أسئلة بحاجة لأسبرين سياسي

06-07-2006

أسئلة بحاجة لأسبرين سياسي

أحيانا يخونني التعبير ، أحيانا أكتب بحذر مخافة ممارسة الرقيب على الكتابة بإقصاء رأيي من النشر لأن إثارة الأقوال و تسليط الضوء على حادثة مهما كان نوعها قد لا يرضي ذلك رئيسا أو سلطانا أو أميرا أو ملكا أو ثريا أو حزبا أو مرجعية أو مفتي ولكل هؤلاء جنودا ظاهرين وجنودا في الخفاء، تجدهم في كل مجالات الحياة حتى في عالم الصحافة المكتوبة منها و الإلكترونية ، هذا لا يهم فربما نجد العذر عند السلطان و الأمير و الرئيس و الملك و الثري ولا نجده عند الجنود ، و أنا العبد الضعيف لا أجرأ حتى على فكاك نفسي من نفسي فكيف لي بما هو مروّع و لا يعلمه غير الله ، في تراثنا الشفاهي مثل يقول ” اقتل الخادم و دع سيده ” في بعض الأحيان صرت أقول ألغوا المعارضة السياسية و دعوا الحكام* قد أتهم بأني ماكيافليي أو وهابي * و أحيانا يضرب كفي بكفي أقول على نفسي السلام ، صرت مجنونا ، لو بعث جون جاك روسو من جديد للعنني لعنة مسيحية ، تارة أقول : لنغيّر الحكم بالممارسة السياسية النظيفة و التداول على السلطة سلميا و أشد على يد الأحزاب الوطنية و الإسلامية مخلصة الولاء للوطن ، لكن ما أنفك أفكر و أجهر برأيي معاكسا تيار ما
سبحت فيه بمجرد أن تأتينا البيانات من هنا و هناك ، موقعة من طرف أحزاب و شخصيات سياسية في المنفى كما يحلو لها تسميته و هو و الله ” نعيم حياة”ـ يشبه نعيم مناظر لندن أيام الضباب ـ هذه المعارضة تطلب من جيش عربي أن يسقط النظام و يدعو الرئيس لحفر قبره بيده لأن أجله قد حان ، ومن بين هؤلاء الدعاة من كان نائبا لأبيه الرئيس يأكل من لحم كتف الأمة و يضرب بسوطها لأحرار ، لا أدري هل من وراء هذا التصريح تحرير لكاتب متفنن من كتاب سدنة البيت الأبيض ، أم دينصورا يختفي داخل أجسامهم النحيفة كجني سكن المعارضة يتكلم بلسانها و يتحكم في تفكيرها ، ما معنى وما حجة المعارضة في تهمة الحكام العرب بدفع الرشوة و الرضا بالذل و طلب مودة أمريكا و الغرب بصفة عامة لتثبيت حكمهم و كراسيهم ، لا شك أن الطبخ الأمريكي و الغربي يجيد إعداد الوجبات الفصلية لكل من المعارضة و الحكام على حد سواء ، تارة أضحك من هذيان وحمق و سخافة ما أفكر فيه من رأي ، ألعن هوى الرأي الذي قد يغضب عليّ حتى سلطة رئيس البلدية أو الدائرة فيحرمني حتى من مسكن ، كما حرم العرب من مشاهدة مقابلات كأس العالم ـ لأن الثراء العربي لا يعرف الانتصار إلا في
شراء حقوق البث للكرة و ما شابه ـ لساني من يجلب لي المشقة و اللعن في قول الحقيقة ، قلمي يصير سيف كلام يغرز في كبدي ، لعنة الله على من أوحى لي بقراءة روزانو و دوركايم ووليام جيمس و نظريات علم الاجتماع لبرغسون و الأنثربولوجيات الحديثة ففتنت ببعض الأخلاق الحميدة التي جعلتهم لا يعرفون من النفاق إلا القليل لأن حرياتهم جعلت من وجوههم وجها واحدا دون قناع مرن ولا يحمل قبعة المهرج السياسي كما يحدث في أوطاننا ، أتذكر جيدا كيف المعارضة العراقية الباكية على الحقوق و على الاضطهاد الممارس على الشعب أيام حكم صدام حسين ، وكيف دخلت بالديمقراطية على المدافع الأمريكية و لها الشرف أن تعلن أنها كانت تتعامل مع وكالات الاستخبارات الغربية ، اليوم أتذكر جيدا لأني أرى حال العراقيين يسوء أكثر من ذي قبل ، و العراق يتحول يوما بعد يوم إلى جحيم طائفي عرقي أهلي بنافخات هواء أمريكية ، الدم العراقي المسكوب على الطرقات يشبه الحليب الفاسد المسكوب في مجاري المياه ، ماذا فعلت المعارضة لتصل للكرسي الذي حرمت منه حاكما ديكتاتوريا على حد اعتقادها ؟ نفس الشئ صنعه من قبلها على ما أعتقد ؟ قرأت فتوى لعبد الله بن عمر
رضي الله عنه :” إن كان الحاكم عادلا فله الأجر و لكم الشكر و إن كان جائرا فلكم الصبر و عليه الوزر ” ألف حاكم جائر خير من أن تسكن البلد الفوضى و اللا أمن في النفس و المال و الولد أتكلم هنا من موقف تجربة كجزائري و الذي شهد ليس كمن سمع ـ و ليقل عني من يشاء ما شاء ـ الإنسان محّرم أن يهان حيا فكيف يموت مهانا و في بلد لم يعد للموت حرمة فيه ، صرنا ننافق في الدم العربي و المسلم ليتنا أتبعنا نفاق منافقي يثرب في زمانهم فو الله نفاقهم خير من نفاقنا اليوم ، من يلعن من ؟ ومن يسبق من نحو أمريكا ؟ ومن يدفع بمن ؟ ومن يخون من ؟ و بين المعارضة و السلطة وبين الحكام و الحكام ؟ و بين المعارضة و المعارضة من يدافع عن من ؟ و بين العامة و العامة من يريد الحكم بمن ؟ صرت أبكي على دولة كشوكة في حلق إسرائيل بدأت دوائر المؤامرات تحيك لها الفوضى و تدعو جيشها للانقلاب و تقدم تقارير الفساد و حقوق الإنسان ؟ لم أسمع هذا العام تقريرا يدين أمريكا و حلفائها عما يقترفه جنودها من مجازر جماعية في العراق ، …..يقتل العراقيين …..أضرب صدري بكفي و ألعن وجع الرأس و لا أسبرين يوقف الألم ، غير أن هناك ما يسكن هيجان الداخل
وهي تنبؤات عبد الوهاب المسيري الذي يعتقد أنه سيكون عالم متعدد الأقطاب مثل الصين و اليابان و أرويا و ربما يكون العرب إحدى هذه القوى السياسية في العالم أعتقد أنه يمزح في هذه الأخيرة ، لأن أنيس منصور يعتبر السياسة في الوطن العربي سلالم ملتوية ، أعتقد أنا أن المعارضة و السلطة هي دحروجات من مطاط يلهو بها خبراء الخلطة السياسية الأمريكية و الغربية ، أترك سؤالا فقط : لما لم تستعمل مع إيران السياسة ذاتها ؟ بل الدخول في مفاوضات ، السؤال موجه للمعارضة و السلطة على حد سواء ؟ بسهولة نحن العرب حقل تجارب من زمن ، و الجواب الصحيح معروف لكن أظن أن هناك مناظر يجب أن يصيبها عمى العيون لكي لا ترى ….بدأت أفقد الصحو و عملا بمقتضى قانون أمي يجب تناول القهوة المرّة حتى لا أفقد صحوي فالكابوس لا زال مستمر ….


الكاتب الجزائري : خالد ساحلي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...