أين اختفى القذافي وجيشه وهل نحن أمام بغداد ثانية
ذكر موقع "دبكا" الاسرائيلي أنه "في تحول استثنائي للمواجهة بين المتمردين وقوات القذافي في طرابلس، ظهر في وقت مبكر صباح الثلاثاء سيف الاسلام القذافي وسط هتاف الجماهير في فندق ريكسوس وسط العاصمة الليبية وقال للصحفيين الاجانب انه لم يقبض عليه وهو يرفع اشارة النصر".
ولم يبلغ عن نبأ احتجازه المتمردين فقط، بل اكد الخبر المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية.
واعتبر سيف الاسلام ان المتمردين وقعوا في فخ واعلن ان والده لا يزال في طرابلس ويدير العمليات ضد المتمردين الذين تكبدوا خسائر فادحة.
كما تحدث خلال جولته في العاصمة مع الصحفيين عن محاولات لزرع الفوضى في ليبيا من خلال التحكم بوسائل الاعلام الالكترونية.
ولفت موقع دبكا الاستخباراتي الاسرائيلي الى ان قوات القذافي حررت في ليل الاثنين شقيق سيف الاسلام محمد القذافي من ايدي المتمردين. ظهور سيف الاسلام وترحيب الحشود به ورفع صور والده هو رد على تحذيرات الرئيس الاميركي باراك اوباما في وقت سابق يوم الاثنين الذي اكد مزاعم حلف شمال الاطلسي والمملكة المتحدة عن انتهاء القذافي.
وفق ما افادت مصادر دبكا، لاول مرة منذ ستة أشهر أي منذ بداية الحرب ضد نظام القذافي، بالرغم من النفي القاطع لقوات حلف شمال الاطلسي ، فهي شاركت في المعركة البرية من خلال "المستشارين العسكرييين" البريطانيين والفرنسيين ومن خلال افراد من الوحدات الخاصة لمساندة المتمردين من اجل السيطرة على العاصمة الليبية طرابلس. وتطورت هذه المعركة الى حرب استخبارات. الهجوم المضاد الذي قامت به قوات القذافي يستهدف فصل القوات الغربية عن المتمردين الذي يبلغ عددهم اكثر من 2,500 – 3,000 مسلح.
بعض المصادر تعتبر ان القذافي يستطيع تحقيق هدفه وقلب اتجاه المعركة في حال حشد في العاصمة نحو 5000 جندي من الموالين له.
هذه المصادر تدحض المعلومات التي تنشرها وسائل الاعلام عن سيطرة المتمردين على 80-90% من العاصمة طرابلس ، بالفعل، اسنحبوا ولم يبق تحت سيطرتهم في ليل الاثنين 22 آب سوى ثلث المدينة. منذ دخول المتمردين الى العاصمة ، استطاع الفيلق الثاني عشر من الجيش الموالي ان يسترد بعض المواقع التي كان المتمردين قد احتلوه في هجومهم الاول.
في بيانه ليلة الامس، وصف الرئيس الاميركي الوضع في ليبيا بدقة "غير مؤكد..." بالرغم من انه اكد ان نهاية نظام القذافي وشيكة ودعاه الى "وقف اراقة الدماء والقاء السلاح والتخلي عن السلطة دون تأخير من اجل مصلحة ليبيا".
تصريح اوباما خفف من وطأة تاكيدات حلف شمال الاطلسي المندفعة حول زوال قوة القذافي وانتهاء الحرب. كما حث الحلف على تشكيل " تحالف سلمي وشامل وعادل" واكد ان "العدالة تأتي من التوافق وليس من العنف".
دار القتال العنيف يوم الاثنين في 22 آب حول مجمع معمر القذافي في باب العزيزية بعد يوم من سيطرة قوات المتمردين على معظم اجزاء العاصمة من دون مقاومة.
فقاد ابنه خميس هجوم مضاد على رأس كتيبة من الدبابات التي انطلقت من قرب المجمع ومن ميناء طرابلس في اشارة الى أن القوات الموالية للحاكمالليبي وعائلته مستعدة للقتال من أجل بقائهم على قيد الحياة والقذافي غير مستعدا للتخلي عن السلطة كما تطالب الولايات المتحدة.
تشير مصادر دبكا الى انه خلال الاسبوعين الماضيين، تجنب خميس القذافي استخدام الدبابات خارج طرابلس خوفاً من خسارتهم من جراء الغرات الجوية التي يشنها حلف شمال الاطلسي.
ويوم الاحد اتجهت قوات المتمردين نحو طرابلس من منطقة الزاوية ولم تواجه اي عقبة تذكر.
لكن يوم الاثنين عندما بدأت هزيمة النظام والاسرة تتحقق، بدل خميس التكنيك، واعتبر ان الدبابات في مأمن من هجوم حلف شمال الاطلسي في حال وجودها بين المدنيين وفي زحمة شوارع المدينة.
على ما يبدو، من المتوقع ان ينضم المعتصم بالله الى شقيقه خميس ي ساحوة المعركة قريباً جداً.
ويعتبر المعتصم بالله قائد ميداني مهم وهةو يرأس القوات الخاصة واستخبارات النظام، و في الآونة الاخيرة غاب عن المشهد العسكري لكنه بعث برسالة صوتية الى التلفزيون الرسمي وجعا الليبيين الى انقاذ طرابلس من المصير الذي واجهته بغداد.
ولم يكن سيف الاسلام خيار والده لتسلم الحكم من بعده. يتمتع سيف الاسلام بصفات جعلته المتحدث باسم النظام طيلة فترة الحرب. سيف الاسلام يتكلم اللغة الانكليزية بطلاقة وهو على علم بالطرق التي تستخدمها وسائل الاعلام الغربية. اكتسب سي فالاسلام هذه المهارات خلال السنوات التي قضاها في بريطانيا. استفاد سبف الاسلام كونه تحت الاضواء ليبرز نفسه الخليفة المحتمل لمعمر القذافي.
لكن، خميس والمعتصم بالله كانا على راس الحملة العسكرية ضد المتمردين المدعومين من حلف شمال الاطلسي. واكثر من مرة عملا على انقاذ الاسرة من الكارثة لا سيما عملية اوديسي الجوية التي قامت بها بالتنسيق اميرك وبريطانيا وفرنسا ضد مقر الحاكم الليبي في طرابلس يوم 19 آذار.
وفقا لبعض مصادر دبكا، قد يكون الحاكم المحاصر قد رمى بسيف الاسلام الى الواجهة الاعلانية لصرف انظار قادة الناتو عن نجليه الذين يكافحان على ساحة المعركة من اجل البقاء.
يوم الاثنين اعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن قلقه ودعا الى السعي لتشكيل حكومة جديدة في طرابلس : "النظام ينهار" مهمتنا الآن العمل بكل مت في وسعنا لحماية اردة الشعب الليبي".
القذافي وابنائه يقاتلون الآن لاثبات انهم لا يزالوا موجودين على الساحة ولا فراغ في السلطة حتى ولو استولى المتمردون على معظم اجزاء العاصمة . من المتوقع ان تشهد ليبا المزيد من المعارك والمزيد من سفك الدماء قبل ان تنتهي الازمة.
في هذه المرحلة ، طرح المحللون في موقع دبكا 7 اسئلة :
1- اين هي الالوية الستة الموالية للحاكم الليبي وولديه ؟ لم يشاهد احد ال 15000 جندي المتمرس عندما تقدم المتمردون على اطريق العاصمة. هناك عدة سيناريوهات توضح هذا اللغز : هذه الوحدات قد تكون تفككت أو ربما سحبها القذافي الى المناطق الجنوبية لتامين حماية حقول النفط الرئيسي، واما قرر القذافي ابقاء هذه الوحدات بعيدة عن الانظار واستخدامها في الوقت المناسب لايقاع المتمردين في الفخ، وقد لجأ الجيش الليب الى هذه الحيلة في وقت سابق.
2- خلال الستة اشهر الماضية لم يتمكن المتمردون بناء جيش متماسك بسبب منافساتهم ومشاحناتهم الداخلية . فجأةً ظهروا يوم الاحد وكأنهم قوة عسكرية منظمة تستخدم الاسلحة التي لم يكن من المعلوم انهم تلقوا التدريبات المناسبة لاستعمالها. هل تلقوا مساعدة سرية من جنود محترفين اجانب ؟
3- ماذا حدث مع القبائل الموالية للقذافي ومن بينها اكبر 3 تجمعات قبلية ؟ هل تواروا عن الانظار فجأةً ودون سابق انذار ؟
4- هل سقوط القذافي في طرابلس يعني انه فقد السيطرة على باقي اجزاء ليبيا بما فيها الوسط والجنوب حيث يمسك بزمام الامور بشدة ؟
5- هل يستطيع الحلف الاطلسي والمتمردون الادعاء بانهم منتصرين من دون اي منازع ؟ بعد انذار الناتو بوجود خطة لاسقاطه قبل الاول من ايلول هل من الممكن ان يكون الحاكم الليبي قد قرر تفادي ضربة ساحقة وبالتالي التخلي عن طرابلس لللانسحاب الى الصحراء الليبية ومن هناك شن حرب ضد الحكام الجدد ؟
6- هل يستطيع المتمردون طرح خلافاتهم وانقساماتهم جانباً واقامة ادارة لحكم طرابلس التي يقطنها المالايين من السكان ؟ اداء المتمردين في بنغازي لا يسمح بالشعور بالاطمئنان.
7- مصادر دبكا العسكرية ومصادر مكافحة الارهاب ترى ان تعليق القذافي على الوضع في طرابلس وتشبيهه بالوضع في بغداد توحي بمعنى خفي. هل يستعد القذافي لجمع اسرته والهروب من طرابلس ليشن فيما بعد حرب عصابات طويلة ودامية على غرار ما فعله اتباع صدام حسين بعد الغزو الاميركي سنة 2003 والتي فتحت الباب واسعاً امام تنظيم القاعدة ؟
اذا كانت هذه الخطة التي يعمل القذافي على تحقيقها سيواجه المتمردون وداعميهم خصوصاً بريطانيا وفرنسا اضطرابات مماثلة وربما اسوأ من تلك التي تواجهها الولايات المتحدة في العراق وفي افغانستان.
ترجمة النشرة الالكترونية اللبنانية
إضافة تعليق جديد