أولمرت يطالب بتفويض «اليونيفيل» إغـلاق الحـدود بيـن لبـنان وسوريـا
شدد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، بعد لقائه نظيره الايطالي رومانو برودي في القدس المحتلة امس، على اهمية حصول قوة «اليونيفيل» المنتشرة في جنوب لبنان «على تفويض بإغلاق الحدود بين سوريا ولبنان».
وزار برودي نصب «ياد فاشيم» لضحايا المحرقة في القدس المحتلة، ومستوطنة سديروت جنوبي اسرائيل حيث تفقد مواقع اصابتها صواريخ المقاومة الفلسطينية، كما حمل صاروخ «قسام» امام انظار وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني.
وذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» ان برودي «سأل وهو غير مصدق ثلاث مرات: خمسة آلاف صاروخ قسام اصابت سديروت ومحيط غزة؟» مضيفا «من الصعب رؤية المعاناة اليومية للسكان هنا. من المستحيل العيش على هذا النحو». وتابعت الصحيفة ان برودي سأل مسؤول الاستخبارات في القيادة الجنوبية في الجيش الاسرائيلي «هل حقا أنشأت (حماس) جيشا في غزة؟».
وقال اولمرت، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع اولمرت، ان تواجد قوات «اليونيفيل» في لبنان بقيادة ايطاليا مهم ويعمل بنجاح في مواجهة حزب الله. أضاف «بالتأكيد أن حزب الله يريد التواجد في المكان (جنوب لبنان)، لكن نشاط اليونيفيل يثقل عليهم وهذه مشكلة بالنسبة اليهم، ولذلك يحاولون تركيز نشاطهم في شمالي نهر الليطاني. وعموما لدينا سبب لأن نكون راضين عن نشاط القوة، وإذا حصلت على تفويض بإغلاق الحدود بين سوريا ولبنان فإن هذا سيكون أمرا مهما للغاية».
ونقلت الاذاعة الإسرائيلية عن أولمرت انه «على ثقة بأن الجنود الايطاليين سيواصلون الحفاظ على الأمن والسلام على امتداد الحدود الاسرائيلية اللبنانية، والتصدي لنشاطات عناصر حزب الله» مثمنا «الحساسية التي تبديها ايطاليا في قضية الجنود الاسرائيليين المخطوفين والمساعي التي تبذلها للافراج عنهم».
وقد أعرب برودي عن أمله بأن تنضج الظروف قريبا لاستئناف المفاوضات بين سوريا وإسرائيل.
وجدد برودي دعم ايطاليا للرئيس الفلسطيني محمود عباس وحكومة الطوارئ، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة منع حدوث أزمة إنسانية في غزة «بأي ثمن كان». وقال «من هذا المنبر أوجه دعوة قوية لقادة حماس ليطلقوا سراح (جلعاد) من دون أي تأخير». واستبعد برودي نشر قوات دولية في غزة، قائلا «بينما ارسلنا قوات دولية الى لبنان لانه كانت هناك مطالبة مشتركة من كل الاطراف، الشروط حاليا غير متوفرة للقيام بالمثل» في القطاع.
وقال أولمرت، من جهته، «كلانا يعتقد أن قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من الكيان الفلسطيني، لكننا نعتقد أنه يتوجب عدم التسليم بطبيعة حماس العدائية» موضحا انهما «بحثا في كيفية تعزيز القوى المعتدلة بين الفلسطينيين».
وحول البرنامج النووي الايراني، قال برودي «اننا متفقون تماما على ان ايران لا يمكن ولا ينبغي لها ان تمتلك قدرة عسكرية نووية» مضيفا «ان ايران ليست بحاجة الى السلاح النووي لممارسة دورها كقوة دولية. وعليها ان كانت تريد ممارسة هذا الدور، ان تسهم في احلال الاستقرار في المنطقة في حين ان سباق التسلح النووي يذهب في الاتجاه المعاكس». وتابع «ان رفض ايران الامتثال لمطالب مجلس الامن الدولي يزيد من احتمال تشديد العقوبات وهذا يقودنا الى طريق لا يرغب احد في سلوكه» موضحا إن «ايطاليا تدفع ثمنا اقتصاديا غاليا جدا جراء العقوبات التي تم فرضها على إيران».
وابدى اولمرت ارتياحه «للموقف الايطالي المتشدد حيال التهديدات الايرانية». وقال «لن نقبل اطلاقا بان تتمكن دولة تهدد بتدمير دولة اسرائيل من امتلاك السلاح النووي ذات يوم» مضيفا «أعتقد أنه بضغط دولي مشترك، من قبل أوروبا وبينها ايطاليا وأيضا من قبل دول عربية وروسيا وسائر دول العالم، سيتم تحقيق ذلك».
والتقى برودي ايضا كلا من رئيس حزب «الليكود» المعارض بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الذي شكر رئيس الوزراء الايطالي على مساهمة بلاده في «اليونيفيل».
الى ذلك، قال أولمرت خلال اجتماع لكتلة حزب «كديما» في الكنيست لمناسبة مرور عام على حرب لبنان الثانية أن شن الحرب كانت «خطوة صحيحة ولم يكن بالإمكان منعها». اضاف ان «كل مسؤول كان سيواجه الواقع الذي واجهناه وكان سيتخذ القرار ذاته الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية في 12 تموز». وتابع أن «الواقع الحاصل اليوم في جنوب لبنان مختلف تماما وبشكل جوهري عن الواقع الذي كان سائدا حتى 12 تموز» معتبرا أن «هناك من يريد تغييب ذلك ومن يستصعب الاعتراف بذلك لاعتبارات عديدة».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد