أردوغان يكشف عن وجهه العنصري
أطلق رئيس الحكومة التركي رجب طيب أردوغان العنان لشتى أصناف المصطلحات ضد سوريا وإيران، مشككاً في أن يكون الرئيس السوري بشار الأسد مسلماً في موقف سيثير استفزاز العلويين في الداخل التركي وخارجه، ومتهماً إيران بعدم الوفاء متوعّداً بمحاربة «أعداء تركيا» حتى النهاية.
وفي حفل إفطار أقيم مساء امس الأول، وجّه اردوغان رسائل قوية جداً الى ايران و«أعداء تركيا» قائلاً إن «المنظمة الإرهابية (حزب العمال الكردستاني) هي في خضم معركة لزّمها إياها أعداء تركيا. لكننا سوف نخوض المعركة ضد الدوائر المعادية لتركيا بأكثر الصور حدّة وتصميماً. ولن نتراجع خطوة واحدة الى الوراء». وقال إن «الأعداء يريدون تغيير أولويات اهتمامنا».
وانتقد اردوغان إيران بشدة قائلاً «إننا وقفنا مع ايران حين لم يكن أحد معها. وهل من معتقداتنا أن ندافع عن نظام قتل 25 ألف شخص؟ على القيادة الإيرانية أن تحاسب نفسها أولاً». وأضاف «إذا غادر 250 ألف سوري البلاد، ألا تقع المسؤولية في ذلك على إيران؟ بل قبل أن تحاسب ايران على ذلك عليها أن تحاسب نفسها اولا. نحن نحاسب انفسنا دائماً».
وانتقد اردوغان الرئيس السوري بشار الأسد متسائلاً «هل يمكن ان نقول عنه انه مسلم؟». وانكر اردوغان ان يتدخل في الشؤون الداخلية للدولة. وشن اردوغان هجوماً على زعيم «حزب الشعب الجمهوري» المعارض كمال كيليتشدار اوغلو، واصفاً اياه بأنه جزء من الحملة المعادية لتركيا «وكما يوجد في سوريا حزب البعث يوجد في تركيا حزب الشعب الجمهوري».
اما كيليتشدار اوغلو فقال إن الوضع الذي تمر فيه تركيا تجعله لا يعرف النوم. وقال «داخلي يؤلمني أنا قلق. لا أستطيع النوم لحال البلد، فيما رئيس الحكومة سعيد بالوضع». وقال «إن رئيس الحكومة يكون أعمى إن لم يكن يرى حال البلد المزرية. انه بعيد عن الواقع الذي يجري».
وفي صحيفة «حرييت» كتب جنكيز تشاندار منتقداً بشدة السياسة الكردية لحزب العدالة والتنمية، مشيراً الى ان رحلة هبوط اردوغان والحزب قد بدأت ولا يعرف ما اذا كان هذا الهبوط سيكون ناعماً ام لا.
يقول تشاندار «من الواضح مما يجري خلاصتان: الأولى أن زعامة تركيا للمنطقة لا يمكن ان تتحقق بالسياسة الكردية التي تتبعها الحكومة حالياً. والثاني أن تركيا لا يمكن لها ان تعرقل ظهور مشهد جديد في المنطقة يتصل بالأكراد السوريين وما سينتج عنه من تداعيات على تركيا».
«لقد نبّهنا دائماً الى ان تغيير تركيا لسياستها الكردية ضرورة للداخل، كما لسياستها الشرق اوسطية. وأقولها بصراحة للمرة الأولى إن الآمال المعقودة على رغبة وقدرة الحكومة على تحقيق مثل هذا التغيير قد استنفدت. والواقع الجديد لن يغير في ان تركيا تواجه مأزقاً وتعمل في مستنقع لا يمكن لها الخروج منه لتبني زعامة إقليمية». واضاف الكاتب «بهذه السياسة لا يمكن حل المشكلة الكردية ولكن يمكن أن يحدث العكس اي ان تتحلل سلطة العدالة والتنمية تدريجياً».
ويقول تشاندار «ان جبل ارسياس (التركي) يرتفع 3916 متراً. وحتى اليوم لا يزال يظهر ان اردوغان على قمة الجبل. لكن ليس على ارتفاع 3916 متراً بل على ارتفاع 3900 متر. الهبوط بدأ وبهذه السرعة للتاريخ في الشرق الاوسط لا يمكن ضمان ان يكون هذا الهبوط حتى العام 2014 (الانتخابات الرئاسية في تركيا وترشح اردوغان لها) هبوطاً ناعماً». ويقول تشاندار «إن هذه السلطة مجبرة على تغيير سياستها المستمرة منذ أكثر من سنة والابتعاد عن أعذار حزب العمال الكردستاني والإرهاب. وبقدر ما تصرّ السلطة على هذه السياسة بقدر ما سنواصل انتقادها».
وفي صحيفة «ميللييت» انتقد متين منير سياسة تركيا المذهبية تجاه سوريا والمنطقة قائلاً «إن الحكومة تسعى لجمع النقاط عبر سياساتها السنّية ومعاداة اليهود. ولقد بدأنا بدفع ثمن ذلك. وبعد فترة قصيرة من بدء الأحداث في سوريا تحوّل الأسد الى العدو رقم واحد لتركيا. وبدأت تركيا مع قطر والسعودية تسلح معارضي الأسد وتمدهم بالمال وقامت تركيا بكل ما يمكنها ان تفعل لتُسقط الأسد. وعملت على محاولة إقناع واشنطن بعملية في سوريا على غرار ليبيا. وذهبت تركيا الى ان ذهاب الأسد هو مصلحة تركية. لكنها لم تحصل على هذه النتيجة. لأن ذهاب الأسد ليس في مصلحة تركيا. بل على العكس. اذ إن سوريا تماماً مثل تركيا بلد متعدد المذاهب والأعراق. يوجد عرب وأكراد ومسيحيون وعلويون وسنة. وفي ظل النظام الاستبدادي للأسد ووالده أمكن الحفاظ على وحدة البلد».
وأضاف «اما اليوم فإن سوريا تتقسم. وهو ما سيجلب لتركيا خطراً عظيماً. والأسد بدأ يستخدم حزب العمال الكردستاني ضد تركيا. وسلم شمال البلاد الى الأكراد ومدّهم بالسلاح الثقيل. فجاء المقاتلون من جبال قنديل الى سوريا. وحوّل الأسد المنطقة الممتدة من حدود ايران الى البحر المتوسط الى ميدان حرب ضد تركيا».
ويتابع الكاتب «أن تركيا عليها أن تقدم مساعدات انسانية للشعب السوري لكن عليها ان تكون محايدة في الصراع السوري. هذا ما تتطلبه المصلحة التركية، لكن هذا لم يحدث. واكتسبنا عداوة الأسد بلا معنى. وهو يضربنا في النقطة المؤلمة اي المسألة الكردية. ولماذا نساعد أعداء الأسد على إلحاق الضرر بنا؟ لا تقولوا لمنع إراقة دماء السوريين اذ الأولى ان نعمل لمنع اراقة دماء شعبنا نحن. المثل الانكليزي يقول: إذا أردت أن تفعل خيراً فلتبدأ ببيتك».
وللمرة الأولى تصدر وزارة الداخلية بياناً عن المعارك الدائرة في منطقة شمدينلي وحقاري منذ 23 تموز الماضي. ويحمل البيان عبارات مثل «مضاعفة الجهوزية العسكرية وضمان السيادة الكاملة ومواصلة المعركة حتى تنظيف المنطقة من الإرهابيين». وتقول صحيفة «راديكال» إن «هذه مؤشرات على ان حزب العمال الكردستاني يريد إقامة منطقة خاصة به هناك وعدم مغادرتها وعلى أن الصدامات العنيفة هناك سوف تتصاعد في الأيام المقبلة».
محمد نور الدين
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد