أولمرت يستبعد الحرب مع سوريا
أطلق رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، أمس، جملة من التلميحات بخصوص سوريا وإيران من دون أن يوفر في مقابلات مع وسائل الإعلام الإسرائيلية لمناسبة عيد الفصح أي ردود شافية. وقال أن إسرائيل وسوريا تتبادلان الرسائل وإن إسرائيل لا تتعرض لخطر نووي سوري مؤكداً أن إيران «لن تكون دولة نووية».
وعمد أولمرت في أحاديثه التي ستنشر أو ستبث بكاملها اليوم في الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية إلى الإيحاء بأنه لن تقع حرب مع سوريا. وشدد على أن وجهة إسرائيل نحو سوريا هي السلام، وأن حكومته تعمل بطرق مختلفة من أجل تحقيق ذلك.
وأشار إلى أن تبادل الرسائل السرية مع سوريا يرمي إلى التعرف الى مطامح كل طرف من الطرف الآخر. وأكد أنه «في المواضيع بيننا وبين السورين فإنهم يعرفون ما أريده منهم، وأنا اعرف جيداً ما يريدون منا».
ورفض أولمرت الكشف عن طبيعة الاتصالات بين إسرائيل وسوريا أو عن هوية الدوائر الأجنبية المشاركة وعن مضمون الرسائل. وبدا أن أولمرت يوحي بأن كل شيء في عمل رئيس الحكومة الإسرائيلية سري للغاية وأنه لا يستطيع الحديث في أي أمر يتعلق بالحرب أو بالسلام.
وسئل اولمرت في جميع المقابلات الصحافية والتلفزيونية تقريباً عن الغارة الجوية على منشأة عسكرية في شمالي سوريا فرفض الإجابة وقال مرارا إنّ «هناك أمور لا يستطيع حتى رئيس الحكومة الحديث عنها». ومع ذلك قال إنه لا يعرف شيئا عن هجوم كهذا ولكن «أقول فقط، بحسب علمي سكان إسرائيل غير مهددين بنووي سوري».
واعترف أولمرت في مقابلاته الصحافية بفشل إسرائيل في إعادة جنودها الأسرى لدى «حزب الله» وحماس. وأشار في مقابلة مع القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي إلى أن إسرائيل لا تملك أي معلومات جديدة عن الأسيرين لدى «حزب الله»، ومع ذلك أبدى أمله بأن يعود الجنود الأسرى إلى عائلاتهم سالمين.
ورغم أن أولمرت لم يستبعد العمل العسكري ضد إيران إلا أنه اعتبر في مقابلته مع صحيفة «معاريف» أن «الخطر الإيراني لا يتهدد إسرائيل وحسب، بل يهدد الحضارة الغربية بأسرها. عندما يعلن رئيس دولة مثل إيران على الملأ بان على إسرائيل أن تشطب من الخريطة، أو أن تنتقل إلى ألاسكا أو ألمانيا، فانه فضلا عن السخافة يوجد هناك تهديد مباشر».
وأضاف «توجد جهود دولية مكثفة بهدف منع إيران من أن تغدو دولة نووية. إسرائيل هي جزء مهم جدا من هذه الجهود، لكنها ليست رأس الحربة، وعليه، لا ينبغي لإسرائيل أن تطلق تهديدات مثلما سمعت مؤخرا، في تخريب أو عدم تخريب الأمة الإيرانية. ليس هذا هو المجال الذي نشغل بالنا فيه».
وتابع «يمكنني أن أقول لمواطني إسرائيل عشية عيد الفصح انه بحسب فهمي، على أساس كل ما أعرفه واقرأه، أؤمن بان جهود الأسرة الدولية، التي تتضمن كل الوسائل ذات الصلة، ستنجح وإيران لن تصبح قوة عظمى نووية»، لافتاً إلى أنّ الولايات المتحدة ودول أوروبا وخصوصا ألمانيا تقود الجهد لمنع إيران من التحول إلى قوة نووية.
وحمل اولمرت بشدة على زعيم المعارضة الليكودية بنيامين نتنيـاهو، متهماً إياه باستخـدام أسلوب التخويف.
وقال «نتنياهو ركب طوال حياته على دعاية التخويف. هكذا انتخب كرئيس وزراء في العام ,1996 وهكذا يحاول أن ينتخب في المستقبل. فقد قال في حينه إن بيريز سيقسم القدس؛ قال عن باراك انه سيقسم القدس؛ والآن يقول هذا عني. انا أقول له، حذاؤك فوق قدميك. ما بنيته في القدس عمليا لم تبنه ولن تنبــيه بهراء لسانك. حي هار حوما انا بنيته وليــس أنت. وتلـقيت على ذلك غير قليل من الانتقاد».
وسئل اولمرت إذا كان على خلفية وضعه غير المريح في الاستطلاعات لا يزال مصمما على رأيه في أن يكون مرشح حزب «كديما» لرئاسة الوزراء في الانتخابات القادمة. فقال «أنا سأقف على رأس كديما في الانتخابات المقبلة. ونحن سنفوز بها. ينبغي أن يكون واضحا، من يعرفني يعرف أني لست ممن يهرب من المواجهة. الاستطلاعات تضعني اليوم أعلى بكثير مما كنت قبل نصف سنة. وانا أؤمن بأنه عندما سيكون الجمهور مدعوا لان يصوت فانه سيمنحني الإسناد».
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد