أمنيون عراقيون يتهمون إسرائيل والأكراد وإيران بقتل العلماء
أثار نبأ اغتيال الباحث العراقي بعلم التاريخ الطبيعي محمد كاظم العتابي أمس الجمعة في بغداد ردود فعل اتهم معظمها الشركات الأمنية الأجنبية العاملة وعلى رأسها شركات إسرائيلية بتنفيذ مخطط لتصفية العقول العراقية وتخريب النسيج الاجتماعي وتشجيع الاحتراب الطائفي بالتعاون مع قوى داخلية ودول إقليمية.
وذكر العميد الركن في الجيش العراقي السابق يونس إسماعيل -المقيم حاليا في عمان بالأردن - أن القائمة التي لديه تضم حتى الآن أسماء 383 عالما وطبيبا اختصاصيا وأستاذا جامعيا قتلوا جميعهم على يد مجموعات مسلحة مكونة من شبان تنحصر أعمارهم بين 18 و20 عاما.
وكشف أنهم يتقاضون من جماعات تدعي ارتباطها مرة بحركات دينية معروفة وأخرى بجهات حكومية مبالغ لا تزيد عن ألف وخمسمئة دولار لكل المجموعة عن الضحية الواحدة، دون أن تكون للحركات الدينية والجهات الحكومية صلة بهذه المكاتب ومخططاتها مستغلين الفوضى وقصور التشخيص الأمني الدقيق والغطاء الذي توفره القوات الأميركية في إخفاء أهدافها.
وذكر إسماعيل أن جماعات أجنبية أسست لها مكاتب منذ أربع سنوات في فندق بغداد في شارع السعدون وسط العاصمة العراقية نجحت في تكوين شبكات تضم عراقيين وأجانب من جنسيات مختلفة مهمتها تصفية البارزين من العلماء والأطباء في تنسيق مع إحدى الدول المجاورة.
ومن بين مهام هذه المكاتب تنفيذ أنماط من الهجمات بالسيارات المفخخة مرة في منطقة شيعية وأخرى في منطقة سنية بهدف خلق المزيد من أجواء العداء المذهبي بين الطرفين مستغلين اندفاع الجماعات المتطرفة من كل المذاهب والفئات في العراق، إضافة إلى عمليات الاغتيال المنظمة للكفاءات العراقية.
ويشير العقيد السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية العراقية المنحل مجيد ساجت الفتلاوي -المقيم في دمشق- إلى وجود دور كردي وإيراني وإسرائيلي وتساءل عن إصرار الأكراد على أن تناط بهم رئاسة أركان الجيش العراقي إضافة إلى وظيفة الوكيل الأمني لوزارة الداخلية.
وأكد أن لإيران علاقات وثيقة مع جماعات سياسية ودينية متنفذة في العراق، وقال إن إسرائيل التي ترتبط مصالحها العليا مع المصالح الأميركية هي صاحبة اليد الطولى في العراق.
وأوضح الفتلاوي أن هؤلاء كونوا مجموعات إرهابية قد لا تلتقي مع بعضها إلا أنها تضاف إلى مجموعات القاعدة الدموية في هدف إشعال الفوضى في العراق.
واعتبر أن هذه الفوضى يحتاجها الأكراد في تكوين وطن قومى لهم وتحتاجها إيران وإسرائيل في تدمير العراق وإضعاف قواه وتصفية العباقرة من أبنائه.
وبحسب العقيد ساجت فإن العشرات من الشركات الإسرائيلية التي نجحت في تهريب أكثر من أربعة آلاف قطعة أثرية عراقية نادرة أخذت تعمل في العراق بعد أن حصلت على عقود تحت خيمة القوات الأميركية التي سهلت لها المهمة.
وذكر أن من بين هذه الشركات شركة عيتس كرميئيل المتخصصة بتصدير مستلزمات المواقع العسكرية وشركة تامي/4 لتنقية مياه الشرب وشركة أشتروم لإنشاء البنى التحتية الضرورية وشركة آمنت للخدمات الطبية وشركة أفريقيا إسرائيل لإنشاء الطرق وعشرات من الشركات التي تنفذ في الواقع مهام استخباراتية لحساب جهاز الموساد ومن بينها "تصفية العقول العراقية".
وتضم قائمة العلماء العراقيين الذين تمت تصفيتهم قبل أن يلحق بهم الدكتور محمد العتابي -الذي اختطف قبل يوم من مقتله من منزله في حي جميلة الشيعي شرقي بغداد، والذي كان ترأس أقساما مهمة في جامعة بغداد قبل تفرغه للعمل باحثا في معهد التأريخ الطبيعي- أسماء معظم العلماء الذين عملوا في البرنامج لنووي العراقي وفي شركات التصنيع العسكري كما تضم أسماء أصحاب الاختصاصات الهندسية والعلمية النادرة.
حسان يونس
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد