أهل غزة بلا خبز
بأعداد كبيرة، اصطف سكان قطاع غزة أمس امام أبواب الأفران.. انتظروا لساعات طوال رغيف خبزهم الذي لم يأتِ ذلك الصباح.. فأصحاب المخابز مضربون، احتجاجاً على الخسائر التي يتكبّدونها جراء غلاء سعر الطحين.
وطالب أصحاب المخابز، الذين ينفذون إضرابهم الأول منذ أكثر من 20 عاماً، بالسماح لهم برفع سعر رغيف الخبز، وهو ما رفضته حكومة حماس في غزة، لأنه، وفقاً لوزير الاقتصاد في الحكومة المقالة، زياد الظاظا «من غير المعقول ابتزاز الشعب الذي يتعرض للحصار وإجراءات التضييق الإسرائيلية»، كما أن «سعر ربطة الخبز معقول ونسبة الربح معقولة».
فتقليص سلطات الاحتلال لكميات الوقود التي تدخل غزة، ما تسبب في انقطاع متزايد للكهرباء، وإغلاقها للمعابر، فضلاً عن ارتفاع الأسعار عالمياً، كلها عوامل أدت إلى ارتفاع أسعار الدقيق.
ويوضح صاحب احد اكبر المخابز في غزة أبو عبد الله أن «سعر ربطة الخبز 8 شواكل، بينما سعر شوال الدقيق الجيد بواقع خمسين كيلوغراما 140 شيكل»، لذا «نطالب برفع ربطة الخبز بشيكل واحد فقط».
ورغم «أحقية» مطالب أصحاب الأفران، وجد الشاب الثلاثيني فادي الذي انتظر ساعتين للحصول على ربطة خبز من دون جدوى، في إضرابهم «مفارقة عجيبة»، إذ ان المخابز كانت في السابق «تتوقف بسبب انقطاع الكهرباء أو لوقف تصدير إسرائيل للدقيق».
ويردّ بشارة شحادة وهو صاحب مخبز في غزة «نحن لن نتسبب في أزمة للخبز.. نريد حماية مخابزنا من الخسارة والانهيار»، فـ«انقطاع الكهرباء يزيد من سعر التكلفة».
ويأمل جمال المسؤول في مخبز، يغطي حاجة ستة آلاف مواطن يوميا، «أن ينتهي الخلاف ونتلافى أزمة الخبز كي لا يكون عبئا على الناس.. لا احد يريد تجويعكم.. فنحن معكم تحت الحصار»، موجهاً حديثه لمسن كان يتمتم «لن نموت من الجوع»، محاولاً التسلل من بين العشرات مثله، نحو المخبز.
وعبرت سناء أبو حمدان، التي كانت تنتظر بصحبة طفلها أمام مخبز في حي الرمال في غزة، عن خشيتها من «تداعيات» استمرار الإضراب إذ «لا يوجد في بيتنا أي رغيف.. يجب ألا يسمح بحدوث أزمة للخبز.. ألا يكفي الحصار الإسرائيلي والفقر».
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد