أردوغان لاينام جيداً هذه الأيام.. ليالي إدلب وكابوس الحسم
لعل أكثر مايعاني منه اليوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو الأرق، الذي من الطبيعي أن يكون حاضراً ،ولاسيما أن اتفاق خفض التصعيد مع الجانبين الروسي والايراني في منطقة ادلب بات بحكم اللاغي، وكل المهل التي أعطيت له خلال اللقاءات الماضية وآخرها في سوتشي قد نفذت، من دون سلوك تركي فاعل نحو تصنيع حل لجبهة ادلب، الرسائل التي بعث بها وزير الدفاع السوري من دمشق بحضور رئيسي اركان العراق وايران كانت واضحة المدلولات لجهة ان الجيش السوري سيحرر المناطق التي تسيطر عليها قوات قسد، وأن ادلب ليست استثناء، وستحرر عاجلاً أم آجلاً، هذه الرسائل التي تضع الارادة التركية على المحك، فالقادم ربما يكون عملية عسكرية واسعة النطاق تديرها دمشق وحلفاؤها لترجمة حديث الوزير أيوب ميدانياً، وتالياً أي محاولة تركية جديدة للمراوغة واللعب على الوقت، قد تكلف أردوغان الكثير أقله صدام عسكري ولو بسيط مع حلفاء دمشق.
ميل الولايات المتحدة لتقديم دعم فاعل لحلفائها الكرد فيما لو شُنت عملية عسكرية لاستعادة كل المناطق في الشمال والشرق السوري، هو احتمال ضعيف، لأن الولايات المتحدة تدرك أن هكذا خطوة سيكون مصيرها الفشل والهزيمة، ولن يصلح الكرد بالنظر لثقلهم العسكري مقارنة بالحلف الإيراني السوري الروسي كورقة ضغط يمكن أن يستفاد منها لخلط الاوراق او فرملة اندفاعة دمشق وحلفائها.
اللعبة اليوم تتحدد بالسباق الذي سيفرضه شكل وطبيعة تصرف قوات سورية الديمقراطية مع التطورات المتسارعة الحاصلة، وبين القرار التركي خلال الأيام القادمة، تغليب قوات سورية الديمقراطية للحكمة، ووعي وإدراك مدى التخلي الأميركي عنها في كثير من التجارب السابقة، والمسارعة للدفع بخيار التصالح مع الدولة السورية والانخراط بالعملية السياسية في سورية بصفتها أي قسد جزء ومكون من المجتمع السوري، سيكون كلفته أقل فيما لو قررت المواجهة ، التي تعد من منظور عسكري انتحار ونهاية مؤكدة، فيما يبدو هامش التحرك والخيارات لأنقرة محدود، ولاسيما أن أي سلوك من شأنه أن يطيل المرواغة وعدم حسم ملف ادلب، قد يترك أردوغان وحيداً في ميدان المواجهة مع خيار دمشق وحلفائها ، ولاسيما اذا ما قرر الكرد التموضع تحت جناح الدولة السورية.
ليالي الشمال وشرق الفرات ستكون على صفيح ساخن خلال الفترة القادمة، وكابوس الحسم العسكري وتلاشي الخيارات يقد مضجع أروغان الذي سيكون عنوان المرحلة المقبلة، فمن أصر على إنفاذ صفقة صواريخ الإس 400 مع موسكو متحدياً القلق والمخاوف الأميركية، ربما لن يطيل في إنفاذ الحلول في حضرة مواجهةٍ القول فيها فصل وماهو بالهزل.
رأي اليوم -د. محمد بكر
إضافة تعليق جديد