«وول ستريت جورنال»: أميركا تسحب أنظمة صواريخ من الشرق الأوسط
قررت واشنطن سحب بعض البطاريات المضادة للطائرات والصواريخ من الشرق الأوسط، في وقت أكدت فيه الخارجية الأميركية أن انسحاب القوات الإيرانية من سورية يعد أحد أهم أهداف الإستراتيجية الأميركية بعيدة المدى، بعد أن كانت أميركا تزعم أنها هدفها هزيمة تنظيم داعش الإرهابي.
ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال»، عن مسؤولين عسكريين أميركيين أن الولايات المتحدة ستسحب بعض البطاريات المضادة للطائرات والصواريخ من الشرق الأوسط، وذلك وفق وكالة «رويترز» للأنباء. وذكر تقرير الصحيفة، أن وزارة الدفاع الأميركية ستسحب الأنظمة الصاروخية من المنطقة الشهر المقبل، مشيراً إلى أن «واشنطن ستسحب أربعة أنظمة صواريخ باتريوت من الأردن والكويت والبحرين». واعتبر التقرير، أن «الخطوة تشير إلى تحول التركيز عن الصراعات القائمة منذ فترة طويلة في الشرق الأوسط وأفغانستان».
في سياق متصل، أكد المتحدث باسم شؤون الشرق الأدنى بالخارجية الأميركية كريستيان جيمس أن «انسحاب القوات الإيرانية (من سورية) ووضع حدود لتدخلاتها يعد أحد أهم أهداف الإستراتيجية الأميركية بعيدة المدى».
وأكدت سورية وإيران مراراً أن التواجد الإيراني في البلاد يقتصر على المستشارين العسكريين الذين يدعمون بخبراتهم الجيش العربي السوري في محاربة الإرهاب.
وأضاف جيمس في تصريح لقناة «الحرة» الإخبارية وفق موقع «اليوم السابع» الالكتروني المصري: إن الولايات المتحدة تعمل على تحقيق هذا الهدف بطرق دبلوماسية واقتصادية، مؤكداً في الوقت نفسه أن مهمة القوات الأميركية في سورية لن تتغير طبيعتها على الإطلاق وهى إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش.
من جانبه، مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون بولتون، قال للصحفيين، في وقت سابق، بحسب وكالة «أ ف ب»: «لن نرحل طالما أن القوات الإيرانية باقية خارج حدود إيران، وهذا يشمل حلفاء إيران والمجموعات المسلحة».
وهذه ليست المرة الأولى التي يلمح فيها مسؤول أميركي إلى وجود أميركي طويل الأمد على الأراضي السورية حيث نشرت واشنطن نحو ألفي جندي في إطار ذريعة مكافحة تنظيم داعش في كانون الثاني الماضي، بعدما كان «البنتاغون» أعلن أن الولايات المتحدة ستبقي على وجود عسكري في سورية «طالما لزم الأمر» بذريعة منع أي عودة لتنظيم داعش.
واعتبرت «أ ف ب» أنها المرة الأولى التي يكون فيها رحيل قوات أميركية عن سورية مرتبطاً بهذا الشكل المباشر بالوجود الإيراني في سورية.
ورأت أن وجود رابط مباشر إلى هذا الحد يغير طبيعة التدخل في سورية والذي يزعم الغرب بأنه لـ«مكافحة الجهاديين» بعد عدة اعتداءات دامية في أوروبا، واعتبرت أنه لم يعد حرباً ضد تنظيم داعش وإنما حرب غير مباشرة ضد إيران. ورداً على سؤال حول تصريحات بولتون، أكد وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أن السياسة الأميركية في سورية لم تتغير. وقال: «نحن في سورية لهزم تنظيم داعش والتأكد من أنه لن يعود ما إن ندير ظهرنا».
وبحسب «أ ف ب»، فإن احتمال أن تكون الحرب مفتوحة «يثير قلق فرنسا بشكل خاص».
وحذر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في وقت سابق، من أن «المنطقة المحيطة بسورية يمكن أن تشهد حرباً دائمة إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي في هذا البلد».
وقال لودريان على هامش الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة: إن «العمل من أجل حل سياسي، من مسؤولية (الرئيس السوري) بشار الأسد وكذلك الذين يدعمونه (…) وإلا فيمكن أن نسير باتجاه حرب دائمة في المنطقة».
وأضاف: «هناك اليوم خمسة جيوش تتواجه في سورية، والحوادث الأخيرة تظهر أن خطر اندلاع حرب إقليمية هو خطر فعلي».
إضافة تعليق جديد