئصال بقايا تنظيم داعش بالكامل في غضون بضعة أشهر.
ونقلت الوكالة عن أردوغان: «نحن من بدأ تركيع داعش الإرهابي، بعدما أصبح من أكبر التحديات التي تواجه الإسلام، أما من يدّعون مواجهته فلم يبذلوا أي جهد حيال ذلك».
وزعم أنه «لم يكن هناك داعش في سورية، وإنما عصابات صغيرة كانت تنتظر على دكة الاحتياط، تم تدريبها وتجهيزها لزعزعة ذلك البلد والمنطقة تحت اسم داعش».
على خط مواز تساءلت قناة «العالم» الإيرانية على موقعها الإلكتروني: «من قصد أردوغان بقوله هناك من جهز داعش لزعزعة سورية؟
وأضافت: إنه «من المعروف أن تركيا شكلت المنفذ الرئيس لدخول الإرهابيين من جميع أنحاء العالم إلى الأراضي السورية، كما كانت وما زالت تركيا الداعم الأساسي للمسلحين في سورية وخاصة ميليشيا «الجيش الحر» والمجموعات المرتبطة به».
بدوره، أشار وزير خارجية النظام التركي مولود جاويش أوغلو إلى اضطرار 400 ألف كردي لمغادرة مناطقهم بعد سيطرة «إرهابيي (وحدات حماية الشعب) ي ب ك» عليها، فقط لأنهم لا يتشاركون معهم الأيديولوجيا نفسها.
ونقلت «الأناضول» عن جاويش أوغلو: إن الأميركيين في سورية يقرون بأن «ي ب ك» جزء من «(حزب العمال الكردستاني) بي كا كا» الإرهابي، إلا أنهم يتعاونون معها، والأوروبيون يعلمون بذلك، وهذه ازدواجية معايير.
ولفت المسؤول التركي في تصريحات لصحيفة «زود دويتشي تسايتونج» الألمانية، إلى أن معظم الأكراد الذين هربوا من الإرهابيين لجؤوا إلى تركيا.
وفي دلالة واضحة على عمل بلاده لعرقلة عودة المهجرين السوريين قال جاويش أوغلو: إن «اللاجئين السوريين عند إحساسهم بأنهم سيكونون في أمان في سورية، سيعودون إليها»!.
وفي ظل التهديدات التركية المتواصلة ضد «قوات سورية الديمقراطية – قسد»، أنشأ الاحتلال الأميركي «أول نقطة مراقبة له في شمالي شرقي سورية في مدينة تل أبيض الحدودية في ريف الرقة الشمالي، التي شهدت توترًا بين تركيا و«قسد» في الأيام الماضية» وفق مواقع إلكترونية معارضة.
ولفتت المواقع إلى أن صحفيين عاملين في مناطق سيطرة «قسد» نشروا صورًا أظهرت تمركز قوات أميركية في نقطة عسكرية في مدينة تل أبيض، وقالوا إنها لتخفيف حدة التوترات بين المسلحين الأكراد وجيش الاحتلال التركي.
وكان وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، كشف الأربعاء الماضي، أن بلاده ستنشئ مواقع مراقبة في عدد من النقاط على امتداد الحدود الشمالية السورية.
وأضاف: «نريد أن نكون الطرف الذي ينبه الأتراك ويحذرهم إذا رأينا شيئًا قادمًا من خارج إحدى مناطق عملياتنا»، إلا أن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أكد في المقابل، خلال الأيام الماضية، أن نظام أردوغان أبلغ نظرائه العسكريين والمدنيين الأميركيين مرارًا عن انزعاجه من مسألة إنشاء نقاط مراقبة شمالي سورية.
بموازاة ذلك، أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، أن ميليشيات مدعومة من أردوغان تنتشر في الشمال السوري في المنطقة الواقعة غرب نهر الفرات استهدفت مناطق في أطراف نهر الساجور الواقع في ريف مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي، والخاضع لسيطرة ما يسمى «قوات مجلس منبج العسكري» التابعة لـ«قسد» والتي فيها كذلك قوات من «التحالف الدولي» المحتل.
جاءت الاشتباكات بين الطرفين رغم تأكيد مصادر عسكرية تركية أمس الأول تسيير جيشي الاحتلالين التركي والأميركي الدورية المشتركة الرابعة في مدينة منبج، بموجب «خريطة الطريق» المتفق عليها بين أنقرة وواشنطن في حزيران الماضي، موضحة أن أعمال الدوريات المشتركة جرت قرب نهر الساجور الفاصل بين خط الجبهة في منبج ومدينة جرابلس الواقعة تحت سيطرة ميليشيات مدعومة من أردوغان.في غضون ذلك ادعى متزعم ميليشيا «شهداء الشرقية»، المدعو أبو خولة الديري في تسجيل مصور نقلته مواقع معارضة أن السبب الحقيقي وراء حملة ميليشيا «الجيش الوطني» المدعوم من تركيا ضد ميلشياه في عفرين سببها هجوم نفّذته ميليشياه على قوات الجيش العربي السوري في مدينة تادف شرقي محافظة حلب خلال أيار الماضي، دعمًا لمحافظة درعا، التي كان الجيش العربي السوري يستأصل الإرهاب فيها في ذلك الحين.
واستند أبو خولة في مزاعمه إلى مقاطع صوتية مسرّبة لمتزعم ما يسمى «هيئة الأركان» بـ«الجيش الوطني»، هيثم العفيسي، ومتزعم ميليشيا «الفيلق الأول» الملقب أبو عمار، التي تحدث فيها عن عملية «شهداء الشرقية» ضد الجيش.
وناشد أبو خولة سلطات أردوغان وحزب «العدالة والتنمية» من أجل الوقوف إلى جانبه لكونه شارك بكل العمليات ضد داعش و«قسد» على حد قوله.
وكانت مواقع إلكترونية معارضة، نقلت عن مصدرٍ رفيع في ميليشيا «الجيش الوطني» أن السبب الحقيقي للحملة على «شهداء الشرقية»، فتح جبهات ضد الجيش العربي السوري في تادف دون علم تركيا.من جهة ثانية، أكد «المرصد» المعارض سماع دوي انفجار في منطقة الباسوطة شمال مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي، تبين أنه ناجم عن انفجار لغم بسيارة تابعة لميليشيا «فرقة الحمزة» المدعومة من أنقرة، ما أسفر عن سقوط جرحى، وذلك في ظل الانفلات الأمني المتواصل هناك من حالات قتل ينفذها مجهولون واستهدافات وعمليات اقتتال وحملات «أمنية».
الوطن
إضافة تعليق جديد