أوروبا مع "شرعية" الكيان ضد الدولة الفلسطينية "الآن"

دافع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي عما أسموها شرعية “إسرائيل”، وقالوا إنهم سيعترفون بالدولة الفلسطينية “في الوقت الملائم”، (وليس الآن)، في رفض لمطالب السلطة الفلسطينية لهم بإعلان هذا الاعتراف خلال اجتماعهم في بروكسل، أمس . واستنجدت السلطة الفلسطينية باللجنة الرباعية الدولية مطالبة إياها بعقد اجتماع عاجل لإعادة إطلاق “عملية السلام”، في وقت رحب رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو بنفض واشنطن يدها من المطالبة بتجميد الاستيطان .

وقال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع اللجنة التنفيذية للمنظمة، إن القيادة الفلسطينية تدعو إلى تحرك دولي واسع لإنقاذ عملية السلام ووضع الأسس الكفيلة بإطلاقها من جديد .

وأعاد بنيامين نتنياهو أسطوانته بأن المفاوضات يجب أن تتركز أولاً على قضايا الأمن واللاجئين والاعتراف بيهودية “إسرائيل”، متهرباً بذلك من بحث الاستيطان، مرحباً بتخلي واشنطن عن ملف الاستيطان .

وفي بروكسل أعلن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوربي، أمس، أن الاتحاد سيعترف بالدولة الفلسطينية “في الوقت الملائم” . وقال الوزراء في بيان إن الاتحاد يجدد “استعداه حين يكون ذلك ملائماً للاعتراف بالدولة الفلسطينية”، ورحبوا بإعلان البنك الدولي أنه في حال استمرت السلطة الفلسطينية في مسعاها الحالي لجهة بناء المؤسسات ستكون قادرة في المستقبل القريب على إقامة دولة . ودعوا إلى عدم التشكيك في شرعية “إسرائيل” وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، وأعربوا عن أسفهم لعدم تجميد “إسرائيل” للاستيطان، مجددين موقفهم بأن المستوطنات “غير شرعية بموجب القانون الدولي وتشكل عائقاً أمام السلام”، ودعوا جميع الأطراف إلى “التزام ضبط النفس وعدم القيام بأعمال استفزازية” .

وقالوا إنهم لن يعترفوا بأي تغييرات على حدود عام 1967 بما فيها القدس غير تلك التي يتفق عليها الطرفان من خلال تبادل للأراضي . وأشاروا إلى أن الاتحاد سيستمر في العمل مع الولايات المتحدة لإعادة طرفيّ النزاع إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى حلّ يتم التفاوض عليه لقضايا الوضع النهائي خلال فترة ال12 شهراً التي حددتها “الرباعية الدولية” . وأوضحوا أن الاتحاد مستعد لرفع مستوى علاقاته مع “إسرائيل” والسلطة الفلسطينية .

وشدد الاتحاد على أهمية المفاوضات على المسارين “الإسرائيلي”  السوري و”الإسرائيلي”  اللبناني، على أن يؤدي السلام إلى اندماج “إسرائيل” بشكل كامل مع محيطها الإقليمي بموجب الشروط التي حددتها المبادرة العربية والتوصل إلى حلّ “واقعي” لقضية اللاجئين .

كما دعا وزراء الخارجية إلى فتح جميع المعابر في قطاع غزة “بشكل فوري ودائم ومن دون شروط” والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والسلع التجارية والأشخاص من وإلى القطاع، وأعربوا عن استعداد الاتحاد لتدريب حراس الحدود الفلسطينيين والمساعدة في إعادة بناء القطاع .

وحثّوا على وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه المستوطنات، وإطلاق سراح الجندي “الإسرائيلي” الأسير جلعاد شاليت، ولكنهم تجاهلوا وجود ثمانية آلاف أسير فلسطيني وعربي في سجون الاحتلال، في وقت تحيي شعوب الأرض الذكرى ال 62 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

المصدر: دار الخليج