09-08-2018
"أسرار السعودية" فيلم وثائقي غربي يفضح تمويل المملكة ودعمها للإرهاب
رغم محاولة نظام بني سعود تغيير الصورة النمطية المتغلغلة في الجهل والتخلف والإجرام والمأخوذة عنه في الغرب.. كشف فيلم وثائقي حمل عنوان: “أسرار السعودية” صورة “صادمة” للمملكة، ككيان فاحش الثراء يوجه منذ عقود مداخيله من أموال النفط للترويج للتطرف، وفي دعم وتمويل الإرهاب إقليمياً وعالمياً.
ووفقاً لوسائل إعلام غربية فإنّ الفيلم الوثائقي الذي عرضه الملتقى الألماني ـ الأوروبي تم إنتاجه بالاشتراك بين شبكة “زد دي أف” التلفزيونية الألمانية الرسمية، وشبكة “بي بي سي” البريطانية، وتتناول أجزاؤه الثلاثة الممتدة لأكثر من ساعتين، ثلاث قضايا مستقلة، تلقي نظرة فاحصة على السعودية في العمق، خاصة التشابكات الأيديولوجية والمالية لبني سعود.
ويحمل الجزء الأول لهذه السلسلة الاستقصائية عنوان “على خطى الإرهاب”، ويعد أهم أجزائها وأكثرها زخماً، ويركز على بحث ارتباطات الأسرة السعودية الحاكمة مع داعمين لـ” نمط متشدد متطرف”، والمدى الذي ذهبت إليه هذه الأسرة بتقديم الدعم المالي لـ ”المتطرفين” من أجل تأمين استمرار حكمها.
ويتتبع هذا الجزء التمويل الذي قدمه النظام السعودي منذ التسعينيات لنشر “نموذجه المتطرف والمخالف للإسلام”، ودعم مجموعات “جهادية”، بدءاً من حرب البوسنة إلى هجمات أيلول 2001 في أمريكا، مروراً بسورية والهند وفلسطين وصولاً إلى حربه الهمجية على اليمن.
ويبدأ الوثائقي تتبّعه للتمويل السعودي من البلقان، فيعتبر أن تمويل السعودية بناء 150 مسجداً هناك ووجود أكاديمية “الملك فهد” في البوسنة، غيّر الطبيعة المتسامحة المعروفة تاريخياً للإسلام بهذه المنطقة، وعرض الفيلم شباباً من البوسنة يقاتلون بصفوف تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية، كإفراز للتأثير السعودي بالبلقان، ورأى في هذا تطوراً جديداً للتطرف في أوروبا، ويشير “على خطى الإرهاب” إلى وجود 15 سعودياً بين 19 مشاركاً بتنفيذ هجمات 11 أيلول الإرهابية.
ولفت الوثائقي – عبر مناقشة خبراء أمنيين غربيين – إلى إقرار حكومة بني سعود بتبرع مواطنيها ومؤسساتها الخيرية بمبلغ 73 مليار يورو في الأعوام العشرين السابقة لهجمات 11 أيلول لتمويل أنشطة متطرفة بالخارج، وأشار إلى إصرار الرياض على نفي مجيء هذه التبرعات من أمراء أو شخصيات رسمية.
لكن المستشار لمدة 30 عاماً في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) "بروس ريدل" ، تحدث بالفيلم عن دور محوري للملك السعودي الحالي "سلمان بن عبد العزيز" خلال عقود مضت بجمع تبرعات داخل الأسرة الحاكمة لما يسمى بـ “المجاهدين”.
ويتحدث الخبير بالمعهد الملكي البريطاني للدراسات الأمنية "ميشيل شتيفنز" عن دعم السعودية لمجموعات متطرفة مسلحة في سورية، واعتبر أن تنظيم “جيش الإسلام” الإرهابي الذي تبنته ومولته وسلحته الرياض مثل تنظيماً سعودياً أكثر من كونه سورياً، ولفت إلى أن نفي النظام السعودي وجود أي تمويل من شخصيات رسمية لـ “داعش” الإرهابي في سورية،هو كذب والدليل هو العثور في مناطق تنظيم “داعش” الإرهابي على قذائف دبابات اشتراها النظام السعودي من بلغاريا وأرسلها لهذا التنظيم الإرهابي.
ويناقش الفيلم في جزئه الثالث إشارات ولي عهد نظام بني سعود المتناقضة بتطبيق إصلاحات، بموازاة استمرار نظامه بالبطش بلا رحمة مع كل معارضيه.
وفي نهايته تعرّض الفيلم إلى الحرب السعودية على اليمن، ونقل عن الخبير الأمني البريطاني شتيفنز قوله: إن السياسة السعودية الحالية عدوانية وغير مسبوقة ولا أحد يعرف مآلاتها ولا تأثيرها على الاستقرار بالشرق الأوسط.
المصدر: صحيفة تشرين.
إضافة تعليق جديد