أطفال التوحد.. الأهل والمجتمع أولاً
يعيشون في عالم خاص بهم، ويقضون حياتهم منعزلين عن أقرانهم.. لا يتواصلون مع أهلهم ولا مع غيرهم.. ليسوا كغيرهم من الأطفال الطبيعيين، ولكنهم في نفس الوقت لا يشكون من أيّ إعاقة جسدية.».
هذه بعض السمات التي يتميّز بها «التوحد» مرض العصر الذي حيَّر الأطباء وكثر فيه الجدل بين العلماء، وتعدَّدت نظريات تشخيصه. ولكنَّ النتيجة أشخاص يعيشون بيننا بأجسادهم فقط!!.
فما التوحد؟، وما أسبابه؟، وما هي الاضطرابات التي تصيب طفل التوحد؟، وهل التوحد يكون مصاحباً لأمراض أخرى عضوية أو عصبية؟.. وبالتالي كيف تتعامل الأسرة مع الطفل التوحدي؟، وما مدى قبول المجتمع له؟.. مئات الأسئلة تدور في ذهن الأهالي دون وجود إجابة تشفي معاناتهم، فما الحلّ؟!..
في المرحلة الأولى من تشخيص المرض يرفض الأهل تقبّل الوضع ويبقى عندهم أمل في إمكانية حدوث خطأ في التشخيص من قبل الطبيب، ويظلّ الأمر على حاله إلى أن يقبلوا بالأمر الواقع ثم تبدأ حالة الكآبة لديهم.. فقد خاب أملهم بصورة طفلهم التي تخيلوها وبنوا آمالاً عليها!.. ولكن كما يقال: «كلُّ شيء في الحياة يبدأ صغيراً ثم يكبر إلا المصيبة أو الصدمة فإنها تبدأ كبيرة وتصغر على مرّ الزمن وحتى نهاية الحياة
الطفل المتوحد يعاني من صعوبات كثيرة، أهمها الصعوبات الاجتماعية التي تتمثّل في ميله إلى العزلة وعدم قدرته على طلب المساعدة من الآخرين عند حاجته إليهم. وبالتالي نجد أنَّ نحو 50 % منهم ليس لديهم لغة مفهومة تساعدهم على التواصل مع الغير؛ فأطفال التوحد ليس لديهم مخزون كافٍ من الكلمات التي تتردَّد أمامهم، لذلك تقتصر الأصوات التي يصدرها البعض على الصدى أو التكرار.
كما أنَّ أغلبهم يقومون بحركات غير طبيعية مثيرة، سواء بالأصابع أم اليدين. والسمة الغالبة على المتوحدين أنهم يركّزون على أمور تافهة لا يلتفت إليها أقرانهم من الأطفال. فلو فرضنا أننا عرضنا صورة (بنت) على طفلين واحد طبيعي والآخر مصاب وسألناهما: ماذا يرون؟.. فالطفل الطبيعي سيقول: هذه بنت، بينما الثاني سيقول: هذا زر؛ لأنه لاحظ الزر الذي في قميص البنت.
الدكتور سامر جهشان (الاختصاصي في الطب النفسي العام والطب النفسي للأطفال)، تحدَّث عن موضوع التوحد وأسبابه، قائلاً: «يدخل التوحّد ضمن الاضطرابات النفسية التي تصيب الطفل والتي يدخل من ضمنها أيضاً القلق، والاكتئاب، واضطرابات السلوك، وكذلك اضطرابات تناول الطعام، والعلاقة مع الأهل». وذكر الدكتور جهشان أنَّ «التوحد يصنّف حالياً ضمن الأمراض النفسية، حيث يوجد تصنيفان عالميان هما التصنيف الأمريكي المعتمد، وتصنيف منظمة الصحة العالمية، اللذان صنّفا التوحد ضمن الاضطرابات الشاملة للنمو والتطور».
واليوم لا توجد إحصاءات رسمية دقيقة حول عدد مرضى التوحد في سورية. ولكن إحصائية للأمم المتحدة العام 2007 للدلالة على انتشار المرض، سجّلت أنَّ عدد مرضى التوحد عالمياً يبلغ (35 مليوناً) معظمهم من الأطفال.
والدة الطفل (م.ش) قالت: «ابني يعاني فرط نشاط، بالإضافة إلى نوبات غضب مفاجئة، حتى إني لا أستطيع السيطرة عليه، ما يضطرني أن أتعامل معه بشكل يختلف عن غيره من أخوته، فهو في أغلب الأحيان مضطرب الشخصية». أما والدة الطفل (ب. ك)، فقالت: «شخصية طفلنا جعلتنا نحاول في كلّ يوم البحث عن علاج لهذا المرض، لكن كلّ ما وجدناه عبارة عن القليل من الأساليب التي تفيد في علاج طفلنا، من خلال الابتسامة في وجه الطفل، ومعاملته بهدوء ولطف، والعناية الخاصة به، واستخدام كلمات بسيطة في التحدّث معه».
معاناة الأهل مع طفل التوحد تشكّل حيّزاً مهماً من توجه الأطباء، بل هذا يعتبر العلاج السليم لهذه الحالات؛ تقول أم رامي: «نحاول في كلّ مرة أن ندمج طفلنا في الوسط المحيط به، لكن هناك صعوبات شتى تعترضنا؛ ما يضطرنا إلى إيجاد حلّ طبي لكي نتواصل معه؛ كمحاولة جذب انتباهه لنا بأسلوب واضح، وتوفير وسائل ترفيهية وألعاب تتناسب مع مستوى فهمه لها. وكنا نحاول استخدام إشارات متنوعة من باب أن يستطيع أن يفهم ما نقوله له».
المشكلة أنه حتى هذه اللحظة لم يُسجّل العلم الحديث أيّ سبب حقيقي وراء هذا المرض، وإنما بقيت مجرد فرضيات؛ يقول الدكتور جهشان: «إلى الآن لم يتمّ التوصل إلى السبب المباشر للتوحد، وإنما جميع ما استطاع العلماء التوصل إليه عبارة عن فرضيات ونظريات تشمل تطور الجهاز العصبي المركزي والنواقل العصبية. وقد يكون للوراثة دور أيضاً. بمعنى الجهاز العصبي المركزي حصل له أثناء نموه في المراحل الأولى، لسبب ما قد يكون عضوياً وقد يكون من منشأ خارجي، إنتان أو الوصل بين الأجزاء الدماغية، ولكن لا يوجد سبب مباشر ثابت للتوحد».
أشار الدكتور جهشان إلى أنَّ «هناك عدة أرقام بالنسبة لإصابات التوحد، ولكن الرقم المعتمد هو 2/1000.. أي احتمالية إصابة طفل من كلّ 500 ولكن في السنة الماضية»، مضيفاً: «الولايات الأمريكية قامت بإحصاءات وكانت النتيجة أنَّ 1/90 يصاب بطيف التوحد». وبحسب اعتقاده «هناك فرط في التشخيص».
وبيَّن الدكتور جهشان أنَّ «احتمال إصابة الذكور أكبر من الإناث، حيث تصل النسبة إلى 4/1 وأيضاً لا يوجد أيّ سبب مباشر لذلك».
تابع الدكتور سامر: «من فترة عشر سنوات عزوا التوحد إلى اللقاحات، وهناك أشخاص امتنعوا عن تلقيح أطفالهم خوفاً عليهم من التوحد، علماً بأنَّ التوحد ظهر قبل اللقاح، والدول الاسكندنافية سحبت المواد الحافظة من اللقاح ولم تتغيّر نسب التوحد».
لكن يبقى للطبيب رأيٌ حول هذا المرض؛ يقول الدكتور جهشان: «في رأيي الشخصي التوحد تتداخل عدة عوامل في ظهوره، قد تكون عضوية أو خارجية، وأهمها علاقة الطفل المضطربة بأمه في السنوات الأولى التي يفترض لها دور، ولكن دون تحميل الأم المسؤولية، بالإضافة إلى عوامل مؤهبة بالجملة العصبية الدماغية».
وأضاف الدكتور: «الطفل التوحدي قد يولد طبيعياً وينمو جيداً، حتى إنه يبدأ بالكلام ثم فجأة يتوقف عن الكلام والتواصل مع الغير وينقطع عن العالم الخارجي، وذلك قد يكون في عمر السنتين أو الثلاثة».
وعن التصرفات والعلامات التي إذا انتبه إليها الوالدان في طفلهما عليهما مراجعة الطبيب فوراً، قال: «هناك عدة علامات أكيدة متفق عليها في كلّ العالم؛ فعدم قيام الطفل بأشياء معينة يستدعي القيام بفحصه. هذه العلامات هي: الإشارة إلى ما يريد (أي الإشارة إلى شيء ما في الشهر الثامن، والتلويح بيده بعمر السنة)، والكلام القليل في السنة والنصف، وإنشاء جملة بسيطة في عمر السنتين. أي أنَّ الطفل الذي لم تظهر عنده هذه العلامات يجب مراقبته. وأول خطوة يجب عمل فحص لسمعه، لأنَّ الطفل الذي لا يسمع لا يستطيع التواصل».
أضاف الدكتور جهشان: «يمكن أن يكون نمو الطفل طبيعياً وتظهر لديه بعض الأعراض في عمر السنتين؛ كامتناعه عن اللعب الخيالي، وممارسته بعض الحركات النمطية بيديه أمام عينيه، ودورانه حول نفسه، بالإضافة إلى عدم ظهور الكلام؛ حيث إنَّ 50 % من التوحديين لا يتكلمون، أما الباقي فإنَّ كلامهم يكون غير موزوناً ولديهم اضطراب في استخدام الضمائر، فلديهم اضطراب في التواصل الكلامي التعبيري، بالإضافة إلى أنَّ اللغة الاستقبالية تكون مضطربة، فالطفل التوحدي لا يفهم كلّ الكلام الموجه إليه».
فسَّر الدكتور سامر سبب الضحك المفاجئ الذي يأتي من دون سبب بأنَّ «الطفل التوحّدي أيّ شيء يراه الآن قد يعيده بخيالاته فتذكّره بحادثة وقعت معه قبل سنة وأضحكته. وهذه كلها خيالات الطفل التوحدي، فلا نستطيع أن نسميها هلوسات أو هذيانات كما هو الحال عند الفصامي».
وأكد الدكتور جهشان أهمية سيطرة الأهل على غضبهم في الوقت الذي يثور فيه الطفل، حيث يقوم بنوبات غضب قد تزيد من نوبات غضب الطفل. ويجب أن نبحث عن سبب هذه النوبة، رغم أنَّ هذا من الصعب جداً.
وأشار الدكتور إلى أننا «لا نستطيع أن نرفض طلبات الأطفال المتوحدين، ولكن يمكننا أن نعطيهم البديل».
وعن حالات دمج التوحديين مع الأطفال الطبيعيين في المدارس العادية، أكد الدكتور سامر فائدة هذا الدمج في التواصل الاجتماعي؛ إذ يصبح هناك استثارة للطفل التوحدي وتقليد للطفل الطبيعي. ولكن بيَّن الدكتور: «الدمج يحتاج إلى تحضيرات كبيرة؛ فطفل التوحد يحتاج إلى مرافق له نسميه(الظل)، كما يجب تحضير الأطفال في الصف وتعليمهم كيفية التعامل مع الطفل التوحدي، بالإضافة إلى تأهيل معلمة الصف؛ فالدمج مفيد ولكن ليس كل الأولاد التوحديين يمكن دمجهم في صفوف عادية».
أشار الدكتور إلى أنَّ «التوحدي بشكل عام غير مستقل. بمعنى أنه معتمد بشكل رئيس على محيط متفهم يستطيع فهمه وتسهيل حياته».
بالنسبة إلى العمل الذي يستطيع المتوحد أن يقوم به، قال: «يستطيع التوحدي أن يقوم بالأعمال النمطية؛ ففي أمريكا وأوروبا -مثلاً- يوظفون التوحديين في سلسلة مطاعم، حيث يستطيع أن يقوم بعمل ألف شطيرة دون ملل».
وذكر جهشان أنَّه في سنّ البلوغ يصيب التوحدي قلق حول التغيرات التي تصيب جسده؛ فالطفل التوحدي يخاف كثيراً على جسمه؛ فعندما يبدأ شنبه بالظهور أو لحيته.. كلّ هذه التغيرات وغيرها تشعره بالرهبة.
وقد يعاني التوحدي من حالات صرع (نسبة 15 إلى 20 % من التوحديين يعانون من حالات صرع قد يشتد ظهورها في سن المراهقة).
أشار الدكتور إلى أنَّ هناك العديد من الرياضات والهوايات التي يميل إليها التوحديون، ولاسيما الدلفين والخيل، قائلاً: «على ما يبدو الدلفين يفهم على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات توحد، فالدلفين يصدر ذبذبات صوتية تريحهم، فهم يسبحون ويلعبون معه، كما أنَّ الخيل أيضاً يريحهم، فهم يحبّون صوت الخيل، وفي مشيته يشعرون بجسدهم حين يركبونه، كما أنَّ العلاج بالموسيقا قد يسهم في استرخاء مريض التوحد والتخفيف من حدة اضطراباته».
وعن احتمال الشفاء من مرض التوحد، قال الدكتور سامر جهشان: «هناك نسبة قليلة جداً؛ فثمة 7 % أبدوا علامات توحد، ثم تراجعت العلامات، كما في حالة الطيار ديبس، الذي كان توحدياً وأصبح طياراً حربياً».
وأكد الدكتور أهمية التعاون بين الحكومة والأهالي ميسوري الحال لإقامة مركز للتوحديين الكبار.
المحللة النفسية مرسيلينا حسن شعبان الحاصلة على ماجستير في مشاكل التواصل والنطق والتوحد ودكتوراه في العلاج النفسي التحليلي، من خلال تجربتها كمديرة مدرسة لذوي الاحتياجات، قالت: «التوحد هو من جملة الأمراض المزمنة التي لا يوجد لها حلّ أكيد خلال فترة قصيرة؛ فهو عبارة عن اضطراب تطور بمهارات متعددة، كالمهارات اللغوية مثلا.. فهناك أطفال لديهم محصول لغوي كافٍ ولكن لا يستطيعون توظيفه. لذلك لا يوجد علاج كامل، وإنما هناك تأهيل لهذه المهارات المضطربة لتحسين وضع الطفل التوحدي».
وأضافت شعبان: «وجدت من خبرتي خلال السنوات السابقة أنَّ هناك عدداً من أطفال التوحد بعد أن قمنا بتأهيلهم والعمل معهم استطاعوا أن يكملوا في التعليم النظامي».
وأشارت إلى أنها لا تحبّذ استخدام عبارة «طفل غير طبيعي»؛ لأنَّ العديد من الأطفال الذين يعانون مشاكل كالسكر أو مرض السرطان هم أطفال طبيعيون ولكن يعانون من مشاكل، كذلك هو حال مريض التوحد؛ فهذا الطفل حواسه سليمة ونموه الجسمي طبيعي، ولكن عنده خلل في شيء معين.
وعن الأسباب المؤدية إلى التوحد -حسب رأيها- هناك أسباب كثيرة مرجّحة؛ إذ يمكن أن يكون السبب حدوث خلل في الدماغ أو نقص في بعض المعادن المهمة، ويمكن أن يكون لتلوث البيئة سبب في تزايد هذا المرض. وأشارت إلى أنَّ عامل الوراثة هو مجرد سبب افتراضي، ولكن ليس أكيداً. والدليل على ذلك أنَّه من الممكن أن نجد توأماً الأول طبيعي والآخر مريض؛ فلا يوجد أيّ دليل علمي قاطع على أنَّ الوراثة أو اضطرابات الصبغيات هي سبب التوحد. وهناك عوامل نفسية كالضغط النفسي الذي تعيشه الأم وتوترها ورفضها زوجها، فهي لا تريد أيّ رابط يربطها بهذه العلاقة، وتكون رافضة للحمل من الأساس. فحتماً سيؤدي ذلك إلى حدوث خلل في الطفل، قد يكون على شكل اضطرابات نفسية أو أمراض جسدية كنقص الكلس أو فقر الدم.
أشارت شعبان إلى عامل مهم جداً في المجتمع العصري، وهو انشغال الوالدين ووجود الأمهات البديلات (أي الخدم). وهذا العامل نراه كثيرا في دول الخليج.
وعن مدى تقبّل الوالدين لطفلهم التوحدي، قالت الدكتورة شعبان: «أكدت الدراسات والعمل الميداني أنَّ ردة فعل الوالدين وتقبّلهم واقع ابنهم التوحدي لا علاقة له بالمستوى التعليمي. وعلى العكس تماماً، تكون شدة رفضهم أقوى بسبب نرجسيتهم العالية ونجاحهم في المجتمع.. فهذا يجعلهم يرفضون بشدة».
هناك العديد من القواسم والأعراض المشتركة بين جميع أطفال التوحد، مثل العزلة وضعف التواصل والاستجابة (أي في الفعل) وردّ الفعل؛ فغالباً يكون تعبير الغضب عند التوحديين أكثر من الموقف وتعبير الخوف والفرح كذلك.
تابعت شعبان: «إنَّ أطفال التوحد بطبعهم ميالون إلى نمطية معينة بسلوكهم اليومي، وأيّ برنامج تأهيل يجب أن يركز على هذه النقطة لكسب ثقة الطفل والاقتراب من عالمه، لندخله في المجتمع. فطفل التوحد يعاني من اضطراب في الزمان والمكان؛ فعن طريق البرنامج المنظم يرتقي عنده مفهوم إدراك الزمان، وكل نشاط مرتبط بزمان معين ومكان معين».
أما بالنسبة لحالات الدمج مع المدارس الطبيعية، قالت الدكتورة شعبان: «من خبرتي، خلال السنوات السابقة، هناك عدد من أطفال التوحد، بعد أن قمنا بتأهيلهم والعمل معهم، استطاعوا أن يكملوا في التعليم النظامي؛ فهناك أربع حالات توحد كانت موجودة في المركز وانتقلت لتكمل دراستها وتنخرط مع الأطفال الطبيعيين، رغم أنَّ هذه الحالات يعاني أصحابها بعض الصعوبات؛ لأنَّ لهم خصوصيتهم وعدم مبادرتهم.. فشدة الأعراض هي التي تحدّد ما إذا كان الطفل جاهزاً للدمج أم لا».
الدكتور فيكين سيمون (الاختصاصي في اضطرابات النمو والتطور عند الأطفال) كان له وجهة نظر مهمة في موضوع التوحد؛ قال: «بحكم عملي العيادي وفي المستوصفات وفي مراكز مختلفة، لاحظت أنَّ التوحد انتشر في الآونة الأخيرة؛ وذلك بسبب تطور أدوات ومقاييس التشخيص، فلم يعد التشخيص كما كان سابقاً على أيام (كانر) مقتصراً على الأعراض الكلاسيكية الوصفية، بل أصبح لدينا اضطرابات طيف التوحد أو أعراض بسيطة للتوحد. وهناك ما يسمّى اضطراباً تطورياً شاملاً غير محدد قد يدخل التوحد من ضمنه».
وأشار الدكتور سيمون إلى أهمية التدخل المبكر في التخفيف من حدة الأعراض والسيطرة عليها.
وذكر أنَّ «كل طفل له فرديته في التواصل؛ فلا يوجد برنامج عام شامل لكلّ الأطفال التوحديين، وإنما يوجد برنامج تربوي فردي نعالج فيه كلّ طفل حسب درجة حالته ومشكلته».
الدكتور سيمون أكد أهمية مساندة الاختصاصيين والمؤسسات التي تهتمّ بهذا المجال للأهل وتوعيتهم وتقديم الدعم لهم؛ فالعلاج يجب ألا يقتصر على الطفل فقط، بل يجب أن تتمَّ معالجة الأهل قبل طفلهم.
رشا كيوان
المصدر: بلدنا
إضافة تعليق جديد